إعداد: يارا إنبيعة
في الوقت الذي تتتصاعد فيه حدة التوتر بين إيران والولايات المتحدة بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مايو/أيار الماضي (2018) الخروج من الصفقة النووية واعادة فرض عقوبات اقتصادية على طهران رغم معارضة الأطراف الأخرى في الاتفاق لهذه الخطوة، دعا المرشد الإيراني الأعلى، السيد علي خامنئي، رئيس الجمهورية، حسن روحاني، والحكومة إلى التوقف عن التعويل على الأوروبيين لإنقاذ الاتفاق النووي، مؤكداً أن أية مفاوضات مع واشنطن “مستحيلة حالياً”.
التعامل بـ “شك وحذر”
خلال اجتماعه مع الرئيس حسن روحاني وحكومته في 29 أغسطس/آب 2018، شدد المرشد خامنئي على أن الاتفاق النووي ليس هدفاً بل أداة للحفاظ على المصالح الوطنية الإيرانية، وأكد أن إيران ستنسحب من الاتفاق في حال لم يحمي مصالحها الوطنية.
ودعا خامنئي الحكومة إلى التعامل بـ “شك وحذر” مع الوعود الأوروبية بشأن الاتفاق، وشكك المرشد في جدية تلميحات الولايات المتحدة بشأن التفاوض مع إيران، قائلاً إن أمريكا بحاجة إلى التفاوض “للاستعراض والمناورة فقط”.
كما جدد خامنئي رفضه للحوار مع واشنطن، قائلاً “لن تكون هناك مفاوضات مع الولايات المتحدة على أي مستوى.”
إعادة السيطرة
من جانبه، أكد الرئيس روحاني أنه في الظروف الحالية لا يوجد أي حل سياسي مع واشنطن، لأنها لا تلتزم بأي من تعهداتها، واتهم روحاني الولايات المتحدة بالسعي إلى القضاء على استقلالية إيران وإعادة سيطرتها عليها، وأكد أن ايران لن تقبل الخنوع للولايات المتحدة مرة أخرى، متعهداً بأنها ستظهر للعالم صمودها ومقاومتها.
ضيوف “غير مرحب بهم”
قال قائد هيئة الأركان الإيرانية، محمد باقري، إن الأمريكيين يعلمون إنهم غير قادرين على مواجهة إيران، مؤكداً استعداد القوات البحرية لأي مواجهة في مياه الخليج ومضيق هرمز. جاء ذلك خلال مشاركته في الملتقى العام الـ 21 لقادة ومسؤولي ومدراء القوة البحرية للحرس الثوري بمدينة مشهد.
كما أشار باقري إلى أنه “بفضل القوة البحرية للحرس الثوري، فإن الدول المعادية يتملكها الاضطراب قبل دخول مضيق هرمز وقد تصرفت وفق القوانين الدولية خلال العام الأخير، وإذا تجاوزتها فإنها ستواجه رد الفعل المناسب من قبل القوة البحرية.”
واعتبر باقري أن الأمريكيين يعلمون أنهم عاجزون عن مواجهة إيران، مشيراً إلى أن الحكومة الإيرانية تراقب وترصد بدقة الاستراتيجيات والمخططات الجديدة للعدو في مياه الخليج، وتابع “إن الخليج الفارسي هو بيتنا ووطننا والأعداء في الخليج الفارسي هم ضيوف غير مرحب بهم.”
كما شدد باقري على أن بلاده، بقواتها “المؤمنة والاستشهادية”، مستعدة للتصدي للعدو كما تصدت له خلال فترة “الدفاع المقدس” في الخليج حيث “سطرت آنذاك أيضا دروساً من التضحيات والتفاني في سبيل الوطن رافعة راية العزة والافتخار عالياً .. عندما يرى العدو العيون مفتوحة وجاهزة لقوات البحرية الإيرانية، سيجد أنه في حال وجود نزاع سيكون الأسطول البحري الإيراني فعالا وفي أتم الجاهزية.”
إتفاق “ضعيف”
أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف عقب مباحثات مع نظيره السعودي عادل الجبير، أن موسكو والرياض تجتمعان على ضرورة تسوية الوضع حول الاتفاق النووي الإيراني بوسائل سياسية دبلوماسية. وقال لافروف “لقد تبادلنا الآراء بشأن الوضع حول خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي)، اإننا مهتمون بمعالجة الوضع عبر وسائل سياسية ودبلوماسية.”
من جانبه، أكد الوزير الجبير أن الاتفاق النووي مع إيران “ضعيف” ولا يشمل برنامج الصواريخ الباليستية، مشدداً على أن الرياض تؤيد فرض المزيد من العقوبات على طهران، وقال “فيما يتعلق بإيران، أوضحنا موقفنا بأن الاتفاق النووي ضعيف، خاصة أنه ينتهي في 2025 مما يشكل خطراً كبيراً على المنطقة”، مضيفاً “كما أوضحت أن الاتفاق لا يشمل دعم إيران للإرهاب وانتهاك القرارات الأممية التي تتعلق بالصواريخ الباليستية، نرى أن إيران تستحق فرض المزيد من العقوبات.”
مصدر الأخبار: وكالات.
مصدر الصورة: USNI News.