حوار: سمر رضوان

بعد بناء العديد من التفاهمات على مدار ثماني سنوات وإلى الآن، لا يمكن القول بأن العملية السياسية المتعلقة بسوريا قد انتهت بل هدأت. فتركيا، العضو الضامن في اتفاق “أستانا”، تحاول اقتناص كل الفرص التي تخدم مشروعها في إقامة منطقة آمنة من خلال تحريك بعض المجموعات التابعة لها على عدد من الجبهات بهدف تعطيل تلك التفاهمات والعودة إلى المربع الأول الذي قد يوحي بأن لا حلولاً مرتقبة سوى الحل العسكري في الشمال السوري.

عن هذا الموضوع والتوقعات المرتقبة عن إحتمالية الحل عسكري ودور الدول الفاعلة في الملف السوري، سأل مركز “سيتا” الأستاذ خالد الدرويش، عضو مجلس الشعب السوري، للوقوف على أهم المستجدات.

تعطيل تركي

تسعى سوريا دائماً، ومنذ بداية الحرب عليها، لتغليب لغة العقل والبحث عن الحل السياسي بدلاً من الحل العسكري. ويبدو ذلك جلياً من خلال مشاركاتها بإتفاقات أو مؤتمرات كـ “سوتشي أو “أستانا” بقصد تجنيب المدنيين ما أمكن من ويلات المعارك والتخفيف من الخسائر في الأرواح والعتاد لقوات الجيش.

لكن تركيا، التي قدمت الضمانات ولأكثر من مرة، لم تلتزم بالمواثيق التي أُعطيت للحلفاء حيث نرى أن المجاميع الإرهابية، التي تقدم تركيا الدعم لها، تخترق هدوء الجبهات وتحاول الإعتداء على قوات الجيش العربي السوري في أكثر من جبهة وكان آخرها جبهات حلب وريف حماة وريف اللاذقية.

بذلك، نكون على ثقة أن تركيا هي من أعطت الضوء الأخضر لتلك المجاميع الإرهابية لتنفيذ مثل هذه الإعتداءات، ولنتأكد بأن لدى تركيا “الأردوغانية الإخوانية” أطماع تسعى من خلالها للحصول على منطقة آمنة في عمق الأراضي السورية بحجة حماية المدنيين، كما تدعي تارة، او بحجة محاربة قوات حزب العمال ووحدات الشعب لحماية حدودها مع سوريا، تارة أخرى. مثل تلك الحجج يمكن وصفها بالواهية والتي لا أساس لها من الصحة؛ وإن كانت هذه هي الأسباب كما تدعي، فإن على تركيا بالإلتزام بالإتفاق مع الدولة السورية، الوحيدة القادرة على حماية الحدود ومنع الإرهاب من أي اعتداء على الدول المجاورة وحماية المدنيين.

الإخوان مجدداً

كلنا يعلم أن “تركيا الإخوانية” هي الداعم الأساس لتنظيم الإخوان المسلمين، وما إطلاق التنظيم السوري لبيانه الأخير، والذي قال فيه بأنه سيتدخل في الشمال السوري لمحاربة القوات الكردية إلى جانب الجيش التركي، إلا وسيلة ضغط لجأت إليها أنقرة بعد أن قررت كل من الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا سحب قواتها المتواجدة في الشرق السوري.

من هنا، فليعلم الجميع أن سوريا التي تعطي الفرص لإيجاد الحلول، إن استمرت الإعتداءات والضغوط، إلا ان الجيش العربي السوري والحلفاء على أتم الجاهزية لقول كلمة الفصل بتحرير كل شبر من الأرض ورفع العلم السوري على كال المساحة الجغرافية للوطن، وإن فرضت عليه المعركة فهو جاهز لها ولن يسمح للإرهاب بالتوغل على أراضيه.

الحل عسكري

حاولت روسيا، من خلال تفعيل “إتفاقية أضنة” للعام 1998 بين سوريا وتركيا، الوصول إلى اتفاق مع تركيا لمنع التوغل التركي في الأراضي السورية. لكن المؤشرات تؤكد من جديد أن تركيا “الأردوغانية” لها أطماع في المنطقة من خلال استمرارها بدعم المجاميع الإرهابية وخصوصاً الإخوانية، وإن استمرت بهذا الدعم فإن العمل العسكري سيكون هو الحل لا محالة وأن النصر سيكون حليف أصحاب الحق، أي الشعب السوري وجيشه البطل الذي لم تستطع قوى الشر هزيمته رغم تكالب تلك القوى عليه.

مصدر الصورة: newsfirst.lk.