محمود أبو حوش*
بالنظر نحو موسكو، يبدو أن روسيا على استعداد كافٍ لدعم المشير خليفة حفتر في السيطرة على طرابس الغرب خصوصاً وأنها تستعد وتتحمس لأي تدخل عسكري بطلب منه، إذ لا شك في أن ليبيا تدخل في إطار الإستراتيجية الروسية بجانب أنها تسعى لإقتناص الفرصة بعد الولايات المتحدة وخلاف الدول الأوروبية حول طبيعة دعم أي طرف، ما بين دعم فرنسي لحفتر ودعم إيطالي لحكومة الوفاق، ومن ثم تسعى روسيا في استغلال هذا الفراغ لصالحها بأي وسيلة كانت.
في المقابل، قد تكون كل من مصر والإمارات الأكثر داعماً لحفتر، خارجياً وداخلياً، عبر الدعم اللوجستي المصري، بالتحديد. لكن التساؤل الذي يثار هنا: هل ستدعم الإمارات ومصر المشير حفتر في عمليته على طرابلس؟ في نظري هذا أمر مؤكد بشكل كبير. بالنسبة لمصر، يكمن هدفها الأول والأخير من الوضع الحالي هو تمكين سيطرة المشير حفتر على الواقع الميداني أكثر منه فكرة إجراء حوار وطني داخلي بين الأطراف، ومرد ذلك إلى الهاجس المصري من جماعة الإخوان المسلمين المتواجدة في طرابلس. وبالتالي، إن تمكن المشير حفتر من السيطرة على العاصمة يعني بداية النهاية لإخوان ليبيا والجماعات الإسلامية. وعلى هذا الأساس، قد تقدم كل من الإمارات ومصر الدعم له في مواجهة النفوذ القطري – التركي.
وفي فرضية أخرى، هل يمكن القول بإمكانية قيام فرنسا بتقديم اي دعم في العملية العسكرية هذه؟ في الحقيقة، يبدو أن فكرة دعم المشير حفتر فرنسياً حالياً، في سيطرته على طرابلس، بعيدة الحدوث نتيجة للتفضيلات بالنسبة لمصر والإمارات، إلا أن الدعم الفرنسي قد يظهر بشكل كبير وجلي في جلسات مجلس الأمن الدولي.
ولكن يبقى السؤال الأساسي: بمن سوف يستعين المشير خليفة حفتر في حملته العسكرية على طرابلس من بين هؤلاء؟ لننتظر ونرى.
*كاتب سياسي مصري
مصدر الصورة: business insider.