شارك الخبر

حوار: سمر رضوان

جاءت زيارة الرئيس العراقي، برهم صالح، إلى تركيا ضمن مرحلة إقليمية ودولية دقيقة أكد فيها الطرفان على عدة أمور أساسية أبرزها أهمية العمل المشترك لضمان عدم عودة الإرهابيين إلى العراق مجدداً، والدعوة إلى حوار عربي وإقليمي شامل بمشاركة الجميع لإنهاء النزاعات القائمة، وتقديم العمل السلمي المشترك لتجاوز الخلافات، والشروع في تنمية شاملة على أساس المصالح المشتركة بما يخدم شعوب المنطقة كافة.

عن هذه الزيارة والملفات المطروحة وآلية الحلول المستقبلية، سأل مركز “سيتا”، الكاتب والصحافي العراقي، الأستاذ صباح الطالقاني عن تفاصيل هذه الزيارة ونتائجها.

إهتمامات مشتركة

بالرغم من الصلاحيات المحدودة التي أتاحها الدستور العراقي لمنصب رئيس الجمهورية إلا أن زيارة الرئيس برهم صالح إلى تركيا تعد نوعية على مستويات عدة؛ منها ما هو مرتبط بـ “الإنسجام المبكر” الذي يخيم على علاقة الرئيس مع رئيس الوزراء الجديد، عادل عبد المهدي، حيث تدارس الطرفان جدول الزيارة وأهدافها، والإصرار الواضح لدى الرئيس صالح على لعب دور محوري في رسم أطر التفاهمات مع دول الجوار حول القضايا ذات الإهتمام المشترك، في محاولة للإبتعاد عن تأثير القوى الخارجية على دول المنطقة.

لذلك، لقد جاءت هذه الزيارة واللقاء بالرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، ضمن إطار تعاون شامل يقوم به الرئيس صالح ليس فقط مع تركيا، إنما على الصعيدين العربي والإقليمي من أجل الدعوة لإقامة حوار هدفه إنهاء حالة التوتر والنزاعات والحروب العبثية التي جعلت المنطقة كلها “بؤرة ساخنة”.

إعادة الإعمار

أكد الرئيس صالح بأن الوقت قد حان لترى المنطقة الإستقرار وإعادة البناء، مضيفاً “لسنا بحاجة إلى وصاية من الخارج، وأن العراق وتركيا بإمكانهما إنجاز الشيء الكثير بفضل موقعهما الجغرافي الإستراتيجي، وأن الشراكة بينهما لن تخدم البلدين فحسب بل المنطقة بأسرها.

مع ذلك، فقد كان التركيز على ملفات العلاقة بين العراق وتركيا واضحاً، بحيث تطرق الرئيس صالح إلى المصالح السياسية والإقتصادية والتجارية المشتركة وأهمها ملف التعاون الأمني فيما يخص القضاء على بقايا تنظيم “داعش” الإرهابي، والتنظيمات الأخرى التي يصفها الأتراك بالإرهابية، مع التأكيد على أن سيادة البلدين الجارين هي المرتكز الأساسي للعلاقة الثنائية، فضلاً عن ملف المياه الذي لا زال يمثل عقبة كبيرة أمام مشاريع الزراعة والري العراقية في وقت تستمر فيه تركيا بتقديم الوعود لزيادة الحصة المائية من دون توقيت محدد أو القبول بإتفاقية مشتركة لجهة مستويات التدفق المائي نحو بغداد.

العودة الى الساحة الدولية

يتطلع العراق إلى أخذ موقعه الذي يستحقه مجدداً كبلد قوي، إذ أكد الرئيس صالح على ضرورة انعقاد اجتماع المجلس الإستراتيجي المشترك بين البلدين في أقرب وقت، وأن العراق يرغب في أن تلعب تركيا دوراً هاماً في إعادة إعمار المناطق المحررة من التنظيمات الإرهابية من خلال إسهامها في تشييد البنى التحتية والفوقية في عدة مناطق مختلفة.

ويبدو أن الأحداث العصيبة، التي طغت على المنطقة وخلقت واقعاً مأساوياً عانى منه الجميع خلال أكثر من عشر سنوات، بدأت تدفع القيادات في هذه الدول نحو التفكير الجدي والشعور بالحاجة الماسة إلى تفاهمات تفضي لعودة الإستقرار بعيداً عن تأثير القوى الخارجية الساعية لتدمير المنطقة وتقسيمها إلى دويلات صغيرة متناحرة.

مصدر الصورة: الجزيرة.


شارك الخبر
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •