مع تقدم الجيش السوري في الشمال، وتحرير مناطق كثيرة من القرى والبلدات آخرها منطقة جرجناز في ريف إدلب، والإقتراب من تحرير منطقة معرة النعمان الإستراتيجية، سارعت إسرائيل إلى تسجيل عدوانٍ جديد على الأراضي السورية بالتزامن مع إرسال النظام التركي رتلاً عسكرياً إلى الشمال. فما هي الأسباب المباشرة وغير المباشرة لذلك؟ وهل تنجح المساعي الغربية لتعطيل سير المعركة في الشمال؟
حول هذه الملفات وأبعادها، سأل مركز “سيتا” الأستاذ رأفت بكار، الخبير في شؤون الجولان السوري وعضو مجلس مدينة القنيطرة المحررة، عن هذه المحاور.
وحدة الهدف والمصالح
تعتبر معركة تحرير محافظة إدلب مختلفة عن كل ما سبقها من معارك ضد الإرهاب، فلا حلول سياسية واضحة أمام التنظيمات الإرهابية ومن يدعمها وخاصة النظام التركي، الذي لم يعلق على المعركة الأخيرة حتى الآن، بعكس موقفه من المعارك السابقة. إن إرسال أنقرة لرتل عسكري إلى نقاط خفض التصعيد في ريف حماة الشمالي، يتلخص في بقاء تلك النقاط على حالها تمهيداً لإنسحابها حكماً من الأراضي السورية بعد القضاء على تلك التنظيمات في محافظة إدلب ومحيطها خصوصاً أنها قد منيت بخسائر جسيمة كبيرة جداً من لناحية العدد والعتاد.
ومع تقدم الجيش السوري في أكثر من 30 قرية من قرى معرة النعمان وتغير خريطة السيطرة الميدانية في الشمال السوري، إستفز العدو الصهيوني منفذاً عدواناً جديداً كعادته، كلما شعر بخسارة تلحق بتلك التنظيمات المرتبطة به لناحية المصلحة ووحدة الهدف، ساعياً إلى ضرب صمود شعبنا ومحو هويته الحضارية الراقية واستبدالها بهوية تنسجم مع هوية الإسرائيلي الدينية بهدف إضعاف الدولة السورية وسهولة السيطرة عليها فيما بعد.
تنسيق عالِ
لا شك بأن هناك تنسيق بين الإرهاب الصهيوني والتكفيري في الشمال والجنوب على أعلى درجات الوضوح، حيث ينفذ المحتل الإسرائيلي هجومه على المناطق الآمنة في سوريا، بالتزامن مع إطلاق الإرهابيين الطائرات المسيرة المزودة بقنابل معدة للتفجير، من الشمال، على منطقة جبلة لإستهداف قاعدة حميميم الروسية في رد واضح على المناورات الروسية – السورية المشتركة التي أزعجت التنظيمات الإرهابية، شمالاً، والعدو الصهيوني، جنوباً، في آن واحد.
مصدر الصورة: روسيا اليوم.
موضوع ذو صلة: الضربات الإسرائيلية: إستهداف لمحور كامل؟