سمر رضوان
في وقت تزدحم فيه، منذ بداية شهر فبراير/شباط 2019 تحديداً، من “مؤتمر وارسو”، في منتصف الشهر، مروراً “مؤتمر ميونيخ للأمن”، وصولاً إلى شرم الشيخ والتي أقيم على أرضها القمة العربية – الأوروبية، التي وضعت أهدافاً ورؤى استراتيجية. تناولت مختلف مناحي العلاقات الإستراتيجية في أوروبا والشرق الأوسط.
حول القمة العربية- الأوروبية، والأهداف المعلنة من خلال بناء استراتيجية تتيح العمل لبناء مستقبل واعد، سأل مركز “سيتا”، المحلل السياسي المصري، محمود أبو حوش عن هذا الموضوع.
أهداف مشتركة
ربما أبرز ما نود الإشارة إليه هنا أمران؛ الأول، أهداف القمة من جهة القيادة السياسية المصرية. والثاني، أهدافها من الجهة الأوروبية. فيما يخص مصر، فالهدف كمُن في التواصل إلى توافق رؤية عربية – أوروبية حول مكافحة الإرهاب وتنسيق الجهود من أجل قلع جذوره من المنطقة، إذ اعتمدت القيادة المصرية في ذلك على مكافحتها لتنظيم “داعش” في سيناء، ناهيك عن حجم التقدم الذي أحدثته في القضاء شبه الكلي على ظاهرة الهجرة غير الشرعية، والتي يعول الطرف الأوروبي على قيام دول ساحل البحر المتوسط بمكافحتها، لا سيما مصر.
أما الطرف الأوروبي، فأهم أهدافه تكمن في التعويل على موضوع الحد من الهجرة غير الشرعية في دول شمال أفريقيا، ناهيك عن أن هناك محاولة لتعزيز الدور الأوروبي في مكافحة الإرهاب والإندماج مع المنطقة من هذا الباب.
غياب الدول العظمى
الجدير بالذكر في هذا الصدد أن موسكو وواشنطن لم يشاركا في هذه القمة، وهذا مؤشر واضح وصريح على أن القمة لا يمكن أن تحقق تقدم كبير في ذلك. فغياب موسكو يعني أن المناقشات في الأزمة السورية كانت غائبة، وهي حالة حتمية في اي نقاش يخص الإرهاب اذ يمكن تصور أي نقاش يتناول هذا الشأن يستثني الأزمة السورية. أيضاً، إن غياب واشنطن يجرد القمة من أية نتائج، لا سيما في ما يخص موضوع مكافحة الإرهاب رغم ما يظهر في توجه الإدارة بالنسبة الى الإنسحاب من المنطقة تدريجياً إلا أن ذلك غير صحيح.
حقوق الإنسان
يبدو للبعض أن تصريحات الغرب في مسألة حقوق الإنسان، في مصر، وكأنها منطلقة من القيم الغربية الليبرالية، إلا انها مجرد تصريحات دائماً ما يغلب عليها المنطق البراغماتي في علاقته مع الدول العربية لا سيما مع القاهرة.
في النهاية، أود القول إن الغرب بدا وكأنه في حالة تحرك غير مسبوق تجاه منطقة الشرق الأوسط، وهذا ما ستظهره لنا الأيام القليلة القادمة.
مصدر الصورة: رويترز.