هناك معتقدات وأفكار غالباً ما تكون بقربنا، لكننا لا نشعر بها، ولا حتى بوجودها، لها صلة بطرق عيشنا وتفكيرنا، ونمارسها بكل يُسر لاعتقادنا أنها حقيقية، كما في حالة الإيديولوجيا حيث يتم تحديد موقف فكري معين يربط الأفكار في مختلف الميادين الفكرية والسياسية والأخلاقية والفلسفية.
بالتالي، إن الإيديولوجيا تعني مجموعة المعتقدات والأفكار التي تؤثرعلى نظرتنا للعالم، ونستطيع أن نقول إنها مجموعة من القيم والمشاعر التي نتمسك بها بشكل كبير، وهي تشبه “الفلتر” الذي نرى من خلاله كل شيء وكل شخص، يظن أن معتقداته وأفكاره هي الشيء الطبيعي والحقيقي، ولا شيء سواها، حتى لو كانت تلك المعتقدات خاطئة، لأن العقل يجعل الإنسان يعتقد أنها الحقيقة، لأنها جزء من مجموعة أفكار يؤمن بها.
وعليه، الإيديولوجية هي ناتج عملية تكوين نسق فكري عام يفسر الطبيعة والمجتمع والفرد، ويحدد موقف فكري معين يربط الأفكار في مختلف الميادين.
الدين مثلاً، هو أحد أنواع الإيديولوجيا، حيث يؤثر المعتقد الديني على آراء الشخص. كذلك، هناك أنواع أخرى منها تتسم بالتعقيد، لكثرة تفاصيلها كـ “الماركسية”؛ على سبيل المثال، هناك إيدولوجيا تقول “لا تثق بأي شخص عمره أكثر من 30 عاماً”. وهذه إيديولوجية بسيطة كان يؤمن بها العديد من الشباب الأميركيين في ستينيات القرن الماضي.
وفي بعض الأحيان، إن الأفكار التي تتكون منها الأيديولوجية تتعارض مع بعضها البعض، وبالمثل، في بعض الأحيان فإن آراء الشخص “إيدولوجيته” تتحول وتتغير بشكل كبير على مر الزمن؛ على سبيل المثال، كان الزعيم الإيطالي بنيتو موسوليني شيوعياً عندما كان صغير السن، ثم أصبح فاشياً، لكن حقيقة أن الفاشية كانت ضد الشيوعية لم تضايقه.
أيضاً، لدينا بعض الإيديولوجيات المفصلة والمتقنة – مثل بعض المعتقدات الدينية – لا توجد بها تقريباً أية مساحة للمناورة وبها إجابات على جميع الأسئلة. أما الإيديولوجيات الأخرى فبها قدر كبير من المرونة، مثل التعليم المسيحي الكاثوليكي، الذي يوضح بشكل مفصل معتقدات الكنيسة الكاثوليكية، ويتكون من آلاف الصفحات الطويلة ويغطي تقريباً كل موضوع يمكن تخيله؛ في المقابل، فإن إيديولوجية التحررية تشجع الأفراد على اتخاذ قراراتهم بأنفسهم.
ختاماً، لعبت الإيديولوجيات السياسية دوراً رئيسياً في تشكيل التاريخ من خلال الحكومات والحركات السياسية، على غرار الأناركية – الحكم المُطلق – الليبرالية – التيار المحافظ – الاشتراكية.
مصدر الصورة:
موضوع ذا صلة: النيوليبرالية.. هيمنة اقتصادية على حياة الشعوب
مستشار قانوني – الكويت