مركز سيتا

عقد وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين ونظيره الروسي سيرغي لافروف، اجتماعاً في العاصمة الروسية – موسكو لبحث العلاقات المشتركة، وقدم الوزير العراقي شكره لروسيا لدورها في الحرب ضد “داعش”. طبقاً للمعلومات.

وبحسب بيان للخارجية العراقية: “بحث الجانبان سبل تدعيم وتطوير العلاقات الثنائية بين بغداد وموسكو في المجالات كافة، ومنها الطابع الاستراتيجي، والحيوي سياسياً، واقتصادياً، وتجارياً، تعبيراً عن الحرص على تبادل المصالح المشتركة”، وأعرب الوزير العراقي عن حرص بلاده على الارتقاء بالعلاقات التاريخية التي تربط البلدين، ودعا إلى فتح آفاق جديدة لعلاقات التعاون.

قرار متأخر

إن العراق المنهك إقتصادياً منذ الغزو الأمريكي عليه في العام 2003، وإلى اليوم، لم يشهد نهضة إقتصادية حقيقية، رغم غناه بالموارد الطبيعية خاصة موارد الطاقة، بل شهدت البلاد تصدعات كبيرة لعل أبرزها الفراغ السياسي بسبب المحاصصات السياسية وتعدد الولاءات داخل الوطن الواحد، ما سمح لإزدياد التدخلات الخارجية فيه، وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأمريكية وإيران اللذين إستخدما الأراضي العراقية ساحة صراع مفتوحة، كانت بغداد المتضرر الوحيد وربما الخاسر من هذا الأمر.

وتعاقبت الحكومات المنتخبة عراقياً وتبدلت الأسماء والوعود بقيت تراوح مكانها، دون قدرة أي حكومة على النهوض بهذا البلد، فالتحالف العراقي مع واشنطن، لم يجلب إلا المزيد من العزلة للعراق التي كانت في وقتٍ مضى ذات قوة كبيرة وكان جيشها من أقوى الجيوش على الأقل عربياً، وأما التحالف مع إيران المنهكة إقتصادياً هي الأخرى لم يحقق للعراق أيضاً فوائد، لوقوف أمريكا في وسط نجاح أي إتفاقية أو مشاريع تنموية بحجة التمدد الإيراني، وبالتالي، بعد أن تلمست بغداد هذا الخطر المحدق جراء تحالفات لم تجلب لها سوى المشاكل، دفع بها الأمر للتفكير والتغريد خارج سرب واشنطن وطهران، لكن السؤال المهم هل تستطيع الخروج من هذا الأمر؟

إستحالة التطبيق

إن لقاء وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين بنظيره الروسي سيرغي لافروف، لقاءً يعتبر مهماً لجهة التوقيت، فمع الحديث الذي تصدح به وكالات الأنباء حول الإنسحاب من عدة دول، من بينها العراق، دفع بهذا البلد لبدء الوقوف من بعد تأخر سنوات في مواكبة التطور، إذ أن إيران ومهما كان التحالف مع العراق قوياً، لكن الحصار الأمريكي على طهران قوّض أي حلول مستقبلية تتعلق بالمجال الإقتصادي، وبالتالي العين العراقية على الخليج، إلا أن الأخير تربطه بواشنطن مصالح كبرى، إضافة إلى علاقاته مع روسيا، لكن طبيعة العلاقات تنحو وتميل بإتجاه الولايات المتحدة، فلا يمكن للأخيرة ان تسمح أو توافق على إمكانية ترك الساحة خالية منها وتقديمها لموسكو، فإن كان خبر الإنسحاب حقيقياً، مع هذا التطور ستتذرع بالكثير من الذرائع لتبقى في العراق، على أن تسمح لموسكو الإستئثار بعقود تعتبرها من حقها، وذات الأمر لو كانت العملية مع إيران.

أخيراً، إن العراق لا يخلو من الأدمغة الفذة التي تعمل كخلية نحل لإنقاذ البلاد والنهوض بها من أتون ظروفٍ هي الأقسى على الشعب العراقي، ومن حق هذا البلد أن يتجه نحو تحالفات مثمرة ترفع من شأن البلاد، ليبدأ بالصعود التدريجي نحو الإستقرار، فإن أرادت بغداد حقاً تفعيل هذا الدور، عليها مواصلة التشديد بطلب إنسحاب كل القوات الأجنبية من أراضيها، وعليها أن تستقل بقرارها السيادي لتحقق ما تريد، فإن لم يحدث ذلك، كل مذكرات التفاهم الموقعة، لن تكون أكثر من حبرٍ على ورق، حتى يثبت العكس.

مصدر الصورة: روسيا اليوم.

موضوع ذا صلة: في العراق.. لا خيار إلا الدولة