العميد م. ناجي ملاعب*

أظهرت نتائج الحرب الفائتة، العام 2020، بين أذربيجان وأرمينيا أن الطائرات من دون طيار كان لها الدور الأساسي في الحرب وسرعت في إنهائها، وذلك بما امتازت من قدرة على الاستطلاع والمراقبة وجمع المعلومات استثمرت في قدراتها الهجومية الدقيقة.

وبعدما حسمت معركة ناغورنو كاراباخ، صنف الخبراء العسكريون الطائرات المسيرة “بطلة” حروب المستقبل؛ فمعظم جيوش العالم تقوم اليوم بتحليل الدروس المستقاة من تلك الحرب، وبخاصة في ما يخص طريقة استخدام الطائرات من دون طيار سلاحاً أساسياً لحسم المعركة والفوز بالحرب. هي لحظة أشبه بنتائج حرب يوغوسلافيا السابقة وكوسوفو في تسعينات القرن العشرين، حيث تمكنت القوات الجوية لحلف الناتو من حسم الحرب من الجو وإجبار القوات الصربية على الموافقة على شروطها.

ولكن إلى متى سوف تتسيد تلك الوسيلة في الأجواء، وتتحكم بكل ما يجري تحتها؟ وهل من أسلحة وتقنيات مضادة؟

في هذه الدراسة سوف أتطرق إلى تقييم قتالي لدور الطائرات المسيرة، بعد نجاحها في مهام التصوير والإستطلاع ونقل واستثمار المعلومات، لا سيما في استخداماتها في الحرب الأخيرة في أذربيجان، من ثم إلى البحوث والدراسات التي أجريت على أنظمة مضادة، وأهمها أشعة الليزر والأنظة الإلكترونية، وصولاً إلى استخدامتها العسكرية وإنتاج النماذج الدفاعية المضادة لعدة أهداف أرضية وجوية، ومنها الطائرات المسيرة.

الطائرات المسيرة ونجاحاتها القتالية

المركبات الجوية غير المأهولة (Unmanned Aerial Vehicle – UAV) وما اصطلح على تسميتها الطائرة من دون طيار، هي أنظمة تقنية معقدة لا يجلس فيها طيار، لكنها، في الواقع لا توجه نفسها بنفسها بشكل كامل “بل تحتاج أيضاً إلى طيار يجلس في محطة التوجيه على الأرض، ويتحكم بها عن بُعد بطريقة لاسلكية، ويتحمل مسؤولية قيادتها، ويضمن عدم وقوعها في أية حوادث، ويتدخل في حالات الطوارئ”، كما يقول ديرك شميت، من معهد الرحلات الجوية في المركز الألماني لأبحاث الطيران والفضاء – DLR.

كانت الطائرة المسيرة التركية الهجومية “بيرقدار” نجمة الحرب الأذرية إلى جانب طائرة “هاروب” الإسرائيلية الصنع، وهي “درون” انتحارية، أي أنها تنقض لتفجر نفسها بالهدف فور تحديده. ولقد حشدت أذربيجان العشرات، إن لم يكن المئات، من تلك الطائرات التي استخدمت بكثافة كبيرة وبمهارة عالية، فاستهدفت منصات الدفاع الجوي الأرمنية ودمرتها بالكامل، مستعينة بمنظومات إلكترونية للتشويش على رادارات الرصد والتتبع التي يبدو أنها لم تتمكن من رصد تلك الطائرات.

وكان لإستخدام منظومة “كورال” للحرب الإلكترونية التي تصنعها تركيا، أهمية كبرى في إلغاء دور الرادارات وأنظمة الإنذار المبكر الأرمينية، ما مكّن طائرات “الهاروب” الأذرية من تدمير منصات الدفاع الجوي الأرمينية، الروسية الصنع، وتضمنت منصات “سام – 8″ و”سام – 13″ و”سام – 15” الأكثر تطوراً، حتى أن أحد أفلام الفيديو التي عرضتها وزارة الدفاع الأذرية يظهر لحظة تدمير منصة صواريخ “إس – 300” داخل الأراضي الأرمينية، وهو أمر له دلالات مهمة وخطيرة بالنسبة إلى الدول التي تمتلك هذا النوع من الصواريخ المتقدمة، مثل سوريا وإيران.

أيضاً، أثبتت طائرات “بيرقدار” التركية تفوقها في المعرك، حيث تمكنت من تدمير منظومة ” سام – 22″، التي يعرفها الغرب بـ “بانتسير” الروسية المتطورة في معارك شمال سوريا وفي ليبيا، ما يؤكد امتلاك أنقرة عبر تلك الطائرات من دون طيار قدرات عسكرية متقدمة للتعامل مع الدفاعات الجوية، ما يفتح الطريق أمام باقي القوى العسكرية بالتقدم واستغلال النجاح.

.. وداعاً للدبابات

ما إن تم تدمير معظم منصات الدفاع الجوي الأساسية حتى قامت طائرات “بيرقدار” و”الهاروب” بالتركيز على تدمير بطاريات المدفعية والصواريخ وقوافل الإمداد الأمنية. والجديد الملفت للتحليل والإستنتاج من نجاح استخدام هذا النوع من الطائرات، بالإضافة إلى ما ذكرته، هو اصطياد الدبابة وعزلها من المعركة. فقد أورد موقع “أوريكس” الإخباري في هولندا، إحصاء تدمير 185 دبابة و182 بطارية مدفعية و73 راجمة صواريخ و26 منظومة دفاع جوي و14 راداراً، أثناء الأسابيع الأولى للقتال؛ أي أن أرمينيا خسرت ما يقارب نصف عدد ما تملكه من دبابات و60% من منظومات الدفاع الجوي لديها.

تهافت إقليمي ودولي على الطائرات المسيرة

يستخدم سلاحا الجو الأميركي والبريطاني، وحديثاً سلاح الجو الإيطالي، الطائرة المسيرة، اليوم، تحت إسم MQ-9 Reaper، ولدى وكالة ناسا تحت إسم Ikhana، وتستخدم وزارة الأمن الداخلي في الولايات المتحدة الأميركية إنموذج Predator B/Guardian.

وتتضمّن النماذج الأميركية الجديدة من النظم الجوية غير المأهولة الأكثر قدرة على تنفيذ المهام في المحيطات وعلى الشواطئ طائرة، غلوبل أوبزرفر (Global Observer) صنع شركة “آيروفايرونمنت”، ونظام الطائرة من دون طيار لمراقبة المناطق البحرية العريضة (BAMS MQ-4C Triton) من شركة “نورثروب غرومان”.

تعاون أميركي – إسرائيلي في برامج الطائرات المسيّرة

يُعتبر النظام الإسرائيلي “هيرميس 450” للطائرات من دون طيار مركبة جوية تكتيكية متعددة الأدوار عالية الأداء، وتم تطوير النظام ليصبح نظام “هيرميس 900” الأكبر حجماً، والذي يمتلك قدرات متقدمة للتحليق على ارتفاعات عالية وإصابة الأهداف بدقة، وجمع المعلومات الاستخبارية، والقيام بعمليات الاستطلاع والمراقبة والسيطرة ومهام الدعم الأرضي والدوريات البحرية لمراقبة السواحل. إن قدرة تحمل الطائرة والتي تدوم 36 ساعة وارتقائها إلى ارتفاع 30 ألف قدم، بحسب موقع Elbit الإلكتروني، هما الميزتان اللتان تصنفانها في خانة نظم الطائرات غير المأهولة ذات قدرة الارتفاع والاحتمال المتوسطة.

كما يمتلك سلاح الجو الإسرائيلي طائرة متطورة بإسم “إيتان/هيرون ت.ب” Eitan/Heron TP القادرة على إصابة أهداف على الأرض أو في الجو. وهي تشكل جزءاً من منظومة إسرائيل المضادة للصواريخ الباليستية البعيدة المدى، ويمكنها المكوث في الجو لساعات عدة، كما باستطاعتها التحليق فوق منصات إطلاق الصواريخ لإسقاطها مباشرة بعد إطلاقها. كما يمكنها أيضاً حمل عدة اطنان من المتفجرات أو المعدات أو الأجهزة الإلكترونية

ويبدو التنسيق الأميركي – الإسرائيلي الواضح في مجال التسويق، في بيان شركة “بوينغ” إنها ستتولى، بموجب مذكرة تفاهم مع الشركة الإسرائيلية “ألبت سيستمز”، بيع أنظمة “هيرميس 450″ و”هيرميس 900” الإسرائيلية للطائرات المسيرة في الولايات المتحدة وبعض الأسواق الخارجية.

خطوات إيرانية متقدمة في صناعة وإستخدام الطائرات المسيّرة

منذ العام 1985، تأسس في إيران مصنع الصناعات الجوية “قدس” بمدينة قم، لإنتاج الطائرة المسيرة “مهاجر” ومن بعدها “مهاجر 3” و”أبابيل”، وتم التخطيط لإنشاء مركز دراسات الصناعات الجوية “شاهد” بمدينة اصفهان، الذي قدم الدراسات والتصميمات اللازمة لتصنيع الطائرة “هسا 100” المسيرة وهي النموذج الذي تم تطويره العام 2005 ليصبح الطائرة “شاهد 123” النموذج الأولي من الطائرة “شاهد 129” التي تعد العمود الفقري الحالي لأسطول الطائرات المسيرة الإيرانية.

إيران هي إحدى الدول التي استثمرت في تطوير هذا النوع من الطائرات، ويعتقد أنها استخدمتها في هجمات ضد منشآت شركة “أرامكو” شمال السعودية، كما نقلت بعض هذه التكنولوجيا إلى الحوثيين الذين أطلقوا العديد منها باتجاه السعودية وأهداف أخرى في اليمن.

وساهم سقوط أو اسقاط احدى طائرات سلاح الجو الأميركي المسيرة، من نوع MQ-9 Reaper المستخدمة في قوات التحالف الدولي في أفغانستان في الأراضي الإيرانية المحاذية للحدود بين البلدين العام 2013، في تمكين الإيرانيين من دراسة واستنساخ طائرة مثيلة مع برامج تسليحية، ونجحت في تحويلها إلى خط انتاج متطور وزودت بها حلفاءها في المنطقة ومنهم الحوثيين في اليمن.

هذا، ويعتقد المحللون، أن إيران، وفي مقابل فتح الطريق للصين للوصول إلى الطائرة الأميركية التي أٌسقطت في غربي إيران، تمكنت هي أيضاً من بلوغ التقنيات العسكرية الصينية في صناعة الطائرة بلا طيار.

الدرون الضارب النفاث الثقيل يدخل الخدمة في الجيش الصيني

وفي خطوة سبّاقة في تطور هذا السلاح، فقد دخل الخدمة، حديثاً، في الجيش الصيني الدرون النفاث الثقيل من طراز GJ-11 Sharp Sword، الذي صنعته شركة HAIG، وقد يبلغ وزن الدرون، الذي يتميز بقدرته الفائقة على التخفي عن الرادارات 10 آلاف كلغ، وبمقدوره أن يحمل 2000 كلغ من الحمولة المفيدة، التي تضم صواريخ وقنابل فائقة الدقة، وقد تصل سرعته 1000 كلم/الساعة، ومدى عمله 4000 كلم على ارتفاع 12500 متر، أما باع جناحه فبلغ 14 متراً.

ماذا عن في الدول العربية؟

حصلت الإمارات العربية المتحدة على طائرات من دون طيار الهجومية طراز “وينغ لونغ – 2″، من الصين، وجرى التوقيع على بيع الإمارات 18 طائرة مسيرة مقاتلة أميركية في اليوم الأخير من ولاية الرئيس الأميركي دونالد ترامب، 19 يناير/كانون الثاني 2021، والذي بموجبه ستتسلم دولة الإمارات خلال العامين المقبلين، بالإضافة إلى 50 مقاتلة أف 35 المتطورة، طائرات “الريبر” المقاتلة وهي من الأكثر تطوراً في العالم.

هذا فيما ستبدأ السعودية بتصنيع طائرات من دون طيار هجومية صينية المنشأ طراز “رينبو”، وهي بدورها حصلت على طائرات “وينغ لونغ – 2” كما فعلت مصر أيضاً. وتخطط مصر لإنتاج طائرات مسيرة من طرازات عدة، من بينها طائرات “بوسيل”، ومجمعات “ميشين”، وطائرات “ياسترب”، و”بوريفستنيك”، بالتعاون مع بلاروسيا من بداية العام 2021.

وتمتلك بيلاروسيا طائرات الدرون، والتي عرضت نماذج كمها خلال فعاليات معرض “دبي – 2019” الدولي للطيران، ويمكن أن تمثل إضافة جيدة للقوات المسلحة المصرية من حيث القدرات ونقل المعرفة التقنية للإنتاج المشترك، ومن أهمها طائرة “ياسترب” التي يبلغ وزنها الأقصى عند الإقلاع 700 كلغ مع حمولة خارجية قصوى 150 كلغ، ويمكنها البقاء في الجو لمدة تصل إلى 6 ساعات قابلة للتمديد حتى 10 ساعات باستخدام خزانات وقود إضافية، كما تبلغ سرعتها القصوى 220 كلم/ساعة، وتستطيع أن تحمل 2 – 3 طائرات انتحارية دون طيار تزن كل 25 كلغ لكل منها وتتزود برأس حربي شديد الانفجار يزن 10 كلغ.

سُبل المواجهة والتصدي للنظم الجوية الجديدة

في إسرائيل، عملت شركة إسرائيلية على منظومة دفاعية تتيح السيطرة على الطائرات المسيرة، وإهباطها في أي مكان يختاره المفعِّل من دون وقوع أية أضرار. كما تسمح باستخدام الطائرة المسيرة ثانية، واستخلاص معطيات بشأن استخدامات الطائرة السابقة حتى ضبطها. وقال آساف ليبوفيتش، مدير التطوير في شركة – Skylock، إن “المنظومة التي جرى تطويرها قادرة على استيعاب طائرات مسيرة معادية في أمداء تصل إلى 3.5 كلم، والسيطرة على نحو 200 طائرة مسيرة، بشكل مواز”.

بالتزامن، أفادت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن شركة السايبر الهجومية الإسرائيلية – NSO طورت تكنولوجيا تتيح السيطرة على طائرات مسيرة “معادية”، مضيفة أنها قادرة على السيطرة على طائرات مسيرة بواسطة منظومات الإتصال، والتي تعتمد على عزل مفعِّل الطائرة الأصلي، وإبعادها عن المنطقة المحلية، وإهباطها في موقع يمكن ضبطها فيه.

وبحسب تقرير نشرته صحيفة “هآرتس”، سبتمبر/أيلول 2019، فإن الشركة قد طورت تكنولوجيا تتيح السيطرة على طائرات مسيرة “معادية”، كما أجرت، قبل نحو شهرين، تجربة تحاكي “تحييد وعرقلة طائرات معادية والسيطرة عليها”. ويضيف التقرير أنه لدى المنظومة القدرة على تشويش الإتصال بين الطائرة المسيرة ومن يقوم بتفعيلها، وعندها تتم السيطرة عليها عن بعد، وإهباطها، وفحص حولتها ولمن تتبع.

وكشفت إيران، في الآونة الأخيرة، النقاب عن نظام صواريخ الدفاع الجوي المحلي “خرداد 15” يمكنها من خلاله إسقاط الطائرات المقاتلة والمركبات القتالية الجوية من دون طيار من على مسافة 120 كلم. وفقاً للمعلومات عن قدرة “خرداد” على تتبع الأجسام الخفية، فإن هذا النظام يمكنه التتبع من مسافة 85 كـلم والاشتباك على بعد 45 كلم. أما الإطار الزمني لنشر النظام، فمدته خمس دقائق بينما سيكون قادراً على الاشـتباك مع 6 أهداف في وقت واحد.

سلاح أميركي جديد “يصعق” الطائرات

ستتمتع المدمرات البحرية الأميركية، في وقت لاحق من العام 2021، بالقدرة على تدمير الطائرات المعادية، وذلك بحرقها بالليزر، بعدما تبنته سلاحاً ثورياً جديداً. وأشار تقرير نشره موقع “فوكس نيوز” الإخباري، إلى استعداد البحرية الأميركية لنشر سلاح ليزر بقوة 60 كيلو/واط على المدمرات من نوع Arleigh Burke Flight IIA DDG 51، يحمل اسم “هيليوس”، يخضع حالياً للتقييمات النهائية والاختبارات. وستمتلك المدمرات، بفضل السلاح الجديد، القدرة على حرق الطائرات المعادية، الدرون، أو تعطيلها، بسرعة كبيرة تعادل تلك الخاصة بالضوء.

والليزر هو شعاع ينتج عن استخدام بلّورات من مواد مناسبة، مثل الياقوت الأحمر، عالية النقاوة يمكن تحفيز إنتاجها لأشعة ضوئية من لون واحد، أي ذي طول موجة واحدة، وكذلك تكون في طور موجي واحد. عندئذ، تتطابق الموجات على بعضها البعض، عن طريق انعكاسها عدة مرات بين مرآتين داخل بلّورة الليزر وتصبح كالعسكر في الكتيبة، فتنتظم الموجات وتتداخل تداخلاً بناء وتخرج من الجهاز بالطاقة الكبيرة المرغوب فيها.

ومن مزايا سلاح الليزر الجديد، أنه بدلاً من استخدام صواريخ اعتراضية باهظة الثمن، تطلق من أنظمة الإطلاق العمودية المدمرة التابعة للبحرية الأميركية، سيكون لدى الجيوش الآن خيار صعق الهدف أو تعطيله، دون تدميره أو تفجيره تماماً. وقد نجحت شركة “بوينغ” في إنجاز التصميم الأولي لنظام سلاح الليزر العامل بالإلكترونات الحرة – FEL العائد للبحرية الأميركية.

وفي ما يعتبر أول نشر عملياتي معلن لسلاح ليزري استعداداً لمواجهات عسكرية محتملة ويمثل مفترقاً تاريخياً في النزاعات بين الدول، فقد أعلن سلاح البحرية الأميركي، أبريل/نيسان 2020، عن عزمه نشر سلاح ليزر قادر على تدمير طائرات الاستطلاع دون طيار ووقف قوارب الدوريات، على متن سفينة حربية في الخليج، قبالة إيران.

وقال رئيس قسم الأبحاث في البحرية الأميركية، الأدميرال ماثيو كلاندر، إن هذا البرنامج يوفر حلاً للمشكلة المكلفة وهي مواجهة التهديدات غير المتناسقة، وذكر أن البيانات تشير إلى أن الطلقة من هذا السلاح تكلف أقل من دولار واحد، مقارنة بمئات آلاف الدولارات التي يكلفها إطلاق صاروخ.

وبعد نجاحها انتاج في هذه الطاقة على المستويات الدنيا، تجري الولايات المتحدة أبحاثاً هائلة لاستخدام الليزر ذي طاقة عالية جداً لتدمير الصواريخ المعادية عالياً في الفضاء قبل وصولها إلى أرضها وأماكن انتشار جيوشها وحلفائها. كما يتم التخطيط لإستخدام الليزر في المجال الإستراتيجي كسلاح لتدمير أقمار التجسس، والصواريخ البالستية، والصواريخ عابرة القارات، بتدميرها قبل وصولها إلى أهدافها معتمداً على أجهزة إنذار متطورة وذلك بتسليط شعاع الليزر على غلاف الهدف، فتنصهر نقطة من على السطح وتحدث ثقباً في جسم الهدف يعطل جزءاً من نظام التحكم ويتسبب في احتراق الوقود.

بإختصار، بدأت تكنولوجيا المنظومات الموجهة عن بعد تطغى على الحروب الحالية، فيما عرفت تسميته بـ “الجيل الخامس” من الحروب. وبدأت مراكز البحوث في اكتشاف وسائل التصدي لتلك الأنظمة، وستزداد تلك الأساليب فتكاً عند دمجهما مع الذكاء الإصطناعي في حروب المستقبل. والسؤال الملِح هنا: هل من دور للأمم المتحدة في قوننة استعمال تلك الأنظمة القاتلة؟

*عضو الهيئة العلمية لمجلة الدراسات الأمنية – باحث في مؤسة الشرق الأدنى والخليج للتحليل العسكري.

مصدر الصور: ناشيونال إنترست – التايمز – Pakistan Defence.

موضوع ذا صلة: تقنيات حزب الله.. من الإختراق والتصنيع إلى الإسقاط والتجميع