سلمى الحاج*
أقيم في الدار البيضاء المغربية “منتدى المغرب اليوم – MTF” الذي نظمته مجموعة “لو ماتان – LE MATIN” الإعلامية، شارك فيه عدد من الشخصيات من دول أوروبا وأفريقيا والعالم العربي ضمت خبراء اقتصاديين وسياسيين ودبلوماسيين ورؤساء منتديات اقتصادية أفريقية وأوروبية وإعلاميين عرب وأجانب.
على مدى يوم كامل، أقيمت مداخلات وحلقات نقاش وألقيت كلمات أكد فيها المشاركون أن الجهوية المتقدمة تعد ورشاً مهمة بالنسبة إلى مستقبل المغرب والمنطقة العربية والأفريقية في ضوء الرهانات المتعلقة بالتنمية المستدامة والديمقراطية، إذ شكلت فعاليات “منتدى المغرب اليوم” حول “الفوارق الجهوية منظومة اقتصادية من أجل تنمية مستدامة” ملتقى دولياً لتقييم ورش الجهوية المتقدمة في المغرب، والتناظر بين عدد من المسؤولين والخبراء المحليين والدوليين، حول رهانات الجهوية والتحديات التي تواجهها.
شددت المناظرات والكلمات والحوارات على تأكيد أهمية تسريع مخطط الجهوية المتقدمة، بإعتبارها ورشاً كبيرة يقتضي انخراط مختلف الفاعلين فيها، والتزام كافة القوى الحية، والهيئات الاجتماعية، في بنائها بروح المسؤولية العالية، ومواكبة مختلف مراحله بما يلزم من التعبئة والاقناع.
الجدير ذكره هنا أن رفع التحديات يستوجب إصلاحات داخلية عميقة والجهوية، أو الادارة المحلية على مستوى المحافظة، تحمل في طياتها نقاطاً أساسية للإقلاع بالاقتصاد الوطني، والمتمثلة في الحوكمة الجيدة، والإدارة الناجعة، واللامركزية، والتخطيط الإستراتيجي، والشراكة بين القطاعين الخاص والعام.
خلال الجلسة الافتتاحية، التي عقدت برعاية جلالة الملك محمد السادس، أكد المشاركون على أهمية منح المجالس الإقليمية صلاحيات واختصاصات من شأنها تنفيذ مشاريع محلية تعمل على رفع مستوى التنمية، وخلق فرص عمل، وتحسين الظروف المعيشية من أجل تعزيز حالة المواطنة لما فيه من الخير العام على الوطن والمواطن، إذ توزعت المحاور على ورش ثلاث:
الورشة الأولى كانت بعنوان “إضفاء الطابع الإقليمي وتفويض السلطة ومشاركة أصحاب المصلحة”.
الورشة الثانية كانت بعنوان “إضفاء الطابع الإقليمي والاستراتيجية من أسفل إلى أعلى: ما هي القيمة المضافة للمواطن؟”.
أما الورشة الورشة الثالثة والخيرة فكانت بعنوان “التنافسية والتكامل بين الأقاليم وتقاسم النمو: كيفية الوصول إلى مثل هذا التنوع”.
وبحسب المشاركين، إن التحديات كبيرة “ونحن أمام واقع مأزوم على أكثر من مستوى إلا أنه لا بد من العمل والسير بتعزيز الجهوية لأنها أصبحت نموذجا للتنمية الاقتصادية والاجتماعية.”
وفي الختام، أقر المشاركون مجموعة من التوصيات والمقترحات من أجل جعل الجهوية نموذجاً يحتذى به، وتشكل رافعة مهمة للسلام ولإزدهار الدول العربية والأفريقية.
يذكر أن “منتدى المغرب اليوم”، الذي تم إطلاقه سنة 2016، شكل أرضية للتبادل الفكري حول الرؤية الملكية من أجل تنمية شاملة بإفريقيا، بينما دورة 2017، شكلت فرصة لتقريب مفهوم ريادة الأعمال الاجتماعية الوطنية والإقليمية والعالمية.
وخلال المؤتمر، كان هناك جهود كبيرة لمجموعة “لو ماتان”، التي تنظم هذه الفاعلية التي تمنح من خلالها فرصة لمناقشة الإصلاحات العميقة التي عرفتها المملكة في مجال الحوكمة المحلية وتقييم ما تم إنجازه وما يتعين القيام به من أجل استكمال سيرورة الجهوية المتقدمة وإزالة الغموض عن هذا المفهوم وتسليط الضوء على آثار الجهوية على المواطنين ولإثبات أن الجهوية تعد رافعة هامة للسلام والازدهار للدول العربية والأفريقية.
إضافة إلى ذلك، يشكل المركز التفكير في المجموعة أرضية خصبة للقاءات والحوار بين القطاعين العام والخاص، والشركاء الجامعيين، والفاعلين الاقتصاديين، والمنظمات الدولية والمجتمع المدني الوطني والدولي، وهو بذلك قاعدة للإنتاج الفكري في أفق جيو استراتيجي، يرمي إلى ترسيخ وتعميق وإغناء التفكير الهادف إلى خدمة قضايا التنمية المشتركة في شموليتها.
*إعلامية لبنانية
مصدر الصورة: جريدة الصحراء المغربية.