حوار: سمر رضوان

تعرضت بعض مناطق من محافظة حلب، شمال سوريا، إلى قصف كيماوي بصواريخ تحوي على “غاز الكلور” من منطقة تابعة لتفاهمات “خفض التصعيد” في إدلب، والواقعة تحت سيطرة “جبهة النصرة”، وأصابت نحو 107 شخصاً بحالات اختناق، في تصعيد جديد يعتبر الأخطر منذ بدء الحرب على سوريا.

عن هذا الحدث الخطير وتداعيات هذا التصعيد، سأل مركز “سيتا”، العميد المتقاعد محمد سعيد ملحم، المحلل والخبير العسكري السوري.

الورقة الأخيرة

من المعلوم أن المجموعات المسلحة بمختلف تسمياتها، ومنها هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً)، يعملون على تحقيق أهداف دول العدوان (أمريكا – تركيا –  أوروبا) على سوريا. فموضوع تحرير مدينة إدلب فيه “كسر ظهر” لتركيا في حال بدأت المعركة وتم التحرير، وبالتالي ستضيّع على أنقرة كامل أهدافها من هذه الحرب كآخر تواجد لها على الأراضي السورية، بعد أن خسرت حلب وكل المناطق التي كانت تحاول السيطرة عليها.

من هنا، تعتبر هذه الأسلحة “الورقة الأخيرة” بيد تركيا التي لها المصلحة الكبرى في استخدامها، مع الدول الأخرى المنخرطة في الحرب، حيث أنهم ينسقون ويدربون ويمررون الأسلحة والعناصر وكل ما يلزم للجماعات المسلحة.

إن الغاية من هذا التصعيد الأخير تكمن في الضغط على القيادة السورية سواء، لجهة الخطط الموضوعة أو محاولة التأثير على برنامج القيادة بشكل عام فيما يخص مسالة تحرير إدلب. فالتنظيمات الإرهابية تعمل وتُقاد من قبل دول العدوان، والآن في إدلب وشمال حماة، تقود تركيا هذه التنظيمات في محاولة منها لكسب الوقت وتحويل الإتفاق من مؤقت، ضمن برنامج زمني، إلى شبه حالة دائمة، كما فعلت سابقاً في مناطق أخرى، من أجل الحصول على ما كان يخطط له منذ بداية الحرب.

 

صمت دولي

بعد كل حدث لإستخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا، كانت دول العدوان تجند وسائلها الإعلامية لإتهام الدولة السورية والتهديد وتنفيذه بإستخدام القوة ضدها. لكن ما جرى في حلب هو أمر مختلف تماماً لأن المكان الذي قصف يقع تحت سيطرة الجيش والدولة السورية ومصدر الأسلحة والصواريخ كان التنظيمات الإرهابية وليس العكس. فهذا التصعيد، شكّل نوعاً من التهديد، كما بعث رسالة إلى الدولة السورية بأنهم جديون في استخدام مثل تلك الأسلحة في أي نزاع مقبل.

هنا، الدول الغربية “بلعت ألسنتها” لكونها لا تستطيع تسويق الأمر لمصالحها. أما مصدر تلك الأسلحة، فأنا اعتقد أن تلك الصواريخ، التي زودت بها تلك التنظيمات ودربت على استخدامها من قبل تركيا وأوروبا وتحديداً فرنسا، تم تطويرها وتزويدها بالغازات السامة من قبل تلك الدول أيضاً، بمباركة امريكية.

إدلب والكيماوي

إن هذه الأسلحة والصواريخ الكيماوية ستستخدم مع بدء معركة إدلب، فهذه المعركة تم الإعداد لها جيداً، خصوصاً وأن الجيش السوري امتلك خبرات كبيرة خلال عمر الحرب وهو جاهز لتحريرها وبقدرات عالية، إلى جانب دعم الحلفاء، ما يعني خسارة تركيا لكل ما بنت عليه الآمال منذ بداية الحرب.

بالتالي، إن هذه الخسارة قد تدفعها إلى استخدام الأسلحة الكيماوية، التي ستعيق تقدم الجيش السوري، مع بداية تطهير إدلب وقد يكون مبرراً لتدخل دول العدوان بشكل مباشر لإعاقة سير المعركة لأنها تعني بداية نهاية الحرب، ولن يبقى إلا المنطقة الشرقية التي لها حسابات أخرى مع الإحتلال الأمريكي المباشر.

وهنا أود أن أشير إلى أن معركة إدلب قادمة لا محالة لأننا أصحاب الأرض وأصحاب الحق، وهناك قرار متخذ من القيادة السورية لإسترجاع المحافظة بشكل كامل.

مصدر الصورة: سبوتنيك.