سمر رضوان

في موعد حددته بالأول من أبريل/نيسان 2019، ستبدأ القوات الأمريكية بالانسحاب من أراضي الشمال السوري، غداة الإنتهاء من العمليات شرقي الفرات، عبر العراق، وهو الأمر الذي أكد عليه مستشار رئيس الحكومة العراقية، عبد الكريم مصطفى، الذي أشار إلى أن هناك اتفاق بين العراق والولايات المتحدة بخصوص ذلك.

حول هذه تفاصيل هذا الموضوع وصحته، سأل مركز “سيتا”، الدكتور إحسان الشمري، رئيس مركز التفكير السياسي في بغداد.

تراجع أمريكي

إلى حد هذه اللحظة لا يوجد اي إتفاق ما بين الحكومة العراقية والولايات المتحدة الأمريكية فيما يتعلق بالإنسحاب العسكري من سوريا. نعم، أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عن الإنسحاب لكن هناك تراجع من قبل مسؤولين في وزارة الدفاع الأمريكية – البنتاغون حول مدته، فهو لن يكون بالسرعة التي يعتقدها بعض المراقبين. لذلك، العراق، وإلى حد الآن، لم يتلقَّ إشعار، بحسب المعلومات المتوفرة لديه، بأن هناك إنسحاباً من سوريا وأنه لا بد من استخدام الأراضي العراقية لإنسحاب هذه القوات.

تنسيق عالٍ

إن التنسيق بين بغداد ودمشق عالي المستوى فيما يرتبط بالحرب على الإرهاب، وهذا الأمر لم يأتِ بعد إعلان الانسحاب الأمريكي من سوريا، بل من قبل ذلك بكثير. فهناك تعاون بين الحكومتين في هذا المجال الأساسي خصوصاً وأن تنظيم “داعش” والجماعات الإرهابية الأخرى، قد استهدفت وحدة الأراضي العراقية والسورية، بالإضافة إلى مصير البلدين. من هذا الباب، التنسيق مستمر ويتصاعد ما بعد إعلان الانسحاب الأمريكي، خصوصاً وأن التنظيم أصبح محصوراً في نقاط محددة عند الشريط الحدودي العراقي- السوري، لا سيما وأنه قد سبق التنسيق ما بين الحكومتين وأبرز مثال عليها تكثيف الضربات الجوية التي كانت تقوم بها مقاتلات “إف 16” على مقرات التنظيم في الأراضي السورية.

إنفتاح وتنسيق

أما عن الإنسحاب الأمريكي من العراق، فلم يتم التباحث حوله إلى حد الآن وهو ما أعلنه رئيس الحكومة، عادل عبد المهدي بالتحديد، فالأمر مرتبط برغبة الحكومة العراقية، في مستويي التنسيق والتواجد، وهناك أيضاً البرلمان العراقي بحيث إذا ما اقر قانوناً خاص بالموضوع فسيكون ذلك عملاً ملزماً الحكومة العراقية بتنفيذه، وهذا أولاً.

ثانياً، أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية أنها لن تبقى في العراق إن طلبت منها الحكومة الانسحاب، وأتصور أن الحكومة ماضية بالإنفتاح على جميع الأصدقاء خصوصاً وأن تنظيم “داعش” ما يزال يمثل تحدياً أمنياً كبيراً من خلال إمكانية عودة خلاياه النشطة التي باتت تفتعل بعض الخروقات. أعتقد أن الأمر ما زال يتطلب مزيداً من التنسيق مع الجانب الأمريكي، وبقية قوى التحالف الدولي والدول الصديقة الأخرى، وهذا الأمر لا يضر بالسيادة العراقية طالما كان تحت إمرة الحكومة المحلية.

أما مسألة الإنسحاب العسكري الأمريكي من العراق، فالأمر لا زال في طور الحديث على مستوى التشريع، بل حتى على مستوى المباحثات ما بين بغداد وواشنطن.

مصدر الصورة: الخليج أونلاين.