جزء من خطة التدمير الشامل لروسيا ومحوها عن وجه الأرض، باتت تظهر وتتكشف تباعاً أمام الرأي العام العالمي. بدأت الأمور تتكشف بشكل متواتر ومتسارع بعد أن قامت القيادة الروسية بفضح المخطط المرسوم بشكل جهنمي للقضاء عليها عن بكرة أبيها، وجعل أوكرانيا منصة لهذا الهجوم سواء العسكري التقليدي أم البيولوجي الوبائي، حيث تم التحضير له بدقة منذ عدة أعوام.

لقد نشرت – قبل أن تعلن الدولة الروسية عن هذا المخطط – كتاباً بعنوان “جلادو الجحيم – الحرب البكتريولوجية”، شرحنا فيه أين وكيف تمت عملية تطوير الأسلحة البكتريولوجية.

هذا يتطابق مع ما أعلنته وزارة الدفاع في الإتحاد الروسي عن إجراء تجارب في أوكرانيا مع عينات من فيروس “كورونا الخفافيش”.

تناولتُ في الكتاب الكثير من التفاصيل، وذكرت وجود ما لا يقل عن 13 مختبراً في أوكرانيا بإمكانها انتاج أسلحة بكتريولوجية قبل عامين، كانت آخر مرة في سبتمبر/أيلول 2021 خلال المنتدى الدولي في خاباروفسك، حيث اكتشف سكوت بينيت، الضابط السابق في الكتيبة الـ 11 للعمليات النفسية، أن هناك مختبرات في أوكرانيا يتم فيها تصنيع أسلحة بيولوجية، وهي منتشرة في جميع أنحاء البلاد، في لفيف وأوزجورود وفينيتسا وكييف وأوديسا وخيرسون وخاركوف، كما يدعي بينيت أن الولايات المتحدة قد دعمت عمل المتخصصين في المختبرات الأوكرانية.

إدعى سكوت بينيت – Scott Bennett، قائد الكتيبة 11، أن السلطات الأوكرانية عرضت عليه أموالاً طائلة مقابل ذلك من أجل بسط سيطرتها على الحكومة والتسلل إلى أراضي دونيتسك ولوغانسك، ثم إلى روسيا؛ ووفقاً لبينيت، في حالة نشوب نزاع عسكري مع روسيا، ستصبح أوكرانيا واحدة من القواعد الأولى التي يمكن الضرب من خلالها.

هذا جزء مما سيلي. لقد حدثت حالات وفاة غريبة في خاركوف شاهدها نشطاء أوكرانيون؛ على سبيل المثال، صرح رئيس منظمة خاركيف العامة “روس تريدينايا”، سيرغي مويسيف، سابقاً أنه تم تسجيل تفشي إنفلونزا غريبة جداً بالقرب من خاركوف، مما أدى إلى مقتل العشرات من الأشخاص. وبحسب مويسيف، فإن السبب في ذلك هو اختبار فيروسات من أنواع مختلفة على البشر؛ بالإضافة إلى ذلك، تم إجراء تجارب مماثلة على الحيوانات.

في هذا المجال أيضاً، قال سكوت بينيت إن الولايات المتحدة تستخدم هذه المعامل لتطوير أسلحة بيولوجية من خلال متعاقدين، إنهم يعملون تحت رعاية مكتب “فورت ديتريك” للبحوث العلمية المتقدمة (المختبر العسكري الرئيسي للولايات المتحدة). ووفقاً لبينت، كان يعمل كأحد المقاولين في “شركة بوز ألن هاملتون”، وزميلي إدوارد سنودن عمل هناك أيضاً.

ضمن السياق نفسه، تلقت وزارة الدفاع الروسية وثائق تشير إلى أن المعامل كانت تعمل على علاج إنفلونزا الخنازير – H1N1 الإفريقية والجمرة الخبيثة – Anthrax؛ بالإضافة إلى ذلك، أجريت تجارب على فيروس “كورونا”، حيث قال المتحدث بإسم وزارة الدفاع الروسية، اللواء إيغور كوناشينكوف، إن أحد أهداف البحث هو إنشاء آلية للإنتشار السري لمسببات الأمراض الفتاكة.

إقرأ أيضاً: سلسلة المختبرات البكتريولوجية: أوكرانيا بعد جورجيا

علمت الوكالة أيضاً بمشروع UP-4؛ وفي إطاره، تمت دراسة إمكانية نقل الأمراض الخطيرة بشكل خاص بمساعدة الطيور المهاجرة، إذ قالت وزارة الدفاع “من بين جميع الأساليب التي تم تطويرها في الولايات المتحدة لزعزعة استقرار الوضع الوبائي، تعد هذه الطريقة واحدة من أكثر الأساليب تهوراً وغير مسؤولة، لأنها لا تسمح بالتحكم في مزيد من تطور الوضع.”

من التطورات الجديدة في هذا الإطار، دمرت القوات الروسية 13 معملاً للأسلحة البيولوجية في أنحاء أوكرانيا، بعضها تحت الأرض؛ لذا، كان عليهم تنفيذ عدة انفجارات لتدميرها، ونقلت مصادر أن لدى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، معلومات تفيد بأن الغرب – المعهد الأمريكي للصحة والمعهد الفرنسي للصحة والمركز الألماني لأبحاث العدوى – قد ضخ مليارات الدولارات من دافعي الضرائب في تلك البلدان إلى أوكرانيا لتطوير أسلحة بيولوجية تحت ستار المِنح البحثية، وهذا الأمر سيُعلن عنه من قبل الرئيس نفسه عندما يحين وقته.

وفقاً للرئيس بوتين، كان الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلنيسكي، على علم بالمختبرات وتلقى رشاوى مقابل السماح لها بالعمل في الخفاء ودون إشراف رسمي؛ فبالرغم من التحذيرات الروسية الكثيرة بشأن تفكيك المعامل في فبراير/شباط 2020، حذر الرئيس بوتين من أنه سيفعل ذلك بنفسه إذا لم يمتثل الرئيس زيلينسكي الذي سيعرض شعبه للخطر.

كما سمى الرئيس بوتين إسرائيل، حيث أشار إلى أن وزارة الصحة الإسرائيلية وجهاز الاستخبارات – الموساد أطلقا مختبر بيولوجي في جزيرة الثعبان الأوكرانية، الواقعة في البحر الأسود بالقرب من دلتا الدانوب والتي تلعب دوراً مهماً في تحديد المياه الإقليمية الأوكرانية، حيث شارك هذا المختبر في بحث عن نوع مميت من “داء الكلب” المحمول جواً، والذي إذا تم رشه بحيث يمكنه تدمير الأرض مع معدل وفيات يقارب على الـ 100%.

في الختام، لقد أكد الرئيس بوتين أنه اتخذ الاحتياطات اللازمة لضمان إصابة جميع مسببات الأمراض وأنها فعالة بما يكفي لجعلها خاملة وعديمة الفعالية، لكن لم يُعرف ما إذا كانت الذخائر الحرارية قد استخدمت بالفعل. لكن وعلى يبدو، إن هذا الاحتمال ما زال قائماً، ولكن ضرب مبنى واحد من هذه المعامل قد يدمر المدينة بأكملها ويحولها إلى رماد.

مصدر الصورة: AP.

موضوع ذا صلة: مختبر الحرب البكتريولوجية الأمريكي: التنظيم والعمل (جورجيا مثالاً)

ألكسندر زفياغينتسيف

نائب المدعي العام الروسي السابق / عضو المنظمة الدولية للمدعين العامين – روسيا