مركز سيتا

قال وزير الخارجية الأمريكي، انتوني بلينكن، لم تسعَ إدارة واشنطن قط إلى قطع العلاقات مع الرياض، لكنها أرادت فقط تغييرها من خلال التأكيد على أهمية احترام حقوق الإنسان في المملكة العربية السعودية.

رأب الصدع

اليوم تحاول الولايات المتحدة الأمريكية رأب الصدع من خلال إعادة تشكيل علاقات مع المملكة أكثر مرونة، وهذا كان موقف الإدارة الأمريكية منذ البداية، حيث أكدت سعيها إلى إعادة تشكيل العلاقات مع المملكة العربية السعودية بدلاً من قطعها بحيث تعكس، بشكل أفضل مما كانت عليه في الماضي، المصالح الخاصة والمشتركة، وما الإعلان عن الزيارة المرتقبة للرئيس الأمريكي، جو بايدن إلا كأحد عناصر ذلك السعي أي إعطاء دور رئيسي في هذه العلاقات لحقوق الإنسان والحريات.

وأشار بلينكين إلى أن السلطات الأمريكية في وقت سابق على وجه الخصوص نشرت تقريراً عن مقتل الصحفي جمال خاشقجي عام 2018، كما اتخذت إجراءات ضد عدد من المسؤولين السعوديين المتورطين في ذلك، وصرحت وزيرة الخارجية الأمريكية أن العلاقات بين واشنطن والرياض “تؤثر على مصالح كثيرة”، مضيفاً، “نحاول أن نأخذهم جميعاً في الاعتبار بطريقة تعكس مصالحنا وقيمنا على أفضل وجه، لكن الرئيس أوضح أنه سواء كنا نتحدث عن المملكة العربية السعودية أو شركاء آخرين حول العالم، أو خصوم ، فسوف نراقب حتى تنعكس حقوق الإنسان بشكل كامل في سياستنا الخارجية “.

حقيقة الزيارة

ولم يستبعد بايدن الأسبوع الماضي زيارته للسعودية قريباً، لكنه أوضح أنه لم يتم اتخاذ قرار نهائي في هذا الشأن بعد، وكانت قد ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن قرار بايدن زيارة المملكة العربية السعودية في يونيو/ حزيران الجاري واللقاء مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، حيث يعتزم الرئيس الأمريكي إعادة العلاقات بين البلدين التي تدهورت بعد اغتيال خاشقجي في تركيا.

إلا أن حقيقة الزيارة في حال إجرائها ستكون مخصصة لمحاولة خفض أسعار النفط وسط رغبة واشنطن في عزل روسيا بسبب العملية العسكرية في أوكرانيا.

بالتالي، في ظل المتغيرات الدولية، فُرضت بعض الأمور التي كانت مغايرة للواقع في أوقات سابقة، لكن كون بعض الدول حاجة إلى الغرب في ظل الظروف الحالية، توجب على أمريكا وغيرها من الشركاء إعادة حساباتهمن فسبق وأن زار دول الخليج، وزير الطاقة الألماني، وتبعه بوقت قصير، رئيس وزراء البريطاني، فيما كانت نوايهما واضحة، من المؤكد أن الولايات المتحدة تمر بذات الظروف، في ظل ارتفاع أسعار الطاقة عالمياً وبدء نفاذ المخزون الأمريكي الذي قد يأخذ البلاد إلى طرق قد لا تستطيع أمريكا نفسها السيطرة عليها.

فرغم ما يُحاك للعالم العربي في أروقة الغرب، يبقى المنجد والمعين لهم في أزماتهم والتجربة الحالية خير دليل على هذا الأمر، الولايات المتحدة الأمريكية لا تستطيع التلويح بعصا حقوق الإنسان، وهي التي لها مجلدات في انتهاك هذه الحقوق.

مصدر الصورة: أرشيف سيتا.

موضوع ذا صلة: هل سيوطد فريق بايدن العلاقات الأمريكية – السعودية أم يفككها؟