اعداد: يارا انبيعة

تواجه رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي صعوبة في الحفاظ على قوتها داخل حزبها، منذ الانتخابات المبكرة التي جرت في 8 يونيو/حزيران 2017، والتي دعت إليها معتقدة أنها ستفوز فيها بفارق اصوات كبير، لكنها بدلا من ذلك تسببت في فقدانها للاغلبية النيابية في البرلمان.

ماي وزعامة المحافظين

مصادر صحفية متعددة أعلنت عن ان 40 نائباً بالبرلمان البريطاني من حزب المحافظين، الذي تتزعمه رئيسة الوزراء تيريزا ماي، وافقوا على التوقيع على رسالة تعلن عدم الثقة فيها، ويقل هذا بثمانية نواب عن العدد اللازم لإجراء انتخابات جديدة لزعامة الحزب، وهي الآلية التي يمكن بها عزل ماي من رئاسته، واستبدالها بزعيم آخر. ويرى العديد من المراقبين بأن تراجع نفوذها داخل الحزب، ساهم في اعطاء فرصة للعديد من النواب التابعين لحزب المحافظين، والطامحين للسلطة، للقيام بأي تصرف دون عقاب أو محاسبة.
فبعد فقدانها للأغلبية البرلمانية، كان اهم ما يجب عليها القيام به هو توحيد حزب المحافظين المنقسم بشدة على نفسه بشأن عملية الخروج.

تحديد موعد الخروج من الاتحاد الأوروبي

قالت الحكومة البريطانية إنها ستضع تشريعاً لتحديد الموعد الدقيق للخروج من الاتحاد الأوروبي، وذلك لتبديد مخاوف البعض من احتمال تأجيل هذه الخطوة، وأضافت الحكومة أنها تقترح تغييراً لمشروع قانون الانسحاب من الاتحاد الأوروبي المعروض حالياً على البرلمان لتحديد الساعة الحادية عشرة مساء بتوقيت غرينتش يوم 29 مارس/آذار عام 2019، موعداً للخروج.
وتكافح رئيسة الوزراء تيريزا ماي وفريقها الحكومي للإبقاء على مفاوضات الخروج مع الاتحاد، وسط مخاوف متزايدة من أن المحادثات لم تبدأ بعد بشأن اتفاق انتقالي لتخفيف أثر هذه الخطوة على الشركات أو الشروط المعقدة لاتفاق تجاري مستقبلي، في ظل وضع حكومي منقسم بشأن كيفية الخروج الامر الذي يزيد من ضعف موقفها التفاوضي.

العمال البريطاني جاهز لتولي السلطة

في وقت سابق، أعلن زعيم حزب العمال البريطاني المعارض جيريمي كوربين أن حزبه أصبح التيار السياسي الرئيسي وبات جاهزاً لتولي السلطة، عقب التقدم غير المتوقع الذي حققه في انتخابات يونيو/حزيران.
وقال جيريمي كوربين، خلال مؤتمر حزبه السنوي في مدينة برايتون، وهو الأول منذ الانتخابات التي خسرت رئيسة الوزراء تيريزا ماي بموجبها أغلبيتها البرلمانية “إن حزب العمال بات على عتبة السلطة”.
وأكد زعيم حزب العمال البريطاني المعارض: “أصبحنا حكومة في الانتظار”، مضيفا أن حزبه جاهز لبناء علاقة جديدة وتقدمية مع أوروبا. وأشار كوربين إلى أن المحافظين، بزعامة ماي، على وشك السقوط جراء الانقسامات العائدة إلى الخلافات الداخلية بشأن استراتيجية الحكومة المرتبطة بـ “بريكست”.
وفيما خص مفاوضات الخروج من الاتحاد الاوروبي، اتهم زعيم حزب العمال البريطاني جيريمي كوربين، حكومة تيريزا ماي بالتخبط، ورصد عدداً من التحولات في سياساتها، قائلا “لا يعلم أحد يقينا أيّ مذهب تذهبه تلك الحكومة”.
وحذر كوربين من أنه عندما يتعلق الأمر بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي “بريكست” فإن الغموض والانقسام في هذا الصدد يهدّد على نحو خطير بإضعاف كاهل بريطانيا، مشيرا إلى أن محادثات بريكست تمر بمنعطف خطير فيما تعاني حكومة ماي انقساما وترددا لا يمكن للبلاد أن تتحمله في ظل هذا المنعطف.

تراجع الإسترليني بعد دعوة تمرد جديدة ضد تيريزا ماي

بالاضافة الى التجاذب السياسي، تعرض الجنيه الإسترليني إلى هبوط حاد أمام العملات الرئيسية بعد أن أفادت تقارير صحفية بوجود حركة تمرد جديدة ضد رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي.
ويأتي ذلك بالتزامن مع استجابة النواب لتهديدات مفوضي الاتحاد الأوروبي لوقف جميع المحادثات التجارية حتى مارس/آذار 2018 ما لم توافق المملكة المتحدة على تسوية الاتفاق بشأن “البريكست”.
فقد تراجع الجنيه الإسترليني أمام الدولار بنحو 1% إلى 1.3071 دولار، كما انخفضت العملة البريطانية أمام اليورو بنحو 0.8% إلى 0.8908 إسترليني.

مصدر الصورة: بي بي سي