لقد هيأ نجاح السلوكية المشهد لمناظرة الواقعية الجديدة في مواجهة الليبرالية الجديدة الذي طغى على النقاش الفكري الأساسي حول العلاقات الدولية الأمريكية منذ بداية عقد ثمانيات القرن العشرين.

ويقال إن الواقعيين الجدد قللوا من أهمية العلاقات العابرة للأمم، وقد سأل الليبراليون الجدد كيف يمكن لواقعية الاقتصاد العالمي، الذي يظن أنه السياق الذي تتفاعل فيه الدول، أن تؤثر بالطريقة التي ستتصرف بها الدول؟

لا يمكن التقليل من نجاح الليبرالية الجديدة، والحقيقة أن الليبرالية تفوقت على الواقعية بوصفها المرشد الأساسي للمعرفة، وقد ذهب البعض إلى القول بأنه نطراً لأن الواقعية الجديدة والليبرالية الجديدة تتشاركان في المقاربة العلمية، والمنهجية والمعرفة بما يتعلق بالعلاقات الدولية، فهذا يعني أن ذلك الجدل ليس بالحقيقة جدلاً أو أنه في أحسن الأحوال هو نقاش داخلي وليس نقاشاً خارجياً بين أكثر من إطار نظري، يكون الحال كذلك.

لكن أكاديمياً، تطغى هذه المواقف على الجدل الأساسي المتعلق بالعلاقات الدولية حيث هناك صوتان واضحان في جدالات السياسة المتعلقة بالأمن والاقتصاد السياسي العالميين، فكانت الليبرالية بديلاً للمقاربات الواقعية للعلاقات الدولية، ولدى الليبرالية تاريخاً طويلاً ونطاقاً واسعاً من المناهج المختلفة.

ومع أن الليبرالية الجديدة بدون أدنى شك هي الشكل المهيمن من الليبرالية في الجدل السياسي حول العلاقات الدولية، كانت هناك ولادة جديدة للاهتمام بالليبرالية المعيارية أو العالمية بتوكيدها على حقوق الإنسان والعدالة الاقتصادية والديمقراطية.

بالتالي، إن الفهم لأساسيات النظرية الليبرالية الخاصة بالعلاقات الدولية سيبين بشيء أساسي لاعتماد مقاربة متوازنة بالتالي، ذلك يمكن من فحص التطورات والحجج التي تعتمدها الليبرالية الأساسية في كل صورها من دون قبول تقييم بل فقط للتقاليد السياسية.

مصدر الصورة: وكالة الاناضول.

موضوع ذا صلة: دور القانون الدولي في الصراعات غير الدولية

عبد العزيز بدر القطان

مستشار قانوني – الكويت