حوار: سمر رضوان
بعد طول إنتظار وتكهنات، أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، خطة السلام بين إسرائيل والفلسطينيين المعروفة بـ “صفقة القرن” بحضور رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الذي أكد أن الخطة تقدم “طريقاً واقعياً” لتحقيق سلام دائم في المنطقة. فهل تحمل هذه الخطة فعلاً السلام للشعب الفلسطيني أم أن مصيرها سيكون كمصير إتفاق عزة – أريحا؟
حول الإعلان عن هذه الصفقة وتوقيتها وتداعياتها على القضية الفلسطينية، سأل مركز “سيتا” الأستاذ إيهاب زكي، الصحفي والكاتب السياسي الفلسطيني، عن هذا الموضوع.
رفض واسع
نظرياً وحسب ما طرحه الرئيس ترامب فيما يسمى بـ “صفقة القرن”، فإن قطاع غزة سيتم تسليمه للسلطة الفلسطينية ليتم نزع سلاح الفصائل الفلسطينية وليكون جزءاً مما سيُسمى لاحقاً بـ “الدولة الفلسطينية”، وهذا عملياً يتخطى حواجز الوهم ليصل حدود الخبل؛ فالفلسطينيون عموماً يرفضون هذه الصفقة ويعتبرونها ولدت ميتة، هذا من جهة أولى.
من جهة ثانية، إن قطاع غزة، أو بالأحرى السلاح فيه، هو جزء من محور مواجهة يمتد من بيروت إلى طهران مروراً بدمشق وبغداد وصنعاء، وهو كذلك محور يرفض هذه الصفقة ويعتبر مواجهتها علة وجوده.
أما الحديث عن وجود عقبات تم تذليلها، فهذا أمر غير موجود على الإطلاق؛ فالإعلان عن الصفقة، هو مجرد “عبث إنتخابي” يحتاجه كلاً من الرئيس ترامب ونتنياهو. بالنسبة إلى العقبات، يمكن القول بأنه لم يتم الإقتراب، وأهمها الموقف الفلسطيني الرسمي الذي تمسك برفض الصفقة، كذلك هو الموقف الفصائلي والموقف الشعبي، كذلك هو موقف محور المواجهة الذي يرفضها ويتعامل معها بإستخفاف دون تهوين أو تهويل.
بيع للأوهام
لا نستطيع أن نتحدث هنا عن عملية تمرير لكون الحدث مجرد حملة إنتخابية لكلا الطرفين، كما سبق وأشرت؛ لكن ما سيحدث لاحقاً، لا يمكن عزله عن سياق الصراع القائم أصلاً في المنطقة. إن محاولات الهيمنة والسيطرة والنهب، التي تمارسها الولايات المتحدة، يقابلها محور حقق إنجازات مهمة في ساحات متعددة، كسوريا والعراق ولبنان واليمن وغزة.
لقد كانت أبرز متطلبات الصفقة، كي تمر، إسقاط سوريا ونزع سلاح المقاومة اللبنانية وإستسلام إيران وتقسيم كل من العراق واليمن وهذا ما لم يحدث. يمكن القول بأن هذا الإعلان يمثل “الطلقة الأخيرة” في جعبة الرئيس ترامب في سعيه للهيمنة، بالتوازي مع العقوبات الإقتصادية؛ وما أعلنه محور المقاومة من إستراتيجية إخراج القوات العسكرية للولايات المتحدة من المنطقة، يشكل رداً وعملاً مقاوماً يتم بثقة ودقة، باللإضافة إلى كونه عملاً سيستمر حتى تحقيق الهدف النهائي. بالتالي، يمكن القول بأن هذا الإعلان هو بمثابة متوهم يبيع الوهم وأرعن يشتري لا أكثر.
فيما يخص مواقف بعض الأنظمة العربية المنصاعة للإرادة الأمريكية، فهي لم تكن يوماً عقبة رغم أنها ستحاول “النأي بالنفس”، شكلياً، في المواقف الرسمية، لكن سلوكها التطبيعي لم يعد بحاجة إلى براهين أو إضاءات.
مصدر الصورة: وكالة نيوز.
موضوع ذو صلة: الكيلاني: “صفقة القرن” تضع الأردن بين فكي كماشة