جاء استهداف مسجد الروضة في مدينة بئر العبد شمال سيناء، فريدا في نوعه خاصة وأنه في منطقة لم يتم رصد أي تحركات او عمليات عسكرية لتنظيم ولاية سيناء او اي من التنظيمات المسلحة ال 30 في سيناء من قبل.
للوقوف عند هذه الحادثة يقول المتخصص في الشؤون الجهادية، الباحث السياسي المصري محمود شعبان لمركز سيتا: إن هذه هي المرة الأولى التي يتم استهداف مسجد في مصر في تاريخها الحديث على الأقل، بالإضافة إلى سقوط هذا العدد الكبير من القتلى الذي قارب على250 قتيل و150 جريح وهو العدد الذي يقارب تقريبا كافة الذين شهدوا صلاة الجمعة في المسجد.
ويضيف الباحث شعبان أنّ المسجد المستهدف يتبع إحدى الطرق الصوفية في سيناء، وهي الطريقة الجريرية وهي أولى المرات التي يستهدف المسلحين مسجدا تابعا للصوفيين، على الرغم من أن مسلحين قاموا في اكتوبر 2016 بخطف الشيخ سليمان أبو حراز أحد كبار مشايخ الطرق الصوفية في سيناء ليطلقوا سراحه بعد ثلاثة أيام، إلا أنه تمت معاودة خطفه وقتله وفق شريط فيديو مصور نشره تنظيم ولاية سيناء في شهر نوفمبر 2016 بعد تصوير عملية ذبحه مع الشيخ القطفيان المنصوري بدعوى التبدع والتشرك، الا انه لم يتوقع أحد ان يتابع المسلحين نشاطهم تجاه الصوفيين بهذا الشكل.
وأوضح أنّ ما حدث بخصوص الشيخ سليمان أبو حراز من قتل، على يد تنظيم ولاية سيناء أن نشر التنظيم حوارا مع أمير الحسبة في سيناء، أشار فيه إلى أن اتباع الطريقة الجريرية، الذين يشرفون على مسجد الروضة محل عملية القتل اليوم، هم أفراد يقومون بأعمال شركية وبدع.
وتابع شعبان أنّ الطريقة الجريرية في سيناء يتبعها عشرات الآلاف في مصر وفلسطين والخليج والأردن وهي منسوبة إلى الشيخ عيد أبو جرير، وهو اول من اسس الطرق الصوفية في سيناء وكانت للطريقة دور في دعم الجيش في 1956 و1967وفي 1973 وقد حصلت الطريقة على شهادات تكريم من الدولة المصرية.
ولفت إلى أنه مع فتح ملفات من جانب المخابرات المصرية كما الحال مع ملف المصالحة الفلسطينية الذي مازالت كواليسه ماضية في القاهرة الآن حيث اجتماع فرقاء الفصائل الفلسطينية. بالإضافة الى عملية الواحات ورد الجيش المصري على الذين قاموا بها وتصفيته لكل المجموعة التي قتلت الضباط والمجندين خلال اكتوبر. فإن ما يحدث له تشابكات وثيقة بما يجري على الأرض.
مضيفاً أنّ إنجاز ملف المصالحة الفلسطيني يعني التنسيق والتعاون الأمني والعسكري بين حركة حماس والجيش المصري في سيناء لمنع هروب المسلحين من داخل قطاع غزة الى سيناء او تهريب السلاح من وإلى سيناء وهو بطبيعة الحال لا يصب في صالح المسلحين في سيناء
ورأى شعبان في الإطار ذاته أن قدرة الجيش على تعقب المسلحين التابعين لتنظيم جند الإسلام الذي أعلن عن نفسه وقال انه هو الذي قتل ال60 ضابط ومجند في الواحات اكتوبر، توضح ان تنظيم ولاية سيناء أراد توجيه رسالة الى الجيش في سيناء ان يده المسلحة سوف تطال الجميع وبعمليات نوعية جديدة لا يتخيل الجيش مداها.
مصدر الصور: سبوتنيك