اعداد: يارا انبيعة

اختتم مؤتمر “دافوس” الـ 48 اعماله بعدما استضاف نحو 3 آلاف مشارك من 110 دولة، بينهم 70 رؤساء دول وحكومات، و38 رئيس منظمة دولية كبيرة، حيث شارك في المنتدى قادة من مجموعة السبع، بينهم الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، ورئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، ورئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو.

كما حضر المنتدى رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، ووفد أميركي يتألف من الرئيس الامريكي، دونالد ترامب، ووزير خارجيته، ريكس تيلرسون، ووزير تجارته، ويلبور روسن ومستشاره (وصهره)، جاريد كوشنر، اضافة الى الأمين العام للأمم المتحدة، انطونيو غوتيريش، والموفد الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، والمدير العام لمنظمة التجارة العالمية، روبرتو أزيفيدو، ومفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، الامير زيد رعد الحسين.

وركزت أهم محاور هذه الدورة على قضايا إصلاح النظام الرأسمالي القائم على مبدأ السوق، ومفهوم النمو الاقتصادي وتداعياته على تماسك المجتمعات في العالم، كما ركز على مفهوم بناء العلاقات بين الدول على أساس الميزان التجاري والحماية الاقتصادية.

“نحن مدينون للمجتمع”

ألقى رئيس الوزراء الكندي، جوستين ترودو، كلمة عن مواضيع المرأة، وفرص العمل، وتغير المناخ، والتجارة، وقال “اليوم، يسرني أن أعلن أن كندا والدول الأعضاء العشرة الآخرين المتبقين من الشراكة عبر المحيط الهادي أجروا مناقشات في طوكيو باليابان حول اتفاقية شاملة وتدريجية جديدة لشراكة منطقة المحيط الهادي.”

واختتم ترودو كلمته بالتذكير بـ “ان الناس في هذه القاعة يتمتعون بإمتياز كبير. نحن مدينون للمجتمع لاستخدام هذا الامتياز من أجل الخير، وينبغي أن نسأل أنفسنا، هل نريد أن نعيش في عالم حيث يختبئ الأغنياء في جيوبهم، في حين أن من حولهم يعانون؟ أم أننا نريد أن نساعد على خلق عالم يقوم على فكرة الإنصاف؟”

المساواة بين الجنسين

ناقش المشاركين في “دافوس” على موضوع هذا العام (2018) وهو “خلق مستقبل مشترك في عالم ممزق”، وهذه هي المرة الأولى التي يضم فيها الاجتماع السنوي للمنتدى فريقاً من الرؤساء المشاركين جميعهم من الإناث، حيث دعت رئيسة الوزراء النرويجية، إرنا سولبرغ، إلى التركيز على الفساد وتدفقات الأموال غير المشروعة وطالبت بإتخاذ إجراءات بشأن المساواة بين الجنسين، وقالت إن التعليم هو الخطوة الأولى مشددة على التأكد من أن الفتيات يشاركن بشكل كامل في التعليم.

الى ذلك، اعلنت تشينتا سينها، مؤسس ورئيس مؤسسة “مان ديشي للوصول المالي للجميع”، عن انشاء صندوق استثمار بديل لرائدات الأعمال بقيمة 100 مليون روبية.

ايضاً، دعت جيني روميتي، رئيس مجلس ادارة شركة “آي.بي.أم”، إلى اعتماد الشفافية في التكنولوجيا، مشيرة الى مجموعة من المبادئ اعدت لمستقبل العمل. كما عبرت ايزابيل كوشر، من شركة “آنجي” للغاز الطبيعي في فرنسا، عن رغبتها في التوفيق بين النمو الاقتصادي والتنمية مع الخير الاجتماعي.

اما فابيولا جيانوتي، الفيزيائية الإيطالية والمديرة العامة لمركز “سي.إي.ار.ان” للفيزياء الجزئية، قالت إن المعرفة والتعلم هما “شغف مشترك للبشرية جمعاء، والمعرفة العلمية ليس لديها جواز سفر، ولا تعرف جنس ولا حزب سياسي.”

وقالت شاران بورو، الأمينة العامة للاتحاد النقابي الدولي، ان العالم بحاجة الى “اعادة التفاوض على عقد اجتماعي جديد وإعادة كتابة القواعد، لقد بنينا هذا العالم المكسور، والآن نحن بحاجة إلى تعلم بعض الدروس وإعادة البناء.”

المرأة و”التحرش الجنسي”

تحدثت بيجي جونسون، أحد مديري شركة “مايكروسوفت”، عن مقدار الوقت الذي تهدر فيه النساء تجنب المواجهات الجنسية مع الزملاء الذكور وكبار السن، وطرق التحرش التى تحدث خلال العمل، وقالت “أنا في منصب السلطة الآن، ومع تزايد عدد النساء في السلطة، بدأت الأمور تتغير.”

وقالت النائبة الكندية، مريم مونسف، إن المرأة لها حليف في بعض عناصر الصحافة، مشيرة الى ان “وسائل الاعلام التقليدية تلعب دوراً ايجابياً. انها جزء من الحل.”

الى ذلك، شارك الممثل الهندي الاصل شاروخان، الحاصل على جائزة كريستال لعمله في الدفاع عن حقوق المرأة والطفل في الهند، في فعاليات المنتدى ايضاً حيث قال “لا يسمح للمرأة في المجتمع أن تأخذ قرارها، وهناك طرق وأساليب ومستويات مختلفة من الوحشية التي يذهب إليها الرجال حتى لا تكون النساء يختارون خيارهم وهذا هو الأكثر وحشية”، مضيفاً “ان الطرق التي تتعرض بها النساء للقمع مختلفة في جميع أنحاء العالم”، وأشاد بعمل رئيس الوزراء الهندي نارندرا مودي في مجال تعزيز وحماية المرأة.

“الحضارة أمام ثلاث تحديات كبيرة”

لأول مرة منذ 20 عاماً شارك رئيس الوزراء الهندي، نارندرا مودي، حيث قال ان تغير المناخ، والارهاب، والردود العنيفة ضد العولمة، هما أهم 3 تحديات تواجه الحضارة كما نعرفها.

وتحدث مودي، زعيم الاقتصاد الأسرع نمواً في العالم، عن فرص ومخاطر التكنولوجيا، وخطة الهند لمكافحة عدم المساواة في الدخل، وخلق فرص العمل اذ قال “ان التحديات التي نواجهها كثيرة كما انها شاقة”، متابعاً “ان الارهاب خطير، ولكن الأخطر هو التمييز المصطنع بين الإرهابيين الجيدين والأسريين”، متناولاً رفض مبادئ العولمة في بعض البلدان وأجزاء من العالم بالقول “ان العديد من المجتمعات والدول يتزايد تركيزها على نفسها.. يبدو أن عكس العولمة يحدث. ولا يمكن اعتبار الأثر السلبي لهذا النوع من الأولويات الذهنية والخاطئة أقل خطورة من تغير المناخ أو الإرهاب”، مضيفاً “ان الجميع يتحدثون عن عالم مترابط، لكن علينا أن نقبل حقيقة أن العولمة تباطأ في فقدان بريقها.”

اللاجئون

قالت الممثلة الامريكية كيت بلانشيت، والمشاركة بصفتها سفير للنوايا الحسنة لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لرفع مستوى الوعي بأزمة اللاجئين، بأن سفرها في جميع أنحاء العالم أظهر لها مدى عالمية المشكلة وأن هناك حاجة إلى حلول متعددة، وان جزءاً كبيراً من المشكلة يكمن في “التضليل” حول قضايا اللاجئين، مذنبون في وسائل الإعلام، مشيرة الى ان دول العالم النامي هي من تتحمل العبء، فالعالم المتطور لا يشارك في ذلك اذ “عليك أن تتذكر أن هؤلاء أبرياء.. والغالبية العظمى منهم يريدون العودة إلى ديارهم.”

مصدر الاخبار: وكالات

مصدر الصور: ايرام نيوز – فرانس 24 – الجزيرة.