أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو لي جيان، 11 مارس/آذار 2021، أنه بناء على دعوة من الولايات المتحدة الأمريكية، سيجري عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ومدير مكتب اللجنة المركزية للشؤون الخارجية يانغ جيتشي، وعضو مجلس الدولة وزير الخارجية الصيني وانغ يي حواراً استراتيجياً رفيع المستوى مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ومستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي جيك سوليفان، يومي 18 – 19 مارس/آذار 2021.
ناقش الوزير بلينكن بعض وجهات نظره حول الحوار الاستراتيجي رفيع المستوى القادم بين الصين والولايات المتحدة في جلسة استماع أمام لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، 10 مارس/آذار 2021، قائلا “يعتبر الحوار فرصة مهمة لنا، يمكننا التحدث بصراحة شديدة عن مخاوفنا العديدة بشأن تحديات الصين لأمن وازدهار وقيم الولايات المتحدة.” وتعتزم الولايات المتحدة إثارة العديد من القضايا خلال المحادثات، كما ستبحث ما إذا كانت هناك قنوات للتعاون مع بكين. وأضاف بلينكن، أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن ستبني موقفاً دبلوماسياً صارماً للمناقشة مع الصين بشأن حقوق الإنسان وقضايا أخرى، ولن تقدم تنازلات في مجالات أخرى من أجل كسب مساحة للتعاون مع الصين.
وفيما يتعلق بتصريحات بلينكن، أكد المتحدث بإسم وزارة الخارجية الصينية تشاو ليجيان أن موقف الصين من العلاقات الصينية- الأمريكية واضح، مضيفاً “تطالب الصين الولايات المتحدة بمعاملة الصين والعلاقات الصينية ـ الأمريكية بطريقة موضوعية وعقلانية، والتخلي عن عقلية الحرب الباردة والتفكير الصفري، واحترام سيادة الصين وأمنها ومصالحها التنموية، والتوقف عن التدخل في الشؤون الداخلية للصين، والتركيز على التعاون وإدارة الخلافات ودفع العلاقات الصينية ـ الأمريكية إلى المسار الصحيح للتنمية الصحية والمستقرة، وفقاً لروح المحادثة بين رئيسي الدولتين.”
قال يانغ شي يو، الباحث في معهد الصين للدراسات الدولية في مقابلة مع صحيفة “غلوبال تايمز”، 11 مارس/آذار، إنه على الرغم من عدم وضوح الجانبين بشأن المحتوى المحدد للمحادثات، فمن المتوقع أن توضح الصين والولايات المتحدة “الإطار العام” للعلاقات الثنائية. وفي يوليو/تموز 2020، اقترح وانغ يي في المنتدى الإعلامي لمؤسسة فكرية صينية – أمريكية بتقنية الفيديو أنه يمكن للصين والولايات المتحدة العمل معاً لوضع ثلاث قوائم من التعاون – الحوار – الإدارة والتحكم، موضحاً الشؤون الثنائية والدولية التي يمكن للبلدين التعاون فيها، دون التأثر بمسائل أخرى، واحتمالات البحث عن حل للقضايا المختلَف فيها، كما سيتم تعليق والسيطرة على الصعوبات التي يصع بالتوصل الى اتفاق عليها. وأشار يانغ شي يو أن هذا الاجتماع يهدف إلى توضيح أيي “قائمة” ينبغي إدراج كل قضية من قضايا العلاقات الصينية ـ الأمريكية.
لماذا تم اختيار آلاسكا مكاناً لعقد الحوار الرفيع المستوى؟
لقد أثار تحديد مكان عقد الحوار الرفيع المستوى في أنكوراج، أكبر مدينة في آلاسكا بالولايات المتحدة اهتماماً وثيقاً من قبل وسائل الاعلام. وذكرت وكالة “يونهاب” الكورية الجنوبية للأنباء أن البعض يعتقد أن اختيار آلاسكا لتكون مكان الاجتماع له معنى محايد لكون موقعها بعيد عن أرض الولايات المتحدة، ويظهر أن الصين غير مستعدة لتقديم الكثير من التنازلات للولايات المتحدة.
وقال محلل لصحيفة “غلوبال تايمز”، إنه بالمقارنة مع واشنطن، يعتبر اختيار آلاسكا اختياراً دقيقاً وحكيماً. حيث أن الجو السياسي في واشنطن خلال السنوات الأخيرة، كان غير صحي للغاية، لا سيما فيما يتعلق بسياستها تجاه الصين. وبالنسبة لإدارة بايدن، فإن الاجتماع مع الصين في واشنطن سيواجه بشكل مباشر الكثير من الضغوط الداخلية، ومن الصعب تحقيق أي اختراق، أما الصين فلن توافق على الذهاب الى واشنطن لاعتبارات المعاملة بالمثل الدبلوماسية.
يعتقد يانغ شي يو أن آلاسكا تقع خارج أرض الولايات المتحدة وأن حساسيتها السياسية منخفضة نسبياً. وهذه “خطوة أولى احترازية” اتخذها كلا الجانبين في إعادة بناء العلاقات الصينية ـ الأمريكية. كما كانت آلاسكا محطة توقف عند افتتاح الرحلات الجوية المباشرة بين الصين والولايات المتحدة بسبب قيود تكنولوجيا الطيران، ولها مكانة خاصة في تاريخ التبادلات الصينية ـ الأمريكية، مما يجعل اختيار هذا الموقع له معنى تقني وسياسي بالنسبة لكلا الطرفين.
“في موقع الوسط، التقيا في منتصف الطريق، وقم بتنازل خطوة واحدة لكل منهما.” قال سون تايي، الأستاذ المساعد في معهد العلوم السياسية في جامعة كريستوفر نيوبورت – الولايات المتحدة خلال لقائه مع صحيفة “غلوبال تايمز”، عن الاعتبارات الكامنة وراء اختيار مكان الاجتماع، كما يعتقد أن هذا سيساعد الحوار على تجنب أعين وسائل الإعلام العالمية وجعله أكثر حذراً وتحفظاً.
جدير بالذكر أن هذا الاجتماع تم الإعلان عنه رسمياً من قبل الولايات المتحدة أولاً، لكن بلينكن أكد مرة أخرى موقفه المتشدد تجاه الصين قبل الاجتماع. ويقول بعض المحللين إن هذا مرتبط بشكل واضح بالضغوط الداخلية لإدارة بايدن بشأن القضايا المتعلقة بالصين، كما أن هذه التصريحات تخص الولايات المتحدة إلى حد ما، لكن هذا يظهر أيضاً أن ثقة الولايات المتحدة بنفسها يتراجع ويحتاج إلى الموافقة، وما صرح به هو للتأكيد على أنه لن يكون “ناعماً”.
ضرورة تعزيز العلاقات الصينية ـ الأمريكية لتجاوز المسارات الوعرة
اتخذت الولايات المتحدة خطوات دبلوماسية متكررة قبل الاجتماع رفيع المستوى بين الصين والولايات المتحدة. حيث صرحت وزارة الخارجية الأمريكية أنه قبل الاجتماع رفيع المستوى بين الولايات المتحدة والصين، سيتوجه وزير الخارجية بلينكن ووزير الدفاع لويد أوستن إلى اليابان وكوريا الجنوبية لإجراء محادثات “2 + 2” مع البلدين. بالإضافة إلى ذلك، في 12 مارس/آذار، سيعقد بايدن أول قمة فيديو بعنوان “الحوار الأمني الرباعي” مع قادة الهند واليابان وأستراليا.
وفيما يتعلق برغبة الولايات المتحدة في جذب الحلفاء والشركاء للقتال ضد الصين، ذكرت وكالة أنباء الأقمار الصناعية الروسية أن المصالح الوطنية المختلفة للولايات المتحدة والهند واليابان وأستراليا تحدد أنها لا يمكن أن تكون متجانسة. وعلى الرغم من أن المسؤولين الأمريكيين عبروا عن موقف متشدد تجاه الصين، إلا أنه في الشهرين الماضيين، ارتفع إجمالي حجم التجارة بين الصين والولايات المتحدة بنسبة 69.6%، ووصل فائض الصين مع الولايات المتحدة إلى 334.41 مليار يوان، بزيادة قدرها 88.2%. وهذا يدل على “الرغبة الملحة” للولايات المتحدة في الصين.
صرح رئيس مجلس الدولة، لي كه تشيانغ، في مؤتمر صحفي، عقده يوم 11 مارس/آذار، أنه في ظل الصدمات المتعددة العام 2020، لا يزال حجم التجارة الصينية – الأمريكية يصل إلى 4.1 تريليون يوان، بزيادة قدرها 8.8%، لذلك، “يجب تعزيز العلاقات الصينية ـ الأمريكية لتجاوز المسارات الوعرة”.
المصدر: صحيفة الشعب اليومية أونلاين.
العنوان الأساسي: “الصين وأمريكا يعلنان عن عقد حوار رفيع المستوى الأسبوع المقبل .. لماذا تم اختيار الموقع في ألاسكا؟”
مصدر الصور: العربي الجديد – الحرة.
موضوع ذا صلة: الإدارة الأمريكية الجديدة وقضية بحر الصين الجنوبي