قال رئيس معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي اللواء إحتياط، عاموس يادلين، إن تل أبيب أرادت من وراء قصفها مدينة البوكمال السورية نقل رسالة إلى إيران، مضيفاً أن الهجوم الذي نفذته إسرائيل بمحافظة دير الزور شرقي سوريا “مهم” والرسالة لإيران هي أن إسرائيل لن تكف عن العمل (ضد إيران وسوريا) حتى في عهد الرئيس الأمريكي المنتخب، جو بايدن.
في الوقت بدل الضائع
تكثف إسرائيل من عدوانها المركز على سوريا، بحجة ضرب أهداف إيرانية، منتشرة في البلاد، قبيل انتهاء ولاية الرئيس الحالي، دونالد ترامب، في محاولة لتقويض المد الإيراني في سوريا، حسب زعمها. لكن ما غفلت عنه حكومة إسرائيل أن تكثيف إعتدائاتها بلغ حداً مرتفعاً لم يعد مقبولاً السكوت عنه، فهي تستغل الفوضى الدولية لتتمادى بقصف المناطق السورية كافة متسلحة كل مرة بالذريعة ذاتها، في حين تواجهها الدفاعات الجوية السورية لمنعها من تحقيق أهدافها.
ما الذي سينتج عن هذه الاعتداءات؟
إن التصعيد الإسرائيلي اليوم سيكون العامل الأقوى لبدء المعارك المرتقبة في سوريا والتي طال إنتظارها، وتخليص الأراضي السورية من التنظيمات الإرهابية، فقد كان للتأجيل غايات متعددة. لكن اليوم، يبدو أنه بات لزاماً على الدولة السورية حسم ملفي الشرق والشمال، وتحريك ملف الجولان السوري المحتل؛ وإذا كانت سوريا تعيش فترة حرب وظروف قاهرة، فهذا لا يعني ذلك أنها عاجزة عن حماية بلادها من “العربدة” الإسرائيلية في كل مرة.
بحسب المعلومات، جاء الإستهداف بمعرفة ومساعدة ودعم من المخابرات الأمريكية حيث عبرَت المقاتلات الإسرائيلية إلى الأجواء العراقية والأردنية وحتى فوق قاعدة التنف لقتوم بإعتدائها.
من خلال بعض المعطيات، إن الوقت بدل الضائع الذي تحاول حكومة تل أبيب إستغلاله قد يرتد سلباً عليها، واقعاً لا كلاماً، وسط صمت المجتمع الدولي عموماً، ومجلس الأمن على وجه الخصوص.
سياسات مستفزة
إن ما تقوم به الولايات المتحدة وإسرائيل اليوم، سواء من خلال فرض العقوبات الإقتصادية على دول أو كيانات أو أفراد أو القيام بإعتداءات وقصف مناطق ودخول إسرائيل بقوة إلى منطقة الخليج، فضلاً عن المناورة بملف ترسيم الحدود البحرية على لبنان، تعد سيناريوهات مستفزة تحاول كل من واشنطن وتل أبيب لعبها بما يزيد الفوضى في المنطقة.
إذا كان الهدف الحقيقي توجيه رسائل لإيران، فلقد وسبق وأن كشفت الأخيرة عن بعض رسائلها خاصة في مناوراتها التي إستعرضت فيها طائراتها بدون طيار، والتي طورتها طهران بما يساهم ويساعد في صد أي عدوان عليها؛ بالتالي، إن التصرفات الإسرائيلية مؤخراً لا تعد “عنترية بلد قوي”، فهي تحاول أن تثبت بأنها كيان موجود وأنها “الرقم الصعب” الذي لا يمكن تجاوزه في المنطقة.
من هنا، يشير بعض المراقبين أن عدم وجود رد حتى الآن سببه الظروف الحالية القائمة على مستوى العالم والتي قد لا تسمح بتصعيد جديد قد يدمر المنطقة أكثر مما هي مدمرة.
أخيراً، إن السياستين الأمريكية والإسرائيلية وكل ما تقومان به لم يحقق أي شيء ملموس على الأرض، فإيران موجودة في سوريا والعراق ولبنان، وحتى في اليمن. وكما تعتقدان بأنها يتحكمان بالوضع في الشرق الأوسط، كذلك إيران لديها الكثير من أوراق القوة التي قد تلقب بها في حال وقوع أية مواجهة، إذ يكفي أن تقوم بتحريك الشارع العراقي أو اليمني أو حتى الداخل الفلسطيني لتوصل إلى تل أبيب وواشنطن عشرات الرسائل بدل الرسالة الواحدة.
مصدر الصورة: فرانس 24.
موضوع ذا صلة: الضربات الإسرائيلية: إستهداف لمحور كامل؟