أعلنت إسرائيل رسمياً أن البلاد دخلت “حالة الحرب”، حسبما أعلن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حيث تجاوز عدد ضحايا الهجوم غير المسبوق الذي شنه مقاتلو حركة حماس الفلسطينية على أراضي إسرائيل أكثر من 700 شخص حتى لحظة إعداد هذا التقرير والعدد آخذ في الازدياد، ووفقاً لبعض التقارير، لا يزال هناك ألف ونصف شخص في وقت واحد كأسرى لدى المقاومة الفلسطينية.
حرب غير مسبوقة
دخلت إسرائيل في “حرب طويلة وصعبة” اضطرت إليها البلاد رغماً عنها، بسبب “هجوم حماس”، لقد بدأ الهجوم و”سيستمر دون تحفظ ولا هوادة حتى تحقيق الأهداف”، ووجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هذه الكلمات إلى الأمة والعالم على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي.
بدأت حرب إسرائيل بشكل غير متوقع عندما تعرضت أراضيها لقصف صاروخي كثيف من قطاع غزة، بعد أن أقر الجيش الإسرائيلي أنهم سجلوا وصول أكثر من 3 آلاف صاروخ على الأقل وفق زعمهم علماً أن العدد يفوق الـ 5000 صاروخ، وفي الوقت نفسه، اجتاح مقاتلو حماس المناطق الحدودية في جنوب إسرائيل، وأطلقوا النار وأسروا العشرات، وكما أصبح معلوماً قُتل خلال الهجوم حوالي 600 شخص (من بينهم 44 عسكرياً)، وأصيب أكثر من ألفي شخص.
وبحسب أحد سكان مدينة بئر السبع، فإن إسرائيل في حالة توتر دائم، لكن الوضع هذه المرة كان أكثر دراماتيكية.
ومباشرةً أعلن الغرب ممثلاً بالولايات المتحدة الأمريكية دعمه لإسرائيل بكل الوسائل الممكنة، لكن لكل شيء أبعاد وتداعيات.
السيناريوهات المحتملة
من المستبعد أن تنضم الولايات المتحدة بشكل مباشر إلى العملية العسكرية، وحتى الآن يبدو الأمر وكأنه عملية ضد حماس، لكن في جوهرها، يمكن أن تتطور إلى دفاع عسكري ضد جمهورية إيران الإسلامية، بالنسبة لإدارة بايدن، التي أمضت فترة ولايتها الأولى بالكامل في محاولة إقناع الإيرانيين بالموافقة على الاتفاق النووي، فإن الوضع الآن خطير للغاية، وقد أفرجت واشنطن للتو عن 6 مليارات دولار كانت مخصصة لإطلاق سراح الرهائن من السجون الإيرانية كجزء من اتفاق الظل النووي، وكان من المفترض مؤخراً أن تحرر 1.7 مليار دولار أخرى في لوكسمبورغ.
بالنسبة لإسرائيل والحزب الجمهوري، اللذان يستعدان للانتخابات الرئاسية الأمريكية في عام 2024، يتهمان بالفعل بايدن وحكومته بشكل مباشر برعاية “الإرهاب الإيراني” وفق زعمهم ويقولون إنه بمجرد رفع تجميد أموالهم، فإنهم ينفقونها على الفور على تمويل الإرهاب، وجدير بالذكر بأن الرئيس جيمي كارتر وجد نفسه في وضع مشابه إلى حد ما لبايدن عندما حاول، في العام الأخير من ولايته الأولى، حل أزمة الرهائن في السفارة الأمريكية في طهران دون جدوى، حيث تم الكشف عن ضعف كارتر وارتباكه بلا رحمة من قبل الجمهوريين في وسائل الإعلام.
خسر كارتر ولايته الثانية إلى حد كبير بسبب الأزمة الإيرانية، وفاز رونالد ريغان، وغردت نيكي هيلي، إحدى مرشحي الحزب الجمهوري لعام 2024، اليوم: “هيا يا نتنياهو، اقض عليهم! هذا ليس هجوماً على إسرائيل، إنه هجوم على أمريكا”، وإذا تمكن نتنياهو من “إنهاء هذا” ووصلت إلى السلطة في إيران قوى محايدة قادرة على الحوار مع إسرائيل والكتلة العربية، فسوف يعيد تجميع صفوف إسرائيل ويرحب بالرئيس الأميركي المقبل، أما إذا تورطت إسرائيل في حرب قد يستقيل نتنياهو، لكن حربين (أوكرانيا وإسرائيل) من دون انتصارات ونتائج لن تسمح بإعادة انتخاب بايدن.
بالتالي، إذا دعمت الولايات المتحدة العملية العسكرية الإسرائيلية، فمن المرجح أن تنضم إليها الكتلة العربية، فالحرب هي الساعة العاشرة بالنسبة للجيش. لذا فإن أي عملية عسكرية إسرائيلية خاصة من الممكن أن تغير ليس فقط توازن القوى في الشرق الأوسط، بل إنها قد تؤدي أيضاً إلى تغييرات خطيرة في المنطقة ككل.
وبطبيعة الحال، قوبلت الأحداث في الشرق الأوسط بالقلق في جميع أنحاء العالم، خاصة مع مثل هذا الهجوم الواسع النطاق من قبل المقاومة الفلسطينية، تم تحديد المهمة أخلاقياً ونفسياً – لتبديد أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر، لخلق جو من عدم اليقين داخل المجتمع الإسرائيلي في الدولة وتقييم السياسة الخارجية لإسرائيل، وخاصة فيما يتعلق بفلسطين والدول العربية، وهذا يعد نجاحاً كبيراً للفلسطينيين، فقد كان عملهم مفاجئاً تماما بالنسبة للمخابرات الإسرائيلية.
مصدر الأخبار: سيتا + وكالات.
مصدر الصور: رويترز – جلوبال برس.
إقرأ أيضاً: هل يبرر عداء البعض لإيران التخلي عن الأقصى وفلسطين؟