حوار: سمر رضوان

قبيل انعقاد القمة الثلاثية بين أن أنقرة وموسكو وطهران، في إيران في السابع من سبتمبر/ أيلول الجاري 2018، خرجت تحليلات كثيرة تؤكد أن ما سينتج عنها أمور إيجابية، في ظل خلافات حول مصير إدلب ما بين عمل عسكري وحل سياسي، إضافة لحلحة بعض الخلافات على بعض النقاط بين الشركاء الثلاثة فيما يتعلق بالتسوية السورية.

 حول القمة الثلاثية المرتقبة، ومعركة إدلب والعلاقات الأمريكية – التركية وغير ذلك، سأل مركز “سيتا”، الأستاذ فراس رضوان أوغلو، الكاتب والمحلل السياسي التركي.

خلاف بين الشركاء

ستعمل هذه القمة يوم الغد على إزالة الخلاف بين الدول الثلاث، وإن كان موجودا أكثر بين طهران وأنقرة وربما أيضا موسكو، لكن في نفس الوقت روسيا لديها ضغوطات كثيرة على أنقرة، فهذه القمة مصلحة تركية وهي الأقرب بالنسبة لها، لسعيها نحو الحل السياسي الذي ربما يرافقه عمليات عسكرية منتقاة وهو مجرد “توقع”، فحتى الآن تركيا غير موافقة أبدا على العملية العسكرية على إدلب وما حولها، لكنها موافقة على حل سياسي يمكّن دخول حكومة دمشق لإيجاد صيغة حل سياسي لكل المشاكل المترتبة هناك، إضافة إلى إنهاء التنظيمات الإرهابية بما فيها “هيئة تحرير الشام”، إلا ان هذا الأمر يحتاج إلى وقت ولا يمكن متابعته إلا عن طريق العناصر الاستخباراتية التركية لأنها مسيطرة تقريبا على تلك المنطقة مع الشمال السوري الغربي.

التزام تركي

صرح الرئيس التركي مرارا وفي أكثر من مناسبة أنه تم إدراج جبهة النصرة كفصيل إرهابي، وعودة التحدث عن هذا الأمر من الجانب التركي فرصة لأن يسمع العالم كله هذا الكلام بأننا نحن قمنا بإدراج هذه الجبهة على أنها إرهابية أسوة بالتصنيف الدولي الذي يؤكد التزامنا التام، والأمر الآخر جاءت التصريحات لإقناع الطرف الآخر أي موسكو وحلفاءها بأن تركيا جادة في ذلك، وبأنها ستنهي ما يسمى القلق من الإرهاب ولكن الإرهاب الدولي وليس الإرهاب المصنف كما ترغب تصنيفه كل دولة، فالتصنيف الدولي الجميع ملتزم به، والنقطة الأخيرة أن هذا التصنيف  لإشعار هذا الفصيل المسلح بأن تركيا جادة وربما يكون الحل العسكري موجود من ناحية القوة، “اغتيالات – قصف جوي – اجتياح لعدة مناطق”، وبتعاون الجيش السوري الحر ببعض الأمور الأخرى، وربما مع موسكو عبر تركيا، وهنا يوجد خلاف، لربما دور الاستخبارات  التركية لم ينجح بشكل كافي على هيئة تحرير الشام، ولذلك لا بد من إدراجها من أجل تخويفها عسكريا.

زيارة رسمية أمريكية

للولايات المتحدة القدرة على قلب الطاولة في كثير من الأماكن “إن شاءت”، لكن كل منطقة ستكون تكلفتها مختلفة عن الأخرى، فهي تحتاج القسم الشرقي من سوريا، وتدعم تركيا في القسم الشمالي، وبنفس الوقت تدعم حكومة دمشق من خلال الإطاحة بالإرهاب من غربي وشرقي الفرات وتدعم القوات الكردية الانفصالية، ولذلك إن زيارة ممثل الولايات المتحدة الأمريكية لدى سوريا جيمس جيفري إلى تركيا في الرابع من سبتمبر/ أيلول الفائت 2018، حول المسألة السورية لأن هناك في الأساس تعاون عسكري “تركي – أمريكي” في مدينة منبج وهناك طلب لإخلاء تلك المنطقة في مراحل معينة والآن وصلت إلى مرحلة متقدمة لتبادل الدوريات العسكرية من كلا الطرفين فيها، إذاً هناك أيضا تعاون عسكري مع الولايات المتحدة في الشمال السوري من الجهة الشرقية وهناك تعاون كبير من الناحية الجوية والاستخبارية والعسكرية الخ، وإن كان هناك خلاف كبير حول من يقاتل على الأرض إلى جانب بعض الترتيبات المختلفة، وهنا لن أدخل في تفاصيل بالنسبة للحزب الكردي الديمقراطي، وبالنسبة لسوريا أعتقد ان الولايات المتحدة قد ترغب بجعل إدلب منطقة بعيدة عنها وعن موسكو من أجل إبقاء المعارضة السورية، ومن جهة أخرى من اجل الحل السياسي من خلال عدم الرغبة في إشعال الفتيل، وربما تريد أن تقول لتركيا نحن مازلنا حلفاء سندعمك في بعض النقاط في سوريا.

دعم للحل السياسي

أنقرة لا تثق في واشنطن ولو كان هناك تعاونا في جوانب، لكن الولايات المتحدة من جانب آخر تدعم تركيا في بعض النقاط، فسوريا أصبحت بالنسبة لهذه الدول نقاط، وهنا أريد أن أنبّه على هذه النقطة، سوريا لا تقاس بشكل مقاطعات بل أصبحت تقاس بشكل نقاط حتى نقاط عسكرية، يعني إدلب مثلا خمسون نقطة 20 نقطة لتركيا و30 نقطة لروسيا ونقطتين لإيران أو النظام السوري، هكذا بدأت في الحقيقة تقسم في كثير من المناطق المتنازع عليها وليس المناطق التي يسيطر عليها النظام السوري وحلفائه، أما المناطق التي فيها تواجد تركي هناك توزع للنقاط ولذلك الولايات المتحدة قد تدعم بعض النقاط.

لكن بشكل عام تركيا تريد حل سياسي حتى ولو كان بقراءة الملف بشكل مختلف، فلابد من علاقات مدمجة بين النظام والمعارضة بنسب مختلفة أو متساوية بحيث أن يكون هناك حل سياسي ليفضي إلى دستور آخر يضمن الحريات السياسية وحرية الأحزاب وغير ذلك، وربما هذا الأمر ما يزال نقطة خلافية، لكن أعتقد أن روسيا تميل نحو ذلك لكنها تريد أولا أن تكون مسيطرة على الأرض لتضع شروطها السياسية، وهذا مدرك عند الأتراك واعتقد أن النتائج في 7 سبتمبر/ أيلول، ربما ستكون أقرب إلى الميل السياسي وأتوقع ذلك، فإدراج تحرير الشام من الجانب التركي يعني أن تركيا ستأخذ على عاتقها ضغط خشن عليها، وأيضا رسالة الوزير السوري وليد المعلم عندما قال: “لا نريد محاربة أنقرة ولكن نريد أن نذكرها بأن إدلب سورية”، يعني أنه مدرك أن هناك قوة تركية موجودة وربما ستبقى في الوقت الحالي.

مصدر الصور: ترك برس.