من المتوقع أن تتلقى الإمارات العربية المتحدة طائراتها من طراز “إف – 35″، بحلول العام 2027، حسبما قال بلال صعب، الزميل البارز في معهد الشرق الأوسط والمسؤول السابق في البنتاغون عن التعاون الأمني في الشرق الأوسط، ضمن حديث خاص حيث “لا تزال الدولة الخليجية تحاول معرفة كيفية دمج هذه الطائرات في استراتيجياتها الدفاعية الوطنية وعند استلامها، سيحتاجون إلى معرفة كيفية الحفاظ عليها. هذه إحدى التحديات الكبرى التي تتطلب تعاوناً كبيراً من الولايات المتحدة ولكن دعونا نرى كيف سيتعامل بايدن مع ذلك.”
وأوقفت وزارة الخارجية مؤخراً مبيعات أسلحة جديدة للإمارات والسعودية كما أنهت الدعم الأميركي للحرب التي تقودها الرياض في اليمن، ويقول مسؤولون وخبراء إقليميون إن التحركات لا ينبغي أن تؤثر على العلاقات الاستراتيجية القائمة بين الولايات المتحدة ودول الشرق الأوسط.
وفي حديث خاص مع اللواء ركن طيار (م) عبدالله الهاشمي، يقول إنه “لا يوجد تأثير أو ضرر كبير في هذه التغييرات لأننا ننظر دائماً إلى الجانب الإيجابي. هذه أمور قد تحدث، لكن هناك رؤية خليجية واضحة تجاه المصالح المشتركة ولا يمكننا تجاوز أمننا القومي الخليجي”، مضيفاً وأضاف أنه بغض النظر عن التغييرات في ظل إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، إن العلاقات الاستراتيجية تظل واضحة ومستقرة، حيث قال “قد نختلف أحياناً، لكن الإمارات لن تذعن لأي قرار يتعارض مع رؤيتها وخططها. لدينا خططنا واستراتيجياتنا الخاصة، والولايات المتحدة مهتمة بالحفاظ على العلاقات مع دول الخليج.”
ويرجع ذلك بشكل أساسي إلى أن معظم دول الشرق الأوسط لديها أسلحة كافية على الأقل للعقدين المقبلين، في حين يتم دعمها بتكتم من قبل المجمّعات الصناعية العسكرية، وفقاً للعقيد المتقاعد بالقوات الجوية الكويتية د. ظافر محمد العجمي الذي قال “ليس من السهل على إدارة جديدة أن تبدأ في الاستغناء عن الوظائف داخل المجمع الصناعي العسكري. فهم بحاجة إلينا بقدر ما نحن بحاجة إليهم. هنا نرى مدى تأثير لوبي الدفاع والصناعة بالغ الأهمية، ولا أعتقد أن العلاقات ستتأثر حقاً.”
هنا، يوافق صعب بالقول “ليس هناك شك في أنه في المراحل المبكرة، سيعلن كلا الطرفين عن حدوث تغييرات حقيقية، لا سيما عندما يتعلق الأمر بانتهاكات حقوق الإنسان، لكنني على يقين من أنهم سيعودون إلى مبيعات الدفاع ولكن على الأرجح في أحجام أصغر.”
ويقول الدكتور خطار أبو دياب، أستاذ العلوم الجيو – سياسية في مركز باريس للجغرافيا السياسية، إنه على الرغم من أن التجميد لم يكن خارجاً عن المألوف في بداية الإدارة الجديدة، إلا أنه يبدو “أكثر ثباتاً في ظل إدارة بايدن لأنه يهدف إلى القضاء على إرث (سلفه دونالد) ترامب على أكمل وجه”، مضيفاً “في جميع الحالات، سلكت السعودية مسار التنويع، ولكن مثل الإمارات، فهي حريصة على إظهار أهميتها لاستراتيجية واشنطن واستقرارها.”
من جهته، يتوقّع صعب أن الأولوية الكبرى لدول الخليج لن تكون الاستحواذ – لأنهم قاموا بأكبر تحركاتهم خلال إدارة ترامب – لكنهم سيسعون بدلاً من ذلك للحفاظ على عمليات الشراء التي لم تتحقق بعد. “في الوقت الحالي، تتمثل أهم أولوياتهم في كيفية الحفاظ على الصفقات، لأن الحصول على معدات جديدة بعد الإنفاق الهائل خلال العامين الماضيين سيكون أمراً سخيفاً، خاصة اليوم بعد أن بدأت جهود التحول الدفاعي الرئيسية، على الأقل في الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية.”
ويُضيف صعب “باختصار، سيتعيّن على دول الخليج منح الإدارة الجديدة بعض الوقت لتحديد سياساتها تجاه المنطقة، والتي ستكون بالتأكيد مرتبطة بمسألة الاتفاق النووي الإيراني.”
حقيقة مهمة أخرى هي أن البنتاغون نقل إسرائيل إلى القيادة المركزية لتعزيز التعاون مع الدول العربية، بحسب العميد اللبناني المتقاعد ناجي ملاعب. “هل الدول العربية مستعدة حقاً للعمل مع إسرائيل من حيث التدريبات المشتركة والدفاعات الجوية المشتركة والأعمال الفنية؟” يتساءل ملاعب. “أعتقد أن الإدارة الأميركية ستجبرهم بطريقة أو أخرى على القيام بذلك قبل تجديد أي عقود أسلحة.”
من وجهة نظر أميركية، فإن لدى الرئيس بايدن وإدارته قرارات رئيسة لاتخاذها بشأن نهجهم تجاه الشرق الأوسط.
تقول ميشيل دن، مديرة برنامج الشرق الأوسط في مؤسسة كارنيغي، إنه “سيكون بايدن ثالث رئيس للولايات المتحدة على التوالي الذي يريد تقليص الوجود العسكري الأميركي والتدخل في المنطقة، لكنهم جميعاً كافحوا لمعرفة أفضل السبل للقيام بذلك.”
من هنا، اقترحت إدارة ترامب تسليح حلفاء، مثل إسرائيل والإمارات، بأسلحة متطورة كوسيلة لخروج الولايات المتحدة، لكن هناك الكثير في إدارة بايدن والكونغرس الذين يتساءلون عن النتائج المحتملة. وقالت دن “تشير الدلائل المبكرة إلى أن إدارة بايدن تفضل بيع الأسلحة الدفاعية بشكل أساسي واستخدام الدبلوماسية لتسوية النزاعات، ولا سيما اليمن.”
مصر
تنتظر مصر علاقة مستقرة نسبياً مع الإدارة الجديدة؛ على الرغم من أنه من غير المرجح أن تبيع الولايات المتحدة أسلحة جديدة قد تغير ميزان القوى في المنطقة، فإن الإدارة المصرية “ستحاول متابعة بعض الاتفاقات الحيوية”، حسبما قال محمد الكناني، الباحث العسكري والمحلل الدفاعي في المنتدى العربي لتحليل السياسات في القاهرة.
“سنحاول الحصول على صفقات تتعلق بترقية طائرات الهليكوبتر أباتشي وطائرات إف 16 المقاتلة ودبابات أبرامز إم 1 وفرقاطات بيري، وكذلك إنهاء صفقة طائرات الهليكوبتر Apache AH-64E Guardian الـ 10، مع ترقية الأسطول الحالي إلى نفس المعيار الجديد”، متوقعاً أن هذا يمكن أن يحدث في منتصف أو في نهاية ولاية بايدن.
ستدفع مصر أيضاً للحصول على مروحيات بحرية لمهام مكافحة الإرهاب وطائرات استطلاع بدون طيار، إذ وقال الكناني “سنضغط عليهم من خلال العلاقات العسكرية الجارية مع الدول الأوروبية والروسية والصينية، لذلك من المرجح أن تمارس شركات الأسلحة الأميركية ضغوطاً أكبر في الكونغرس بسبب هذه الصفقات النوعية الثقيلة المستمرة.”
فيما يتعلق بمعدات مكافحة الإرهاب وأمن الحدود، لا يتوقع الكناني أي تغيير، وخلص إلى أن “البلدين يحرصان على الحفاظ على العلاقات في هذا المجال خاصة فيما يتعلق بالتدريبات ومحاربة الإرهاب في شمال سيناء والمنطقة الغربية.”
المصدر: موقع الأمن والدفاع العربي.
مصدر الصور: الخليج أونلاين – يورو نيوز.
موضوع ذا صلة: إعادة النظر في وضع القوة الأمريكية في الشرق الأوسط