حوار: سمر رضوان

لم تتوقف الدولة السورية، منذ الحرب عليها، من تحضير أسلحتها وإطلاق معاركها في وجه الطامعين بأراضيها، من الغوطتين إلى حلب والميادين والكثير من المناطق الأخرى. معارك استحوذت على إهتمام دولي وصلت إلى حد الشروع في إستصدار قرارات دولية من مجلس الأمن لولا الفيتو الروسي – الصيني إلى أن وصلت الأمور لحصر الكثير من المجموعات المسلحة في إدلب. فهل ستختلف عن شقيقاتها؟ وهل يكون الحل سياسيا أم عسكريا؟

لتفنيد وضع الشمال السوري، وآخر التطورات السياسية على الساحة السورية، سأل مركز “سيتا” الأستاذ آلان بكر، عضو مجلس الشعب السوري عن تفاصيل هذا الموضوع.

ملف رئيس

فيما يتعلق بأنقرة، لا بد هنا من إيضاح مسألة هامة ألا وهي أن تركيا بالأساس انخرطت في العدوان على سوريا، وكان ملفه الرئيس في الشمال من خلال دعمها للتنظيمات الإرهابية على اختلاف مسمياتها. أما مسألة رصد ردود الفعل التركية، حيال خرق إتفاق وقف التصعيد والإعتداء على نقاط المراقبة التي تم الإتفاق عليها مع موسكو، فهي مسألة لا يمكن التعويل عليها، ومتى احترم الجانب التركي تعهداته، والدليل هو استمرار دعمه للإرهابيين، وهم بالنهاية أدوات له على الأرض.

صحيح أننا نرحب بكل خطوة من شأنها إيجاد حل سياسي إلا أننا كدولة ندرك منذ البداية أن أنقرة تراوغ وتحاول كسب الوقت لإستخدام ملف إدلب كورقة أخيرة بيدها، وسواءً أدركت أن الحل في إدلب سياسي أو عسكري. بالنهاية، نحن مصممون على تحريرها كما حررنا باقي الجغرافيا السورية من الإرهاب خصوصاً وأن دمشق قادرة على حسم الموقف.

نحن ملتزمون بتعهدنا إلا أن لصبرنا حدود، ونرى بأنه على الجانب التركي شرح مواقفه المخادعة للآخرين.

فتح قنوات رسمية

إن زيارة السيد وزير الخارجية، وليد المعلم، إلى الصين تأتي ضمن إطار العلاقات الجيدة مع بكين، وتهدف إلى تعزيز مستوى التعاون بين البلدين على المستويات كافة.

وبعد ظهور عدد من الإرهابيين ذوي الأصول الصينية ضمن أعمال قتالية في سوريا ومرتبطين بتنظيمات موالية لأنقرة، بالتأكيد فإن التنسيق لمكافحة الإرهاب والتعاون المشترك لمحاربة الإرهاب المرتد هو ملف حاضر بين الدولة السورية والحلفاء. هذا من خهة أولى. من جهة ثانية، إننا سنتعاون مع كل من يعود إلى رشده من الدول الأخرى ويفتح قنوات رسمية ودبلوماسية للتعاون.

موقف صريح

أؤكد بأننا لا نهتم كثيراً بإرسال رسائل لأنقرة أو سواها، فموقفنا واضح. ومن أراد أن يفهم، عليه أن يحلل جيداً واقع الحال ويدرك إلى أي مدى تورط في ملف دعم الإرهاب. اليوم، لسنا نتحدث فقط عن تدفق الإرهابيين إلى سوريا، وإنما نتحدث عن الإرهاب المرتد ومخاطره التي أصبحت تهدد أبواب عواصم أخرى.

تحذير سوري

هناك حقيقة تاريخية تتمثل بأن أنقرة لم تكن يوماً حليفاً موفقاً لأحد، والإصطفاف إلى الجانب التركي غالباً ما يجر الكوارث، والسبب في ذلك يعود إلى إرث تاريخي من “النفاق” السياسي والأطماع التي لم تنتهِ يوماً.

يمكننا القول أن أمام الجانب التركي تحديات كثيرة، إذ يجب ألا يغفل العالم عن أن أنقرة، التي كانت بوابةً لدعم الإرهابيين وتسهيل دخولهم إلى سوريا، ستكون هي البوابة ذاتها التي سينطلق منها الإرهاب بإتجاه أوروبا. أما المبررات التي ساقها الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، التعهدات التي أطلقها للغرب لن ولَم تتحقق شيئاً بل على العكس ستكون مصدر تهديد للعالم وهو ما سبق وحذرت دمشق منه مراراً.

اليوم، خسرت تركيا، دمشق برهان واهم. وبالوقت ذات، قدمت أنموذجاً فاشلاً للجانبين الروسي والصيني بسبب دعمها للإرهاب وخرقها لتعهداتها، إلى جانب علاقتها الهشة مع الولايات المتحدة، وقِس على ذلك بمعنى أخر المستقبل يحمل لأنقرة صفر علاقات بدل صفر مشاكل.

مصدر الصور: العرب اليوم.