كان الخبر دائماً بمثابة سلعة، من جهة الحصول عليها؛ وأية جهة إعلامية، لا تسطيع جمع المعلومات لوجدها. لذلك، هي تحتاج إلى صحفيين ومراسلين محللين وخارجيين، ورغم كل ذلك لا توجد أية وسيلة تستطيع تغطية كل الجوانب حول العالم.

وقد أثار نمو الصحافة واتساع حقل نشاطها، خلق مؤسسات متخصصة في جمع ونقل الأخبار، حيث أن الوكالات الصحفية وجدت في فترة التلغراف الكهربائي منذ أواسط القرن الـ 19 وبدأ نجمها يصعد، وأصبحت هذه الوكالات في العصر الحديث تلعب دور وسيط لا غنى عنه في سوق الخبر ونشره، وقد أصبح تركيزها من الأهمية بمكان يتيح لها منع الاحتكار.

انبثق عن ذلك أنواع من الوكالات، الدولية والوطنية، مع بعض الوكالات المتخصصة وشبكات الأخبار التي من الممكن تسميتها اليوم “شبه رسمية”، إضافة إلى أجهزة التحرير ووسائل النقل والطباعة والنشر والتوزيع وغير ذلك.

تملك الوكالات الدولية حول العالم شبكة واسعة من المراسلين لها مكاتب في كل بلد، تجمع الأخبار وتحولها إلى الوكالات الأصغر (مؤسسات، صحافة، راديو، تلفزيون، إدارات عامة، مصارف، بورصات، وأحياناً إلى أفراد)، وفي كل يوم يتطور هذا الأمر خاصة مع تقدم التكنولوجيا ودخلت فيها الأقمار الصناعية.

لكن وبنفس الوقت، ارتفعت نسبة أجور وتكاليف هذه الصناعة أو المهنة، مما ساهم في تدعيم احتكار هذه الوكالات خاصة الكبرى، التي أصبحت خدماتها متعددة، من الخدمة العامة التي تغطي كامل الأحداث الراهنة الكبيرة، من حروب إلى اقتصاد أو أحداث فنية ورياضية وغير ذلك، ما أفرز تنافساً حاداً بين الوكالات على المستوى العالمي.

من أبرز الوكلات العالمية المعروفة:

• وكالات الصحافة الفرنسية: هي وريثة وكالة هافاس المؤسسة، عامي 1832 – 1835، والتي كانت أولى الوكالات العالمية الكبيرة وقد استعادت وكالة الصحافة الفرنسية – AFP بعد الحرب العالمية الثانية مكانة تلك الوكالة الفرنسية الكبيرة، العام 1957، ونالت منزلة هامة في السوق العالمي للأنباء.

• وكالة رويترز: وهي وريثة المكتب المؤسس في لندن، العام 1851، من قبل مستخدم كان يعمل في وكالة هافاس، وهي مؤسسة بالتعاون، منذ العام 1926، وخاصة بين 4 جمعيات للناشرين الصحفيين، وتعتبر مكاتبها الأكثر انتشاراً حول العالم وكذلك الأسرع.

• الوكالات الأمريكية: هي التي أمنت لنفسها داخل الولايات المتحدة زبائن أثرياء، واستغلت الانتشار الكبير للقوة الأمريكية مثل أسوشيتد برس – AP التي تعود في الأصل إلى اتحاد 6 صحف نيويوركية، العام 1948، اتفقت على وضع نهاية لمنافسة ضاربة كانت تقوم بينها للسبق في الحصول على الأنباء الأوروبية التي كانت تحملها البواخر العابرة للأطلسي.

• وكالة اليونايتد برس – UPI فقد ولدت العام 1958، باندماجها مع الانترناشيونال نيوز سيرفس، وهي مؤسسة تجارية كلاسيكية تنافس الأسوشيتد برس وتضاهيها في اتساع شبكتها.

• الوكالات الروسية: وأهمها وكالة تاس، وهي أكبر وكالة أنباء روسية، لكن تعدتها وكالة أنباء نوفوستي التي تقدم خدمات أكثر تنوعاً بأسلوب يتفق مع أسلوب الصحافة الغربية.

• الوكالات الوطنية: لكل بلد وكالة وطنية شبه رسمية تعمل غالباً بالاتصال مع الوكالات الدولية الكبرى وبنفس الوقت تعمل على تغطية الأنباء المحلية على اختلافها.

أخيراً، هنالك حلقات للأخبار القانونية التي تقوم على هامش عالم الوكالات المتخصصة، وذلك لنشر وتبادل الأنباء واللقاءات، حيث يزداد اعتماد الصحافة عليها واستعمال خدماتها القانونية.

مصدر الصورة: الغارديان.

موضوع ذا صلة: عولمة الإعلام وآثارها على تكوين هوية ما بعد الحداثة

عبد العزيز بدر القطان

مستشار قانوني – الكويت