مركز سيتا

لأكثر من ثلاثة أسابيع، لم تتمكن دول الاتحاد الأوروبي من التوصل إلى حل وسط بشأن الحزمة السادسة من العقوبات ضد روسيا، والتي، وفقاً للمفوضية الأوروبية، يجب أن تشمل حظراً على النفط.

فشل غربي

فشلت لجنة الممثلين الدائمين في الاتحاد الأوروبي في التوصل إلى حل وسط بشأن نسخة أخف من الحظر النفطي المفروض على روسيا، والتي تنص فقط على حظر إمدادات النفط عن طريق البحر، في اجتماع طارئ قبل قمة الاتحاد الأوروبي، وفقاً لمصدر في مؤسسات الاتحاد الأوروبي في بروكسل، وأوضح أن القرار بشأن الحظر النفطي، وهو جزء من مسودة الحزمة السادسة من العقوبات ضد روسيا، غير مرجح أيضاً في قمة الاتحاد الأوروبي.

بالتالي سيتعين على المجتمعين النظر في تفاصيل إضافية في اجتماع آخر مقبل، اكن المؤكد وفق الرؤية الأوروبية أن جميع الدول مصممة على الحد من إمدادات النفط الروسي، لكن الوضع يتطلب المزيد من الموافقات.

وفي حال فشل قادة الاتحاد الأوروبي في قمة 30 -31 مايو/ أيار في التوصل إلى اتفاق بشأن الحزمة السادسة من العقوبات ضد روسيا، فإن ذلك على الأقل “سيخلق ديناميكيات إيجابية في هذا الاتجاه”، مما يعطي فرصة أخرى حتى نهاية يونيو/ حزيران، موعد القمة المقبلة.

حجر عثرة

أكدت تقارير سابقة تفيد بأن المفوضية الأوروبية وافقت على مطالب المجر بتأجيل الحظر على إمدادات النفط عبر خط أنابيب دروجبا والآن يتعلق الأمر فقط بفرض قيود على نقل النفط عن طريق البحر.

إذ أن هناك دول تعتمد بنسبة 100٪ على النفط الروسي مثل المجر، والتخلي عن النفط الروسي وفق الخارجية المجرية نسف للاقتصاد المجري، بالتالي يحتاج أعضاء الاتحاد الأوروبي إلى الاتفاق على كيفية تدفق النفط عبر دول الاتحاد الأوروبي الأخرى، وهذا الأمر يستغرق أياماً وحتى أسابيع “إذا تم التمكن من نقل النفط عن طريق البحر، فإن هذا سيسمح بخفض إمدادات النفط الروسي إلى دول الاتحاد الأوروبي بمقدار الثلثين”.

إقرأ أيضاً: هل ما زال الاتحاد الأوروبي قادراً على تحمّل المواجهة مع روسيا؟

وهذه ليست العقبة الوحيدة، فهناك أيضاً، قضية مهمة أخرى وهي مستوى الأسعار، ستطلب قمة الاتحاد الأوروبي من المفوضية الأوروبية النظر في إمكانيات الحد من الضرر الناجم عن ذلك بالتعاون مع الشركاء الدوليين، ولكن هذه المشكلة لا يمكن حلها على مستوى الاتحاد الأوروبي وحده”.

خطة بروكسل

اقترحت المفوضية الأوروبية فرض حظر على استيراد النفط الخام من الاتحاد الروسي بعد ستة أشهر من بدء نفاذ الحزمة السادسة، وعلى استيراد المنتجات البترولية اعتباراً من عام 2023، بالإضافة إلى ذلك، دعت رئيسة المفوضية الأوروبية، فون دير لاين إلى حظر نقل النفط الروسي بواسطة ناقلات أوروبية.

إلا أن المجر عارضت هذه الخطة وبدعم من سلوفاكيا، والعديد من دول الاتحاد الأوروبي الأخرى، إنهم مقتنعون بأن هذه الإجراءات ستوجه ضربة شديدة لاقتصاداتهم، وقد تكون مفيدة لروسيا على المدى الطويل، لأنها ستؤدي حتماً إلى زيادة أسعار النفط، وهو ما سيكون الاتحاد الروسي قادراً على تحقيقه في ضوء الجنوح الآسيوي لشراءه، وبخاصة الهند والصين.

من هنا، إن الضرر الذي لحق بالدول الأوروبية جراء العقوبات على روسيا، يبدو أنه بدأ يظهر للعلن، إذ وصل إلى حدود صعبة للغاية، وقلة من الدول التي رفضت الامتثال للقرارات الأوروبية هي التي يبدو أنها ستنعم بشتاء دافئ على عكس من اختاروا معاداة روسيا.

مصدر الصورة: AP.