مركز سيتا

اشتبك أنصار الرئيس البرازيلي السابق جاير بولسونارو مع الشرطة واقتحموا مبان حكومية في برازيليا – البرلمان والمحكمة الاتحادية العليا ومقر إقامة رئيس الدولة، وأدانت العديد من الشخصيات السياسية الدولية أفعال المتظاهرين وقالت إنها تدعم لويس إيناسيو لولو دا سيلفا وحكومته.

ماذا يحدث؟

عارض أنصار بولسونارو نتائج الانتخابات الرئاسية في أكتوبر، حيث خرجت حشود من المتظاهرين بأعلام برازيلية وملابس صفراء وخضراء، إلى وسط المدينة، وحطمت النوافذ في مباني البرلمان والمحكمة الفيدرالية العليا وفي قصر بلانالتو، مقر العمل لرئيس الدولة، حيث لم يتمكن حراس المباني الإدارية الخالية في أيام العطلات من مقاومة المخالفين.

وكانت قد ألقت مروحية تابعة للشرطة العسكرية من منطقة العاصمة الفيدرالية البرازيلية قنابل صوتية ومضيئة، بالإضافة إلى قنابل الغاز المسيل للدموع، على المتظاهرين، وبعد ساعات قليلة من بدء الاحتجاجات، تمكنت وحدات الشرطة في برازيليا من إجبار المتظاهرين على الخروج من المباني الحكومية التي استولوا عليها. في البداية، في وقت لاحق، أعلن محافظ العاصمة، إبانيس روشي، عن اعتقال أكثر من 400 شخص، وبحسب التقديرات الأولية، شارك حوالي 5000 شخص في الاحتجاجات.

وبحسب وسائل الإعلام المحلية، خلال المذابح في مباني السلطات الفيدرالية، أتلف المخربون أو أخذوا معهم قطعاً فنية مختلفة ذات قيمة تاريخية، مثل لوحات، تماثيل، وغير ذلك، لكن مكتب الرئيس لم يتضرر خلال الاقتحام، كما سرق المشاركون في التظاهرات المناهضة للحكومة، الذين دخلوا مبنى المقر الرئاسي، أسلحة تعود للحراس من هناك.

رد فعل السلطات

طلب أنصار لولا دا سيلفا من المدعي العام السماح باستخدام قوات الأمن الفيدرالية في برازيليا، كما تعهد الرئيس البرازيلي بتحديد هوية المخربين المتورطين في أعمال الشغب في عاصمة البلاد ومعاقبتهم. وعقد اجتماعا طارئاً مع الوزراء فيما يتعلق بأعمال الشغب، وتم فرض حالة الطوارئ في برازيليا حتى نهاية الهر الجاري، كما طالب مكتب المدعي العام البرازيلي، الذي يمثل مصالح الحكومة، باعتقال الرئيس السابق لجهاز الأمن العام بالعاصمة أندرسون توريس.

من جانبه، طالب المدعي العام البرازيلي أوغستو أراس مكتب المدعي العام في المقاطعة الفيدرالية للعاصمة ببدء تحقيق جنائي في أعمال الشغب في برازيليا، وتمت إقالة حاكم منطقة العاصمة الفيدرالية في البرازيل، إيبانيز روشو، مؤقتاً من قيادة المنطقة، وطلب العفو من رئيس الدولة وكذلك من قيادة السلطتين التشريعية والقضائية لاحتجاجات الشعب.

بدوره، قال الرئيس البرازيلي السابق جاير بولسونارو إن المتظاهرين المؤيدين له، الذين هاجموا المباني الحكومية في برازيليا، انتهكوا القانون، كما تفقد لولا دا سيلفا بنفسه القصر الرئاسي المدمر في برازيليا، في هذا الصدد قال المحلل السياسي، ليوناردو باز نيفيس من مؤسسة Getúlio Vargas، فإن أعمال الشغب في العاصمة البرازيلية تذكرنا بالأحداث التي وقعت قبل عامين في الولايات المتحدة، عندما اقتحم أنصار الرئيس السابق دونالد ترامب مبنى الكونغرس، ووفقاً له ما حدث في برازيليا سيسبب ضرراً شديداً لصورة البلاد الدولية وستكون له عواقب أكثر خطورة عليها من محاولة الاستيلاء على مبنى الكابيتول لواشنطن.

أما المحلل السياسي، كارلوس بيريرا، فيرى أنه بعد الاحتجاجات، من المتوقع أن تلتف المؤسسة السياسية البرازيلية حول المؤسسات الديمقراطية للدولة.

رد الفعل الدولي

أدان الرئيس الأمريكي جو بايدن والزعيم الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو والرئيس الأرجنتيني ألبرتو فرنانديز والزعيم التشيلي غابرييل بوريك والرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي والرئيس المكسيكي أندريس لوبيز أوبرادور والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الاضطرابات في برازيليا.

وقال رئيس المجلس الأوروبي تشارلز ميشيل ومنسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إن الاتحاد الأوروبي يدين استيلاء المتظاهرين على البرلمان والمكاتب الحكومية في البرازيل ويعرب عن دعمه الكامل للولا دا سيلفا، ووصف نائب رئيس مجلس الاتحاد الروسي، كونستانتين كوساتشيف أعمال الشغب بأنها “لا معنى لها”، أما وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي، فقال إن ولايته تدعم بالكامل لولا دا سيلفا على خلفية الاحتجاجات المناهضة للحكومة في هذا البلد.

كما دعا وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين إلى وضع حد فوري للاحتجاجات في البرازيل، ووصف الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو المؤيدين المشاركين للرئيس السابق جايير بولسونارو بأنهم فاشيون جدد، بينما قال وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، نائب رئيس الوزراء الإيطالي أنطونيو تاجاني، إنه يجب احترام نتائج الانتخابات الرئاسية البرازيلية.

ووصف رئيس الإكوادور، غييرمو لاسو، الاحتجاجات بأنها لا تحترم الديمقراطية، ودعا الرئيس الكولومبي جوستافو بيترو إلى عقد اجتماع عاجل لمنظمة الدول الأمريكية فيما يتعلق بالأحداث في البرازيل، والتي وصفها بأنها ضربة الفاشية للديمقراطية، ووصف الأمين العام لمنظمة الدول الأمريكية لويس ألماغرو هجمات أنصار بولسونارو على مؤسسات الدولة بأنها “فاشية”.

ووصف وزير الخارجية الأرجنتيني سانتياغو كافيرو تصرفات أنصار بولسونارو بأنها محاولة انقلابية، ووصفت سلطات نيكاراغوا الاحتجاجات بأنها محاولة انقلاب إرهابي.

أخيراً، نصحت السفارة الروسية في البرازيل موظفيها والمواطنين الروس في برازيليا “بتقييد الوصول إلى المدينة وتجنب الازدحام” فيما يتعلق بأعمال الشغب.

بالنتيجة يبدو أن وصول لولا دا سيلفا للحكم لم يعجب البعض وما أعمال الشغب إلا لقراءة الأوضاع على الأرض، بالنظر عن تاريخ لولا دا سيلفا المعروف بمناهضته للهيمنة الأمريكية والإمبريالية.

مصدر الصور: أرشيف سيتا + ميدل إيست.

إقرأ أيضاً: البرازيل على مفترق طرق