في الأيامِ القليلة الماضية، تعرضت السفارة الإسرائيلية في الهند لهجوم، من المرجح جداً أن يكون قد نفذه عملاء للحكومة الإيرانية. وهذا ليس حدثاً غير مسبوق، فلطالما كانت العلاقة بين الهند وإيران منذ صعود الجمهورية الإسلامية معقدة.
على سبيلِ المثال، في بداية الجائحة، قمتُ بعرض تقرير من قناة “العربية” حول كيفية منع إيران نشر الأعداد الحقيقية للمصابين بفيروس “كورونا”. وقد نفى محاضر جامعي هندي شاب، سيبقى مجهولاً، وببساطةٍ، التقرير بشدة. وعندما عرضت عليه تقارير مماثلة نشرتها هيئة الإذاعة البريطانية “بي.بي.سي”، أنكر بشدة تلك التقارير أيضاً، موضحاً “لا تصدقيهم، الإعلام الغربي يقف ضد إيران”. من جانبي، تغاضيتُ عن الأمر، ولكن لماذا قد يستبعد محاضر هندي، يجلس على بعد آلاف الأميال من إيران، تقارير إعلامية سلبية عنها؟
كان المحاضر قد أجرى ذات مرة عملاً ميدانياً في إيران، ويحمل قدراً كبيراً من الحب والمودة تجاه الدولة. ولكن هناك رابط آخر: إنه شيعي من لوكناو، مدينة ذات تراث شيعي عميق. ومن هنا، فإن ارتباطه العاطفي بإيران، التي تدّعي القيادة الروحية للعالم الشيعي، عميق وكاشف للترابط العاطفي الذي يكنّه المجتمع الشيعي في الهند الذي يبلغ عدده قرابة 40 مليون نسمة مع الدولة الفارسية.
تأثير الثورة الإسلامية الإيرانية العام 1979 على الهند
تعود روابط إيران مع الهند إلى قرون عدة. بعد استقلال الهند، العام 1947 وحتى الثورة الإسلامية في إيران العام 1979، كانت العلاقات بين البلدين فاترة بسبب قرب الهند من الإتحاد السوفييتي، وعلاقات شاه إيران الوثيقة مع الولايات المتحدة. ومع ذلك، كان للثورة الإسلامية آثار عميقة على الهند رغم أنها لم تكن واضحة في ذلك الوقت. وحتى اليوم، لا يزال معظم الهنود غير مدركين لتلك التأثيرات.
لدى الهند ثاني أكبر عدد من الشيعة في العالم بعد إيران، وقد احتشد ملايين الحجاج الهنود في المواقع الشيعية المقدسة المنتشرة في جميع أنحاء العراق وإيران على مر القرون. ومع ذلك، في أعقاب الثورة الإسلامية، أصبحت مدينة قم الإيرانية مركزاً دينياً مهماً للدراسات الشيعية، وجذبت آلاف الطلاب الهنود. عندما بدأت جائحة فيروس “كورونا”، كان هناك 6 آلاف هندي في إيران، معظمهم من الطلاب والحجاج، وجميعهم تقريباً من الشيعة.
هذا عندما بدأت عملية “أيرَنة” المجتمع الشيعي، خاصة في جامو وكشمير. تتركز غالبية الطائفة الشيعية في المنطقة في منطقة كارجيل في لاداخ (عدد السكان: 274,000 نسمة)، التي أصبحت مقاطعة منفصلة في عام 2019. كما توجد مجتمعات شيعية أصغر في منطقة كشمير ذات الأغلبية السنية. ولتحقيق ذلك، أرسلت إيران ممثلين لها إلى الجماعات الشيعية في المنطقة لتحويل ولائهم من الزعيم الشيعي العراقي، آية الله العظمى علي السيستاني، إلى المرشد الأعلى الإيراني، السيد علي خامنئي. وفي حين كان الشيعة حتى ذلك الحين يسافرون في الغالب للدراسة في المعاهد الدينية العراقية في النجف، فقد سافروا الآن للدراسة في مدينة قم الإيرانية، أغلبهم بمنحٍ دراسية ممولة من إيران.
وقد شرح لي البروفيسور ك. ن. بانديتا، باحث في الشأن الإيراني والذي أمضى سنوات عدة في طهران ومؤسس “مركز دراسات آسيا الوسطى” في جامعة كشمير، كيف أرسلت إيران بعثات سرية وواعظين عدة إلى أجزاء مختلفة من الهند التي كانت تتركز فيها أعداد كبيرة من الشيعة، واستهدفت منطقة كارجيل بشكل خاص. في كارجيل، أسس صندوق الإمام الخميني، الذي سُمي نسبة إلى أول مرشد أعلى للنظام الديني الإيراني روح الله الخميني، وبدأ الصندوق في تقديم المنح والهدايا المادية، وتوفير الكتابات والأدبيات الإسلامية، والمنح الدراسية، أشرف على ذلك المركز الثقافي الإيراني في دلهي.
وسرعان ما رسّخ هذا التواصل التفوق الديني لإيران من خلال تمكينها من إدماج العديد من الممارسات الإيرانية بين السكان المحليين. على سبيل المثال، بدأ أهالي كارجيل إراقة الدماء خلال عاشوراء، الحدث الديني الشيعي لإحياء ذكرى استشهاد الحسين، حفيد النبي محمد، وحُظرت الخمور، واعتمدت قواعد اللباس الإيرانية وأصبح الحجاب إلزامياً للنساء، وتبني مفهوم “ولاية الفقيه”، الأيديولوجية الحاكمة للنظام الديني في إيران أي الاعتقاد بأن تكون للفقيه المؤهل وصاية على الشعب، وشُجع الناس على أن يصبحوا أكثر نشاطاً سياسياً. ولصقت صور الخميني في كل مكان على اللوحات الإعلانية، وبدأ السيد حسن نصر الله، أمين عام حزب الله التابع لإيران، كسب أتباع بين السكان.
عسكَرة كشمير
تمثل الأثر الرئيس الثاني للثورة الإسلامية في إيران في عسكرة الصراع في كشمير الهندية. في حين أن هذا الموضوع قد نوقش على نطاق واسع في الأوساط الاستراتيجية، فإن الجمهور لا يزال إلى حد كبير غير مدرك لهذه الحقيقة المهمة.
وفي حين أنه كان هناك بالفعل قدرٌ من السخط من الهند في كشمير، لم تكن هناك حركة مسلحة ضد الإقليم الهندي حتى العام 1979. هذا على الرغم من أن باكستان حاولت بدء حرب ثلاث مرات في محاولة لانتزاع السيطرة على المنطقة من الهند. ورغم أن معظم الكشميريين هم من السنّة، فإن الثورة الإسلامية كانت بمنزلة مصدر إلهام رئيس للجهاد العنيف ضد الهند، واندلعت حركة تمرد مسلحة.
التواصل مع الهنود
وكما تواصلت إيران، عبر الانقسام الطائفي في العالم الإسلامي، لتعزيز العلاقات مع الجماعات السنيّة المتشددة مثل تنظيم “القاعدة” و”حماس”، فقد تجاوزت إيران تعزيز العلاقات مع السكان الشيعة في الهند لتعزيز صورتها بين عامة السكان بطرق متنوعة ولأسباب مختلفة. وعلى نطاق واسع، لدى الهنود صورة إيجابية عن إيران يمكن أن تُعزى إلى العوامل التالية:
العامل الأول: عدو مشترك
بعد فترة وجيزة من الثورة، سعَت إيران إلى توثيق علاقاتها مع الهند كثقل مضاد لباكستان ذات الأغلبية السنيّة حيث أصبحت المشاعر المعادية للشيعة سائدة. تعاونت إيران والهند لدعم التحالف الشمالي ذي الغالبية الطاجيكية في أفغانستان طوال التسعينيات ضد “حركة طالبان”، وهي جماعة جهادية عملت وتعمل كوكيل للاستخبارات الباكستانية. ساعدت إيران في إعاقة وعرقلة القرارات المناهضة للهند فيما يتعلق بقضية كشمير في مؤتمرات منظمة التعاون الإسلامي المتتالية.
وفي سياقٍ مماثل، وجدت إيران تعاطفاً لها في الهند بسبب انتشار السلفية المتشددة بين السنّة في الهند، الذي تم تعزيزه من قبل الجماعات “الجهادية”، المدعومة من باكستان، والاستفادة منه لشن هجمات على الجماعات الشيعية، سواء داخل باكستان أو عبر الحدود في الهند. وفي هذا السياق، أصبح يُنظر إلى الطائفة الشيعية، وبالتالي إيران، على أنها “تقدمية”.
ومع ظهور تنظيم “داعش” واشتراك إيران ظاهرياً في الحرب ضده، تعزز هذا الرأي بين الهنود، الذين ينظرون إلى إيران على أنها “قوة تقدمية تحارب الشر”. وعلى هذا النحو، اكتسبت إيران شعبية لدى المسلمين، وغير المسلمين، على حد سواء في الهند.
العامل الثاني: إيجاد صديق في اليسار الهندي المناهض للولايات المتحدة
نتيجة لهذا التصور “التقدمي” لإيران في الهند، وموقف إيران المناهض للولايات المتحدة، وجد نظام الإيراني حظوة لدى اليساريين والليبراليين في الهند، وهو جزء صغير نسبياً من الدولة الذي يمارس، كما هو الحال في معظم الدول الأخرى، تأثيراً غير متناسب على المشهد الأكاديمي والإعلامي الهندي. وبشكل عام، تتحدث وسائل الإعلام الهندية، عن إيران بشكل إيجابي. على سبيل المثال، تغطي صحيفة “ذا هندو”، وهي صحيفة هندية مقروءة على نطاق واسع وتحظى بتقدير كبير، الأخبار الإيرانية بطريقة إيجابية، كقاعدة عامة. بل إنها دعت إلى تدخل الهند لتخفيف العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران.
وقد تواصلت إيران أيضاً مع صحفيين هنود، ذوي الإنتماء الشيعي مثل سعيد نقوي، الذين يقدمون إيران عادة بطريقة إيجابية. ويميل الدبلوماسيون الذين خدموا في الشرق الأوسط إلى الكتابة عن إيران بعبارات أكثر إيجابية، وتستضيف المنظمات ذات الميول اليسارية، مثل “مركز تحليل السياسات”، ندوات منتظمة حول إيران، كما استضافت أعضاء من حزب الله، الذي يتخذ من لبنان مقراً له. كما سهلت إيران وصول وفد من النشطاء الهنود إلى قطاع غزة.
يتواصل المركز الثقافي للسفارة الإيرانية مع الأوساط الأكاديمية الهندية والمجتمع المدني من خلال استضافة المعارض الفنية، والندوات، والموائد المستديرة حول العلاقات الثنائية، والتاريخية، وحتى العلاقات بين الأديان. وقد أسهم ذلك في إعطاء الهنود صورة إيجابية عن إيران. أنشأت وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي في إيران، التي أنشئت العام 1987، مكاتب ثقافية منفصلة عن السفارات الإيرانية في بعض الدول مثل لبنان والهند لتقوية التبادل الثقافي. وأصبحت هذه المراكز قنوات للسياسة الثقافية لإيران الثورية.
وقد استخدمت كل من إيران والهند أعضاء الجالية الشيعية الهندية في تعزيز العلاقات وتعميقها. فعلى سبيل المثال، أُقنع الدبلوماسي الشيعي بدر الدين بدر الدين طيبجي، ورجل الدين الشيعي آغا روي أباقاتي، لمصاحبة الوفد الهندي الذي سافر إلى طهران لإقامة علاقات مع النظام الجديد هناك بعد وقت قصير من مغادرة الشاه لبلاده، العام 1979. بيد أن العلاقات لم تخلُ من بعض الشوائب.
الجانب السلبي للقرب الشديد من إيران
التفجير الذي وقع في السفارة الإسرائيلية في الأيام القليلة الماضية، الذي أعلن “حزب الله الهندي” مسؤوليته عنه، هو تذكير للمرة الأولى التي تمتد فيها حروب إيران بالوكالة إلى الهند، 13 فبراير/شباط 2012، عندما أُصيبت دبلوماسية إسرائيلية في هجوم بـ “قنبلة لاصقة” في شوارع نيودلهي، حيث أصيبت تال يهوشوا كورين وخضعت لعملية جراحية لإزالة الشظايا. كما أصيب سائقها واثنان من المارة في الهجوم. وألقى المحققون والمسؤولون الهنود باللائمة على هوشانج أفشر إيراني، وهو من عناصر الحرس الثوري الإيراني، في الهجوم. وقد فرّ إيراني من الهند فور وقوع الهجوم واعتقلت الشرطة الصحفي الهندي الكبير سيد محمد أحمد كاظمي، الي إعتبره شريكاً لإيراني. غير أن السلطات أطلقت سراح كاظمي بكفالة في وقت لاحق. وقد زار فريق تحقيق هندي إيران مرتين، بيد أن الزيارات لم تسفر عن نتائج.
اختيار طهران للهند لتنفيذ هذا الهجوم على أراضيها كان لغزاً محيراً للأخيرة. وفي حين تتقاسم الهند علاقات ممتازة مع إسرائيل، وهي دولة تتعهد الحكومة الإيرانية بالقضاء عليها، تعتبر نيودلهي أن علاقاتها مع إيران ذات أهمية استراتيجية متساوية. ومن الناحية الاقتصادية، فإن السوق الهندية هي ثاني أكبر سوق للنفط الخام الإيراني. إذاً ما الذي يدفعها للتصرف هكذا؟
في هذا الصدد، يرى المحلل الأمني والميجور جنرال المتقاعد شاشي أثانا أن الإجابة تكمن في سياسات الهند المؤيدة للولايات المتحدة، وتحديداً معارضة الهند لبرنامج إيران للأسلحة النووية، والإذعان للعقوبات الأمريكية المفروضة على إيران. قبيل هجوم العام 2012، أوقفت الهند جميع تجارة النفط مع إيران بسبب العقوبات الغربية. وعلى قدر أهمية العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، شعرت إيران بالحاجة إلى معاقبة الهند على موقفها ومحاولة تغييرها.
وفي الآونة الأخيرة، العام 2019، أوقفت الهند مرة أخرى جميع واردات النفط الرسمية من إيران، وكانت النتيجة هجوماً سياسياً من طهران، حيث هاجم المرشد الأعلى الهند علناً بسبب كشمير، نقطة ضعف الدولة، وبعد زيارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب للهند، غرّد كل من المرشد خامنئي ووزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، عن أعمال الشغب في دلهي باعتبارها “مذبحة للمسلمين”، رغم أن العديد من القتلى كانوا هندوساً.
ولم يمر هذا التدخل في الشؤون الداخلية للهند، دون أن يلاحظه أحد، فقد أثار استياء العديد من الهنود، الذين يرون أن الحكومة الهندية لم تعلق قط علناً على الترتيبات الداخلية الإيرانية، سواء كانت المعاملة السيئة للأقليات، مثل البلوش والكرد والعرب، أو الوحشية التي قمع بها النظام الإيراني مختلف حركات التمرد الشعبية.
والآن يقفز إلى الأذهان السؤال الآتي: هل هذا مجرد تدخل؟ وهل يمكن للتدخل الإيراني أن يتعمق أكثر، وربما يؤثر حتى على السياسة الهندية؟
تقارير “تويتر” الكاشفة
في العام 2018، أصدرت شركة “تويتر” في الهند أرشيفاً كبيراً يصل إلى قرابة مليون تغريدة من 770 حساباً يعتقد أنها إيرانية المنشأ. واحتوت على أكثر من 4.1 ألف تغريدة هندية. وقالت شركة “تويتر” إن عملية التلاعب تهدف إلى “تحسين فهم الرأي العام لحملات النفوذ الأجنبي المزعومة”. وفي حين عكست العديد من التغريدات السياسة الخارجية الإيرانية، كان من الواضح أن بعضها يهدف إلى زرع الانقسام السياسي داخل الهند. وقد أثار الكشف عن هذه العملية حفيظة العديد من الهنود.
وتعليقاً على هذا الموضوع، قال داريل لين، أستاذ في جامعة كليمسون يتتبع النشاط الإيراني لسنوات عدة، في مقابلة مع مجلة “كوارتز” إن أهداف حملات التأثير غالباً ما تسعى إلى زرع الانقسام السياسي بدلاً من دفع أجندة سياسية محددة “إذا كان بإمكانك أن تجعل دولة تتقاتل ما فيما بينها، فلن ينتبهوا إليك.. ولن أفاجأ إذا كانت إيران مهتمة بالقيام بذلك في الهند، مستغلة الانقسامات القائمة”.
بالنسبة لإيران، لن يكون من المفيد من حيث التكلفة، ومن المرجح أن يكون غير فعّال، تمويل وكلاء مسلحين في الهند، كما تفعل في لبنان أو العراق، كما يقول البروفيسور بانديتا، لذلك فإنها تقوم بحملات للتأثير بدلاً من ذلك. وكما اكتشف السوفييت أثناء الحرب الباردة، فإن انفتاح النظام السياسي في الهند يجعل منها أرضيّة خصبة تماماً لما يعرف بـ “التدابير النشطة”، التي كان لها تأثير تراكمي على سياسة الدولة في الهند أكثر من أي مكان آخر تقريبا.
تنامي التطرف الشيعي
في حين تنظر الهند إلى المجتمع الشيعي باعتباره حصناً ضد النزعة الجهادية السنية، فإنها تواجه الآن حقيقة تنامي التطرف الشيعي. على سبيل المثال وقبل عامين، لفت الخطباء الإيرانيون انتباه السلطات الهندية بعد أن ألقوا خطباً نارية في مساجد وطوائف في كشمير. وقد أصبح الشيعة أكثر نشاطاً في الحركة الانفصالية في كشمير، لا سيما في منطقة كارجيل.
إن محاولة إيران للهيمنة على العالم الإسلامي، في مواجهة دول مثل السعودية، هي السبب الأقرب وراء محاولة للتسلل هذه واستغلال قضية كشمير. وقد قدمت قناة “برس تي.في” الإيرانية تقارير منتظمة من كشمير وعنها تنطوي على انتقادات للحكومة الهندية. وفي الآونة الأخيرة، نظمت جماعات احتجاج في مناطق شيعية في كشمير وكارجيل، التي أصبحت الآن جزءاً من منطقة إدارية منفصلة، لاداخ، ضد اغتيال الولايات المتحدة للجنرال الإيراني قاسم سليماني، زعيم فيلق القدس. والواقع أن بعض المشاعر المعادية للولايات المتحدة وإسرائيل الأكثر ضراوة يتم التعبير عنها في أماكن مثل كشمير ولوكناو، معقل الشيعة في شمال الهند.
وقد انتشرت بسرعة صفحات وسائل التواصل الاجتماعي لمنظمات شيعية صغيرة مثل “أخبار كشمير الشيعية” و”الشبكة الشيعية” و”كل يوم هو عاشوراء” بين السكان في جميع أنحاء هذه المناطق. وعادة ما تنشر هذه الصفحات صوراً لآية الله خامنئي، وتأبيناً لشخصيات دينية شيعية مثل الإمام الحسن. بل إن بعض الرسائل تُعتبر معادية للهند صراحة، مثل تلك التي أعربت عن تعازيها وتضامنها مع الإرهابي الكشميري رياض نايكو، الذي قتلته الهند في أوائل مايو/أيار.
الخلاصة
أوضح لي أجاي تشونجرو، ناشط في منظمة “بانون كشمير” التي تعني “كشميرنا” الموالية للهند والذي يتتبع قضية كشمير، كيف تستخدم إيران السكان الشيعة كسلاح بغية الضغط على الحكومة الهندية. ومع تزايد اصطفاف مصالح الهند مع مصالح الولايات المتحدة وإسرائيل، ودول الخليج العربي، ربما تُصعِّد إيران من استخدامها لورقة الضغط هذه، المجتمع الشيعي الهندي، لمحاولة ممارسة نفوذها على الهند.
*محررة في موقع International Affairs Review.
المصدر: كيو بوست.
مصدر الصور: Asia Times – موقع تواصل.
موضوع ذا صلة: إيران بدورها.. لا بنفوذها