حوار: سمر رضوان

أعيد فتح معبر نصيب – جابر الحدودي بين سوريا والأردن، في 15 أكتوبر/ تشرين الأول، 2018، الأمر الذي سيشكل انفراجا اقتصاديا على كِلا البلدين، لما يشكله من أهمية في الترانزيت والتجارة البرية، وزيادة في العائدات الربحية وغير ذلك، إذ تأتي هذه الخطوة لتخفف حجم ارتفاع أسعار بضائع العبور من مرفأ حيفا إلى دول الخليج العربي والتي وصلت إلى ستة أضعاف ما كانت عليه قبل الأزمة السورية.

عن عودة معبر نصيب – جابر للعمل رسميا بموافقة كل من دمشق وعمّان، سأل مركز “سيتا” الدكتور إليان مسعد أمين عام حزب المؤتمر الوطني من أجل سوريا علمانية، رئيس هيئة العمل الوطني السوري المعارضة.

 

أهداف الأزمة

أعادت إسرائيل تشغيل الخط الحديدي الحجازي بين حيفا وبيسان ومعبر الكرامة الأردني تمهيدا لإكماله لاحقا إلى الأردن ومن ثم إلى الخليج العربي الذين رفضوا طوال نصف قرن المشروع السوري لتشغيله، وأيضا على أرضية توقف الموانئ السورية عن تخديم الأردن ودول الخليج بسبب الحصار الدولي المنفذ بدقة عربيا، وارتفاع حجم بضائع العبور من مرفأ حيفا إلى الخليج ستة أضعاف ما كانت عليه قبل الأزمة السورية، وهكذا نكون وصلنا إلى أحد أهم أهداف الازمة وهو إدماج إسرائيل مع محيطها، ومبروك للاهثين للعودة جامعة الدول العربية بعد هذه الهزيمة الجيوبوليتيكية، لحضور القمة تحت شعار “الخط الحديدي الحجازي يجمعنا وإسرائيل توحدنا”، والدولة الفيدرالية بين إسرائيل وبقايا الضفة والأردن قادمة بمباركة عربية في ظل موضة فيدراليات على  مد النظر والعبر.

أهمية المعبر

بناءً على ما سبق، إن إعادة فتح معبر نصيب – جابر من الناحية الميدانية يندرج تحت العلاقة بين الشعبين، كعلاقة طبيعية والتعامل كشعب واحد، أما سياسيا سيجبر ذلك الحكومة الأردنية على فتح علاقات مع سوريا، رغم أن العلاقات الدبلوماسية لم تنقطع. أما اقتصاديا، ستعود المياه إلى مجاريها الطبيعية، والأردنيون مشتاقون لذلك.

تغير في السياسة الأردنية؟

لا أعتقد أنه سيكون هناك تغيرا، طالما هناك ضغط خليجي وحتى تركي وإسرائيلي، فمن الصعب ذلك، لكن يجب الاعتراف بأن كل من الأردن وإسرائيل قد تخلوا بمرحلة من المراحل عن حلفائهم من النصرة، في درعا من قبل الأردن والقنيطرة من قبل إسرائيل، وهذا سيؤدي إلى تحسين العلاقات لابد، فلا يمكن لسوريا ألا ترحب بهذه التغييرات، لكن المشكلة تكمن في التموضع الجيوبولوتيكي للأردن، هل سيتغير أم لا، شخصيا لا أرى في المستقبل المنظور تغير عميق في هذا الاتجاه، فلا تزال الأردن متموضعة في الخط الانكليزي – الأمريكي – الخليجي.

انفراج أزمة اللاجئين

إن إعادة فتح المعبر بما يتعلق بملف اللاجئين، قطعا سيسهل المشروع الروسي لإعادة النازحين واللاجئين من المخيمات في الأردن، ومن الآن إلى ستة أشهر يجب ان نتوقع أن أهم مخيمين قد يجري إغلاقهم، علما أن مخيم الركبان قريبا قد يغلق، لكن المشكلة تكمن في الدمار ببعض الأماكن نتيجة المعارك وهذا يحتاج إلى وقت. لكن المؤكد أنهم سيعودون وينخرطون في صفوف المصالحات المنتظرة.

على جميع الأطراف أن تقوم باستيعاب الدرس، فالروس أعطوا ضمانات، والحكومة السورية فتحت أذرعها، يبقى الرؤوس الحامية وقادتهم، هؤلاء بعضهم متمركز في تركيا وبعضهم الآخر في الرياض، هؤلاء سيعالجهم الحل السلمي واللجنة الدستورية والضغط الدولي وأهم شيء أن ورقتهم ستسقط عنما لا يعود لهم فائدة للولايات المتحدة الأمريكية.

مصدر الصورة: عربي اليوم.