إبراهيم ناصر*

بحسب ما تناقلته الوسائل الإعلامية العبرية، هناك زيارة رسمية تسغرق لمدة يومين سيقوم بها رئيس إثيوبيا، آبي أحمد، إلى دولة الكيان الصهيوني. وتأتي هذه الزيارة في ظل وضع دولي وإقليمي معقد تشتد فيه حالة التجاذب والإصطفافات بين الدول الفاعلة بالسياسة الدولية والإقليمية.

هذه الزيارة تحمل الكثير من الدلالات والإعتبارات بالنسبة للجانبين الإثيوبي ودولة الكيان الصهيوني، حيث يمكن إستقراء دلالاتها في النقاط الأتية:

  1. حماية مصالح البعض في منطقة القرن الإفريقي: إن المتابع للتطورات الجارية في منطقة الشرق الإفريقي سيلاحظ الدور الريادي الذي تلعبه إثيوبيا في التحولات الدارماتيكية التي تعيشها منطقة القرن الإفريقي. على سبيل المثال، نجاح دبلوماسيتها في التوفيق بين فرقاء الأزمة السودانية يعتبر أبرز وأهم الأمثلة لذلك، فضلاً عن دورها الأمني في عملية مكافحة الإرهاب في هذه المنطقة المهمة من العالم عبر شنها هجمات ضد منسوبي “حركة المجاهدين” على معاقلها في الصومال. وبنفس القدر، هناك دور مهم تلعبه إسرائيل في تأمين منطقة البحر الأحمر من خلال الجزر التي إستأجرها من دولة إرتيريا، وسفنها المنشترة على طوله وعرضه.

بالتالي، ترى قيادة البلدين بأن التنسيق بينهما سيسهم في إستقرار المنطقة، كما سيحمي مصالحهما على حد سواء. ولذلك، سيتباحث الطرفان في سبل تطوير التنسيق المشترك وتأمين منطقة القرن الإفريقي حتى يتمكن الجانبين من تحقيق مكاسب إضافية.

  1. توسيع التبادل التجاري والتقني: إستطاعت دولة الكيان الصهيوني بأن ترسخ قناعة بأنها شريكة النهضة في الدول التي تشهد طفرة إقتصادية في القارة السمراء، حيث أثبتت ذلك من خلال دعم روندا في التسويق لنهضتها عبر وسائل إعلامها الدولية، فضلاً عن توجيه روؤس الأموال الإسرائيلية إلى دعم مشاريع كبرى فيها، وكذلك دعم خطط كيغالي للإنضمام إلى منظمة التعاون الإقتصادي والتنمية – OECD، التي تأسست في العاصمة الفرنسية باريس العام 1961.

وتعتبر إثيوبيا من تلك الدولة الإفريقية المتعطشة للنهضة. وفي هذا، الإطار تحاول الإستفادة من التقدم التقني لدولة الكيان الصهيوني وخصوصاً بعد أن تطورت في السنوات الأخيرة بنسبة تجاوزت 500% في مجال التبادل التكنولوجي.

وفي السياق ذاته، تحاول دولة الكيان الصهيوني فتح أسواق جديدة لشركاتها التجارية وخصوصاً بأن السوق الإثيوبي موعود بنضهة إقتصادية ستزيد حتماً من القوة الشرائية لدى المواطن الإثيوبي. وفي الجانب الآخر، سيحاول رئيس الوزاء الإثيوبي التفاكر مع قادة الكيان الصهيوني في كيفية تطور التبادل التجاري والتقني بين البلدين من أجل تحقيق مكاسب إقتصادية مهمة لصالح بلده.

  1. التباحث حول قضية يهود الفلاشا: يسعى رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد جاهداً إلى إعادة الإعتبار للشخصية الإثيوبية من خلال مناقشة قضايا تلك الجاليات مع قادة الدول المستضيفة لها. وفي هذا السياق، ربما سيضع أحمد قضية أقلية يهود الفلاشا، التي تتحدر جذورها من إثيوبيا، على طاولة المباحثات مع قادة الكيان الصهيوني لإيجاد حلول لقضاياهم الملحة، مثل قضية الإعتراف بحقوقهم السياسية والإجتماعية والإقتصادية حتى يسهل ويعجل من عملية إندماجهم في الكيان الصهيوني.

*كاتب وباحث سوداني

مصدر الصورة: إرم نيوز.