حوار: سمر رضوان

لا تزال الولايات المتحدة تعتمد على “الإسلام السياسي” كبديل أثمر وحقّق نتائج بتدمير شعوبٍ وأوطان، عبر استخدام العناصر الجهادية في حروب أمريكا البديلة، خاصة في آسيا ودول الشرق الأوسط، فكان أخطر سلاح، بحسب الكثير من المحللين، تم اختراعه من قبلها هو صناعة تنظيم “داعش”، وزرعه في البلاد التي تريد تدميرها، أو على مقربةٍ منها.

حول المعلومات التي تتحدث عن نقل الولايات المتحدة لعناصر تنظيم “داعش” من سوريا والعراق وسيناء إلى شمال أفغانستان، على الحدود مع روسيا وعلى مقربة من الصين، سأل مركز “سيتا” الأستاذ آندريه أونتيكوف، المتخصص بشؤون الشرق الأوسط في موسكو حول تفاصيل هذا الموضوع.

ورقة ضغط

إن نقل الولايات المتحدة عناصر “داعش” إلى شمال أفغانستان، هو ضغط غير مباشر على روسيا، فـ “داعش” أصبح وسيلة جيدة جداً في أيدي أمريكا، لتزرع عدم الاستقرار في مناطق العالم المختلفة، فسوريا والعراق هما أول من تعرضتا لهذه الموجة الإرهابية.

“سيناريو الشيشان”؟!

الآن مع نقل الإرهابيين إلى شمال أفغانستان، أنا في الحقيقة اعتقد أنه إضافة إلى الضغوطات الأخرى، تعتبر هذه العملية نوع من أنواع الضغط على روسيا، لكن بشكل غير مباشر، عبر استهداف الولايات المتحدة لدول في آسيا الوسطى، أي دول الاتحاد السوفياتي السابق كأوزباكستان وطاجستكان وغرغستان وغيرها، حيث بات معروفاً ان الكثير من عناصر التنظيم وصلت بالفعل إلى تلك الدول، ومن دون شك تعتبر هذه المحاولات خطوة نحو زرع البلبلة فيها، وبالتالي هي ضربة غير مباشرة ضد الاستقرار في هذه المنطقة ككل، وضد الأمن في روسيا تحديداً.

إن وجود تنظيم “داعش” في روسيا، أقولها وبصراحة هنا إن الاستخبارات الخاصة الروسية تعتقل أعدادا منه شهرياً، وهذا يعد أمراً مؤسفاً جداً. لكنني استبعد حصول سيناريو كذلك الذي حصل في الشيشان قبلاً، غير أن الخطر يكمن في تنفيذ عمليات إرهابية موضعية، على غرار حادثة سان بطرسبرغ العام 2017، والتي يقف وراءها هذا التنظيم، بحسب اعتقادي.

إن مثل هذا الخطر لا يزال واقعاً، لكنني أريد الإشارة هنا إلى تطور إيجابي مهم حصل في شمال أفغانستان حيث أعلنت حركة طالبان عن انتصارها على “داعش” بشكل كامل، يوم 3 أغسطس/آب الجاري (2018)، إذ أن الحركة ترفض هذه التحركات الأمريكية رفضاً قاطعاً.

 

 

الصين ضمن الدائرة

بالتأكيد هناك استهداف للصين، فقبل حوالى عشر سنوات شاهدنا الاضطرابات والمظاهرات من قبل المسلمين غرب الصين، عن طريق “داعش” بشكل مباشر أو غير مباشر، خصوصاً وأن الولايات المتحدة الأمريكية، من خلال الحرب التجارية، تريد زرع الفوضى في الصين وتستعمل “داعش” كوسيلة ضغط على بكين.

لقد أصبح “داعش” وسيلة جيدة في يد الأمريكيين لزرع الفوضى في المناطق المختلفة، والآن لحسن الحظ نشاهد نوع من الجمود لكل تلك العمليات، لكن لا أستبعد مستقبلاً أن نشاهد تحركات جديدة بنشر هذه الفوضى عن طريق غرس التنظيم في اماكن مختلفة من آسيا الوسطى والصين وحتى الحدود الروسية الجنوبية الشرقية منها.

ضرب الممر الإقتصادي؟!

أعتقد من المبكر أن نتنبأ بحدوث ذلك، قطع الممر الباكستاني – الصيني، لكنني لا أستبعد قيام واشنطن بإستعمال “داعش” من أجل استهداف الصين بشكل عام. أما الممر الاقتصادي، الممتد من الصين الشعبية إلى ميناء غوادار في باكستان، فيعد أمراً مقلقاً للولايات المحتدة إذ من الممكن أن يلعب التنظيم دوراً ما في هذا الشأن مستقبلاً.

غير أنه ومن المبكر الحديث عن ذلك، فوصول “داعش” إلى شمال أفغانستان سيعرضهم للاستهداف من قبل طالبان، إذ يجب النظر إلى أن الأوضاع غير مستقرة هناك لنستنتج ما هي الخطوات التالية التي ستقوم بها أمريكا، لكن دون شك ما يريده الأمريكيون هو الحفاظ على “داعش” بأي طريقة من أجل استخدامه في أي نشاط قادم لا سيما في آسيا الوسطى والصين وروسيا.

مصدر الصورة: أرشيف “سيتا”.