مع مراقبة التطورات الميدانية في الشمال السوري، والدور التركي في ليبيا خاصة بعد إرسال قوات عسكرية قيل إنها على شكل خبراء لتدريب المقاتلين في حكومة الرئيس فائز السراج، ونقل “جهاديين” من إدلب السورية إلى العاصمة الليبية – طرابلس، هل يمكن القول بأن أنقرة قد حصلت على مكاسب سياسية جراء هذا البديل خاصة بعد اجتماع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بنظيره الروسي، فلاديمير بوتين؟ ماذا حدث خلف الكواليس؟
للإجابة حول هذا الملف وتبعاته على كل من سوريا وليبيا، سأل مركز “سيتا” الأستاذ مصطفى صلاح، الباحث في الشؤون الدولية من مصر، عن هذا الموضوع.
نشاط متزايد
لا شك أن تركيا تعمل على زيادة مستوى التحرك الإقليمي والدولي للحصول على بعض المكاسب السياسية على خلفية الإنتقادات الكبيرة التي واجهتها بعد عزمها إرسال قوات عسكرية، نظامية وغير نظامية، إلى الداخل الليبي، وهو الأمر الذي يقع في “بؤرة التأثير” للكثير من الدول ومصالحها، وخاصة دول الجوار الليبي.
وبعد انعقاد “مؤتمر برلين”، سعت تركيا، بدبلوماسية المكوكية، إلى محاولة تقريب وجهات النظر حول رؤية نشاطها بليبيا؛ وفي سبيل تحقيق ذلك، عملت أنقرة على توظيف تحركاتها بعلاقاتها مع الجزائر، التي بدأت تستعيد دورها الإقليمي كأحد الدول الكبرى في المنطقة بعدما اكتملت ملامح النظام السياسي الداخلي عقب الحراك الذي كانت تشهده من قبل.
الدوافع التركية
ويمكن إرجاع تعويل تركيا على الجزائر كونها أكثر الدول التي تمتلك معها شراكات اقتصادية، منذ العام 2017. ويمكن بيان الدوافع التركية الأخيرة في القيام بهذا الدور إلى تراجع النفوذ في سوريا ومخاوف أنقرة من فقدانه هناك، كذلك الأمر في العراق أيضاً بسبب رفض بغداد تدخلها في الشمال، ومعارضة كل من إيران والولايات المتحدة لإجراءاتها. وفي هذا الإطار، يسعى الرئيس أردوغان إلى تعزيز محاور سيطرته وكسب قوة جديدة عبر التوجه إلى البوابة الليبية ومن ثم إلى باقي دول المنطقة.
مصدر الصورة: العربية.
موضوع ذو صلة: كروش: عدم توقيع حفتر.. يحرج روسيا ويغضب تركيا