سمر رضوان
هذه المرة، جاء التلميح السعودي بإتهام العراق من خلال تغريدات إعلاميين غير رسميين، لكنهم قريبون جدا من جهة القرار، حيث تضمنت نمطاً لغوياً مغلفاً بعدم السكوت مستقبلاً إذا ما توفرت معلومات تؤكد ذلك.
حول التلميحات بإنطلاق الطائرات المسيرة التي إستهدف حقول النفط والغاز في السعودية من الأراضي العراقية وموقف العراق من هذا الأمر وتأثيره على علاقته مع جارته الخليجية، سأل مركز “سيتا” الدكتور أسامة السعيدي، المحلل السياسي العراقي، عن هذا الموضوع.
حجج غير مبررة
من مدة ليست بالقصيرة، تحاول أكثر من جهة إقليمية ودولية أن تزعزع أمن العراق بحجة أن الحشد الشعبي يشكل تهديداً لأمن المنطقة، أو كما يدعون أنه يساهم في العمليات العسكرية التي قد تشكل تهديد لدول إقليمية مجاورة للعراق.
هذا الأمر غير صحيح البتة، فما يحصل هو عكس ذلك كلياً. فالجانبين الإسرائيلي والأمريكي هما اللذين قاما في أكثر من مناسبة بإستهداف مقرات الحشد الشعبي بصواريخ ذكية، وتحديداً المواقع التي تضم العتاد والأسلحة التابعة للحشد. بالتالي، أدت إلى تفجيرها وتدميرها، أكثر من 16 موقعاً، في خطوة غايتها إضعاف قوة الحشد إلى جانب الإساءة له والتقليل من قيمته بعد أن أضحى له مكانة وطنية وسمعة في الداخل العراقي.
إعادة الحسابات
بإعتقادي، الردود الرسمية كانت كافية للدفاع عن العراق كدولة ذات سيادة، والدفاع عن الحشد الشعبي كمؤسسة تابعة للدولة ولرئاسة الوزراء. ونحن الآن نحتاج إلى مراجعة في علاقاتنا مع الدول الإقليمية، وأيضا مراجعة لتعاملاتنا وتعاطينا معهم حتى يكون هناك رد فعل يقابل هذه التصريحات، ويقابل هذه الإتهامات الموجهة إلى الحشد الشعبي، خصوصاً، والعراق، عموماً.
إن الحشد الشعبي، إضافة إلى الفصائل المسلحة الأخرى، ملتزم إلتزاماً تماماً بقرارات العراق العليا ومن المستبعد أن يخرق هذا الإلتزام، يستبعد طبقاً لنهجه المعروف القيام بأفعال تسبب حرجاً للعراق رغم عدم ارتياحها للنظام في السعودية. ومع أن الجرح السعودي، عميق فمن المستبعد قيام السعودية بأي فعل عسكري ضد العراق بطائرات مسيرة أو غيرها، أقله لأنها لا تمتلك دليلاً حول هذا الأمر.
مصدر الصورة: القبس.