حوار: سمر رضوان
تختلف الظروف التي عقدت فيها القمة الثلاثية الخامسة، بين رؤساء الدول الضامنة من تركيا وروسيا وإيران، عن سابقاتها. فالقمة، التي عقدت بالضبط في ذكرى إبرام اتفاق “سوتشي” بخصوص إدلب، أتت في وقت تراجعت فيه كثيراً حساسية الجانب الروسي إزاء التحفظات التركية، وإزداد دعمه بشكل كبير لعمليات الدولة السورية في منطقة الشمال.
عن قمة أنقرة ونتائجها وجدية إلتزام تركيا بتنفيذ تعهداتها، سأل مركز “سيتا” الدكتور معروف سباعي، عضو مجلس الشعب السوري، حول تفاصيل هذه القمة.
دور محوري
تدعم سوريا، دائماً، الإجتماعات التي يكون فيها الحلفاء حاضرين، روسيا وإيران، ولا شك بأن تركيا دولة مهمة في المنطقة ولديها حدود طويلة مع دمشق، وهي مفتاح لحل جزء كبير من الأزمة السورية. لذلك، تدرك تركيا تماماً أهمية الموقع الإستراتيجي لها، فهي نقطة تجاذب بالنسبة للأوروبي ونقطة تجاذب بين الروسي والأمريكي، فضلاً عن أنها تريد أن تنهي ما تقول إنه “خطر الكرد في هذه المناطق”.
لذلك، اليوم وبمجرد إنعقاد هذه القمة هو أمر مهم إضافة إلى مكان إنعقادها أيضاً، ويجب أن يكون الدور التركي في حل الأزمة السورية أكثر عمقاً. يضاف إلى ذلك، ثقتنا الكبيرة بروسيا وإيران، وحضورهم بما يتعلق بنا، وهذا أمر مهم جداً من حيث الشكل.
تقوية الجبهة خارجياً
وبالحديث عن نتائج القمة، كانت مهمة من حيث المضمون لناحية إعلان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، انتهاء تشكيل اللجنة الدستورية وقرب بدء العمل بها، في وقت يعاني فيه من مشكلة داخلية أساسية وهي تراجع حزبه بشكل كبير والذي ظهر من خلال الإنتخابات التي خسر فيها ثلاثة مدن روسية. لذلك، يريد الرئيس بوتين البحث عن مكسب بديل يعوض من خلالها تلك الخسارة خصوصاً وان التحضير للإنتخابات الرئاسية بدأ يجري من اليوم.
من هنا، أتت القمة، في السياسة الخارجية، كتعويض عن هذا التراجع، يضاف إلى ذلك العملية العسكرية التي قام بها الجيش السوري والحلفاء، تحديداً الروسي، في منطقة إدلب التي إستهدفت عدداً من التنظيمات الإرهابية. هذا الأمر، وضع الجانب التركي في الزاوية لأن تلك الجماعات، التي يدعهما، أصبحت تحت الضربات الروسية –السورية المباشرة، في وقت لا تريد فيه أنقرة “التضحية” بها لحاجتها لها خصوصاً في مسألة الكرد في معارك أخرى، بمعنى أنها ستستثمرهم حتى الرمق الأخير.
إستنفاذ الفرص
يأتي كل ذلك في وقت يبدو أن كل من الجانبين الروسي والسوري قد إستنفذا صبرهما، فوجود هذا الكم الكبير من التنظيمات الإرهابية في هذه المنطقة بالترافق مع تأخر تركيا في تطبيق التزاماتها الناشئة عن اتفاق “أستانا”، حرَّك معركة تحرير إدلب. فتركيا اليوم أمام امتحان فيما يتعلق في تنفيذ التزاماتها الناتجة عن قمة “سوتشي” واتفاق “أستانا”. بإعتقادي، جاءت هذه القمة لمطالبة أنقرة بتنفيذ التزاماتها، وفي حال النكوص بها، فالبديل سيكون إستئناف الجيش السوري العملية العسكرية لتخليص المدينة ومحيطها من هذا الكم الهائل من الإرهابيين.
نحن في سوريا لا يمكن أن ننسف هذه القمة لوجود حلفائنا بها، وفي الوقت ذاته لا نستطيع القول إن نتائجها باهرة لأن الجانب التركي، كما قلت، بحاجة لأن يفهم جيداً بأن صبرنا بدأ ينفذ حيال تقاعسه في تنفيذه التزاماته. لذلك، نحن نقف عند خط الوسط ما بين دعم أي حل سياسي يؤدي إلى إنهاء الأزمة السورية، أو إستكمال العمليات العسكرية.
مصدر الصورة: موقع البوابة.