حوار: سمر رضوان
حملت زيارة وفد حزب الله إلى روسيا الإتحادية أهمية بالغة نظراً إلى التعقيدات التي تواجه المنطقة على الصعيدين الإقليمي والدولي، فالزيارة حملت في طياتها الكثير من الدلالات، خصوصاً بظل الأوضاع الدخلية التي يعيشها لبنان، والتطورات الإقليمية التي يعتبر الحزب جزءاً مهما منها وفيها، لا سيما لجهة الدور المحوري الذي لعبه، وما زال، في الأزمة السورية؛ بالإضافة إلى دوره الأساسي في السياسة الداخلية اللبنانية.
عن تفاصيل هذه الزيارة ونتائجها وأبعادها على المستويين الداخلي والإقليمي، سأل “مركز سيتا” السيد عمار الموسوي، مسؤول العلاقات الدولية في حزب الله، عنها وعن أهم مجرياتها.
دعوة روسية
يهمنا أولاً التأكيد على أن التواصل بين حزب الله والأصدقاء في جمهورية روسيا الاتحادية قائم ومنتظم منذ فترة طويلة، والحوار يجري بطرق مختلفة حول جميع القضايا ذات الاهتمام المشترك، وقد جاءت زيارة وفد الحزب إلى موسكو بناءً على دعوة رسمية وجهت من قبل وزارة الخارجية الروسية، وكان واضحاً أن الهدف هو البحث بصورة مباشرة ومعمّقة في هذه الملفات، مع تقدير كبير أن تجربة التعاون بين الطرفين إكتسبت صدقية عالية خلال العمل المشترك في سوريا في محاربة التنظيمات الإرهابية.
وقد لمسنا حرصاً كبيراً على مواصلة وتفعيل هذا الحوار في مختلف القضايا مع تكثيف التشاور وجعله أكثر إنتظاماً، خصوصاً في هذه المرحلة التي تشهد تطورات وتحولات على كافة الصعد المحلية والإقليمية والدولية.
إن قراءتنا والأصدقاء الروس للمشهد الدولي وللتطورات الإقليمية تتراوح بين التطابق والتقارب في وجهات النظر، وهذا يجعل فرص التعاون والتلاقي تتزايد بصورة مطردة.
نقاش في الوقائع
لقد نوقشت هذه القضايا بصراحة ووضوح وشفافية، وكان الاتفاق على أن تثبيت الاستقرار في لبنان وعودته إلى سوريا هما مصلحة مشتركة للطرفين، كما هما مصلحة لكل من لبنان وسوريا وعموم المنطقة.
لا شك أن الأزمتين السياسية والاقتصادية في لبنان كانتا حاضرتين على طاولة البحث، وقد أظهر الجانب الروسي استعداده، بل رغبته، في التعاون ومد يد المساعدة، وكذلك الإنخراط أكثر فأكثر في معالجة هذه الملفات،؛ وفي المقابل، فقد أظهرنا حرصنا على أهمية تفعيل روسيا لدورها بما ينسجم مع موقعها وتاريخها ومكانتها، وقد وضعنا الأصدقاء الروس في صورة مساعيهم لتطبيع الأوضاع في سوريا وحل أزمة النازحين السوريين، فضلاً عن مسار العملية السياسية والفرص المتاحة للبدء في ورشة إعادة الإعمار، حيث جرى الإتفاق على أن هذه المسارات يجب أن تكون ترجمة للإنجازات الميدانية التي تحققت من خلال العمل المشترك في محاربة التنظيمات الإرهابية واستعادة سيطرة الدولة السورية على أراضيها ومواردها.
أيضاً، تطرّقنا إلى المعوقات التي تزال قائمة، وفي طليعتها استمرار سياسة الحصار الأمريكية والأوروبية لسوريا واستمرار عملية القرصنة عبر الإستيلاء على الموارد السورية في المناطق الشرقية والشمالية.
التعاون والإستثمار
إن مشروع التوجه شرقاً، الذي أعلن عنه سماحة الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصرالله، يمثل قراراً بعيد المدى، يهدف إلى توسيع دائرة الخيارات بالنسبة للبنان كبلد يحتاج إلى تعزيز تعاونه وشراكته مع كل الأصدقاء المحتملين، وأن لا يبقى عرضة للابتزاز، وواقعاً تحت تأثير الوصايات الغربية والعقوبات المالية والاقتصادية. ونحن نرى في روسيا، كما في الصين، خيارات واقعية ومفيدة لمصلحة لبنان، فضلاً عن دول الجوار التي تمثل مدى حيوياً له، أعني سوريا والعراق والأردن وإيران، وهذا ما شأنه أن يخفف من أعباء الأزمة الاقتصادية المتزايدة عليه.
كما ناقشنا أهمية المساهمة الروسية أسوة بالمساعي الأخرى من قبل العديد من الدول في الاستثمار في مشاريع البنى التحتية، وكذلك مشاريع الطاقة ومنها استخراج الغاز في الحقول البحرية، خصوصاً أن روسيا كبلد صديق للبنان لديها كل الخبرة والموارد التي تمكنها من المساهمة في هذه المجالات، الأمر الذي يحقق فوائد مشتركة للطرفين.
مصدر الصورة: القدس العربي.
موضوع ذا صلة: محاولة لرصد صورة روسيا في المنطقة العربية