شارك الخبر

مركز سيتا

لم يستطع قادة حزب العدالة والتنمية في المغرب، استيعاب وقع الهزيمة النكراء التي تكبدوها في انتخابات البرلمان، ، فتعددت ردود الأفعال وسط قادة التنظيم السياسي بين دعوة إلى استقالة الأمين العام للحزب، سعد الدين العثماني، وبين أصوات تقول إن ما حصل كانت نتيجة متوقعة.

تراجع كبير

بعد أن حقق حزب العدالة والتنمية نجاحاً كبيراً من 2011 – 2016، متصدراً بين جميع الأحزاب، تقهقهر اليوم هذا الحزب المحسوب تيار “الإسلام السياسي” إلى المرتبة الثامنة، في الانتخابات النيابية، بعدما نال 12 مقعدا فقط، بعدما كان متصدرا في انتخابات 2016 بـ125 مقعداً، وسارع الأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية، عبد الإله بنكيران، إلى دعوة العثماني لتقديم الاستقالة، على إثر الهزيمة “المؤلمة” التي لحقت بالحزب.

الجدير بالذكر أن بنكيران كان قد تزعم أول ائتلاف حكومي، في ضوء الدستور الجديد لسنة 2011، ثم جرى تكليفه بتشكيل الحكومة، سنة 2016، لكنه أخفق جمع الأغلبية، فتم إعفاؤه، وقام الملك محمد السادس، بتعيين سعد الدين العثماني.

صعود أحزاب جديدة

أعلن وزير الداخلية المغربي عبد الوافي الفتيت عن تصدر حزب التجمع الوطني للأحرار الليبرالي لنتائج الانتخابات التشريعية في المغرب بحصوله على 97 مقعداً، كما حصل حزب الأصالة والمعاصرة على 82 مقعداً، وحزب الاستقلال على 78 مقعداً، والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية على 35 مقعداً، وحزب الحركة الشعبية على 26 مقعداً، وحزب التقدم والاشتراكية على 20 مقعداً والاتحاد الدستوري على 18 مقعداً، والعدالة والتنمية على 12 مقعداً، بينما نالت باقي الأحزاب الأخرى 12 مقعداً.

وقال وزير الداخلية إن نسبة المشاركة في هذه الانتخابات التي تضمنت كذلك الانتخابات المحلية والجماعية، 50.35 في المئة، مقابل 42 في المئة في عام 2016، مضيفاً أن انتخابات الثامن من سبتمبر أيلول شهدت “مشاركة 8 ملايين و789 ألف و676 ناخب وناخبة، أي بزيادة 2 مليون و152 ألف و252 ناخب مقارنة مع الانتخابات التشريعية عام 2016″، وأن هذه “نسبة جد مهمة تعكس مدى الأهمية القصوى التي يوليها المواطن المغربي لهذه المحطة الانتخابية الهامة ولمختلف المؤسسات المنتخبة”.

نتائج مخيبة للتوقعات

على غرار بنكيران، دعت البرلمانية عن حزب العدالة والتنمية في المجلس المنتهية ولايته، أمينة ماء العينين، إلى استقالة سعد الدين العثماني، على خلفية النتائج المخيبة للآمال، وقالت ماء العينين في تدوينة على موقع “فيسبوك”، ” نتائج صادمة وقاسية وغير منتظرة حتى من أكثر المتشائمين”.

ووصفت ماء العينين ما حصل بـ”الاندحار المُحزن”، ثم خاطبت العثماني “تسلمت القيادة الحالية (الحزب) كبيراً قوياً متماسكاً وتُسَلِّمه اليوم ضعيفاً منكسراً”، أردفت عضوة حزب العدالة والتنمية أن هذا الأمر “ليس جلدا للذات أو محاولة لتعليق الفشل على قيادة الحزب، ولا داعي لأن يخلق الحزب تقاطباً جديداً بين تيار ينتقد القيادة وتيار يدافع عنها. لقد جربنا هذا الخيار، ويجب أن نعتبر بالنتائج”.

وفي هذا الصدد قال القيادي في حزب العدالة والتنمية، عزيز رباح، “لا أجد أي تفسير لهذه النتائج الكارثية، لو احتسبنا فقط الأعضاء والمتعاطفين وأسرهم والأقرباء والأصدقاء والجيران وبعض الموظفين الذين جربونا وبعض المقتنعين بعملنا وجهدنا ونزاهتنا، لو احتسبنا هذا فقط لكنا في الرتب الأولى وبامتياز”.

مركزية القرار

عد الهزيمة المدوية للحزب الإسلامي المعتدل مفاجأة كبيرة إذ ظلت تقديرات محللين ووسائل إعلام محلية ترشحه للمنافسة على المراتب الأولى، في غياب استطلاعات للرأي حول توجهات الناخبين قبل الاقتراع، يمنح الدستور الذي أقر في سياق تلك الاحتجاجات صلاحيات واسعة للحكومة والبرلمان، لكن الملك يحتفظ بمركزية القرار في القضايا الاستراتيجية والمشاريع الكبرى التي لا تتغير بالضرورة بتغيّر الحكومات.

وبعد خمسة أعوام على رأس الحكومة استطاع الحزب الحفاظ على موقعه وفاز بانتخابات 2016 بفارق مهم عن أقرب منافسيه، بقيادة أمينه العام السابق عبد الإله بنكيران. واشتهر الأخير بحضوره الإعلامي البارز وانتقاده المتواصل “التحكم”، في إشارة منه إلى الدولة العميقة، لكن بنكيران لم يستطع تشكيل حكومة ثانية لتشبثه برفض شروط وضعها عزيز أخنوش في أزمة سياسية استمرت أشهراً، قبل أن يعفيه الملك ويعين بدله الرجل الثاني في الحزب سعد الدين العثماني. وقبل الأخير أياما بعد ذلك بشروط أخنوش، ما أظهر الحزب في صورة ضعيفة.

ولعب حزب التجمع أدواراً رئيسية في حكومة العثماني حيث تولى فيها وزارات هامة مثل الزراعة، التي يسيرها أخنوش منذ 2007، والاقتصاد والمالية والصناعة والسياحة، لكن الأيام الأخيرة للانتخابات شهدت تصاعدا في المواجهة بين الحزبين حيث دخل بنكيران على خط الجدال مخاطبا أخنوش “رئاسة الحكومة تحتاج شخصية سياسية نزيهة نظيفة ليس حولها شبهات”. في المقابل، وصف أخنوش هذه التصريحات بأنّها “إقرار بالهزيمة” و”تستهدف فقط التشويش”.

أخيراً، تنافس حوالى 30 حزباً على نيل أصوات قرابة 18 مليون مغربي مسجّلين في القوائم الانتخابية، علماً أنّ عدد البالغين سن التصويت يقارب 25 مليوناً من أصل 36 مليوناً هو إجمالي عدد سكان المملكة، وأما انحسار دور العدالة والتنمية على غرار تونس التي يبدو أن المغرب العربي يريد أن يحد من أدوار التيارات الإسلامية بعدما كسبت سوء سمعة كبير إبان ثورات الربيع العربي، من خلال صعود تيارات ليبرالية اكثر تحرراً وانفتاحاً، وهذا ما يتطلع إليه الكثير من شعوب العالم بعدما اختبروا أسوأ تجربة ممكن أن تحدث على الإطلاق.

مصدر الأخبار: سيتا + وكالات.

مصدر الصور: الأخبار – ميدل إيست أونلاين.

موضوع ذا صلة: “منتدى المغرب اليوم”: خطوة نحو التنمية المستقبلة المستدامة


شارك الخبر
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •