محمد شعيب*

تخشى عوائل بنغلاديشية كثيرة، في داكا ومحافظات أخرى، تعرض أطفالها وكبارها للخطف من قبل عصابات مقابل فدية مالية، أو لغرض المتاجرة بهم، في حين تقلل السلطات والقوات الأمنية من شأن تلك العمليات بحيث أنها لا تتخذ أية خطوة صارمة ضد من مرتكبي هذه الجريمة الشنيعة.

ويتداول البنغلاديشييون بإستمرار قصص الإختطاف التي تمس الأطفال والكبار، ويحرص كثيرون ممن تعرضوا لها على عدم وصولها إلى وسائل الإعلام والأمن انصياعاً لأوامر الخاطفين. وغالبية عمليات الإختطاف تلك تنتهي بعودة الأطفال والكبار المختطفين إلى عائلتهم بعد دفع فدية كبيرة للعصابة تصل إلى أكثر من مليون تاكا أحياناً.

غير أن المخاوف تعاظمت بعد شيوع عمليات لإختطاف الأطفال والمتاجرة بهم، وزاد من تلك المخاوف تسليط وسائل إعلام محلية الضوء على القضية. فقد تحدثت تقارير كثيرة، في مختلف الصحف والمجلات المحلية، عن عمليات بيع أطفال تخطفهم عصابات متخصصة في هذا النوع من التجارة. هذا، ولم يصدر أي إحصاء للأطفال الكبار الذين جرى خطفهم خلال الأعوام الماضية، والذين اختفوا ولم يعودوا إلى عوائلهم، علماً أنه لا توجد في بنغلاديش منظمة واحدة تهتم بقضية اختطاف الأطفال والكبار، والمتاجرة بهم.

يأتي ذلك في وقت قالت قوات الأمن لوسائل الإعلام “إنه لم يسجل لدى القوات الأمنية حالات خطف أطفال وكبار واختفائهم”، لكنها أقرت في المقابل بحدوث حالات خطف أطفال لم يخبر أقرباؤهم عنها في مراكز للشرطة خوفاً على أطفالهم من تهديد تلك العصابات.

في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2019، نجا محمد فيض الحق، 35 عاماً، بأعجوبة من حالة الإحتجاز، إنه يعمل في محل لبيع الملابس باسم “فاشون إيجيه” – Fashion Asia في سوق “سادني سوك” – Chadni Chowk في العاصمة. كان الرجل عائداً إلى منزله في محمد بور، قبل يوم من الحادثة. وعند وصوله إلى واجهة كلية دكا، أحاط به أربعة شبان. وقبل أن يفهم شيئاً ما، قال له أحد الأربعة: “لا تتكلم، إمشِ كما نشير”، حيث توجهوا مباشرة إلى مختبر العلوم.

وفي وقت لاحق، تم احتجاز فيض الحق في أحد المنازل بقرية “أحمد نغر”، شرق شاه علي باغ بميربور في العاصمة، حيث تعرض للضرب لعدة ساعات. أثناء الضرب، أسمع الخاطفون صراخه وبكائه عبر الهاتف لأخيه محمد فضل الحق، واستلموا من أفراد عائلته 60 ألف تاكا عبر بيكاش. ولكن بعد 17 ساعة فقط على الإختطاف، تمكنت شرطة نييو ماركت من استعادة فيض الحق من ذلك المنزل في ميربور، تاريخ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2019. وقُبض على شوهاغي بيغوم، 48 عاماً، وشقيقتها الصغرى ريتا، 40 هاماً، وابنتها شورنا، 22 عاماً، وابنها شويون، 19 عاماً، وصديق شويون جواد، 20 عاماً، بتهمة التورط في عملية الإختطاف.

على الرغم من إحضار فيض الحق إلى مركز الشرطة، إلا أنه كان يخاف من الحديث بسبب شدة الألم. شقيق فضل الحق قال، في البداية، كان “أخي محاطًا بأربعة رجال واقتيد إلى مختبر العلوم. في الطريق، تم التقاطه على متن حافلة صغيرة، وكانت بجانبها دراجة نارية. ثم إقتادوه لأول مرة أمام مطعم صيني أمام ميدان بميربور-1، من هناك تم أخذه عبر ركشا إلى شقة من عمارة ذات ستة طوابق بجانب دانت خيت في شاه علي باغ.”

ويضيف شقيق فضل الحق “في المنزل الذي كان محتجزاً أخي فيه، كانت هناك ثلاث نساء أخريات. اقتيد إلى منزل آخر، وتعرض للضرب عدة مرات لعدة ساعات متتالية. واتصل بي الخاطفون أثناء ضربهم إياه حتى أسمع صراخ وبكاء أخي، يطالبونني بإرسال المال. لقد أرسلنا 80 ألف تاكا تلك الليلة. في الصباح التالي، طالب الخاطفون بمزيد من المال مجدداً. على الرغم من دفعي للمال، إلا أنني لم أتأخر في الذهاب مباشرة إلى مركز شرطة نيويو ماركت، حيث أخبرت مساعد مفوض شرطة منطقة نييو ماركت، سيف الإسلام، وضابط بالنيابة في المركز، عتيق الإسلام، القصة كلها. فيما بعد، أبلغوني أن أخي فيض الحق محتجز في أحد المنازل في شاه علي باغ بميربور-1. بعد التأكيد من عنوان المنزل، داهمت الشرطة أمس عند الظهر وألقت القبض على خمسة من الخاطفين.”

“إن جميع مختطفي فيض الحق كانوا من أفراد أسرة واحدة. كلهم من منطقة باتواخالي. جاؤوا إلى دكا واستأجروا منزلاً. كانوا يأخذون أشخاصاً مجهولين من الطريق عندما يجدون الفرصة، يأخذون صوراً إباحية مع الشخص المختطف، كما يكسبون المال عن طريق الضرب والإختطاف والتخويف”، وهو ما قاله مساعد المفوض سيف إسلام لجريدة “بروتوم آلو” اليومية، في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2019.

*رئيس تحرير مجلة الحراء الشهرية وصحيفة ديلي ماي نيوز الإلكترونية.

مصدر الصور: الأناضول –  جريدة النهار.