إعداد: يارا انبيعة
إختتمت أعمال مؤتمر “عرب نت – بيروت 2018” التاسع، من 20 الى 22 فبراير/شباط 2018، برعاية رئيس الجمهورية اللبنانية، العماد ميشال عون، بالتعاون مع مصرف لبنان، ومشاركة كل من رئيس الحكومة، سعد الحريري، ووزير الاتصالات، جمال الجراح، وحاكم مصرف لبنان، رياض سلامة، ومشاركة أكثر من 1800 شخص وأكثر من 90 متحدثاً من جميع أنحاء لبنان والعالم.
في كلمته، ركز المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة “عرب نت”، عمر كريستيديس، على أهمية القطاع الرقمي، مشيراً إلى أنّه “تم استثمار أكثر من 500 مليون دولار في الشركات الناشئة المبتكرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في عام 2017.”
الشباب سيحدثون التغيير
اكد الرئيس سعد الحريري، في كلمته الافتتاحية، على ثقته بالشباب اللبناني الذي يؤمن بأنه سيحدث تغييراً إيجابياً، مضيفاً “مع كل التحديات التي نواجهها ومشاكل المنطقة، يجب علينا أن نكون متحدين على أجندة الشباب في هذا البلد لأنهم منارة لبنان”، وتابع “أريد أن أقول للشباب بأنني أعتمد عليهم، وكل ما أريده هو المحاولة للوصول إلى استقرار هذا البلد وتحديث القوانين لأن التغيير جيد؛ التغيير هو للشعب.”
وأضاف الرئيس الحريري بأنه “أصبح لدينا في لبنان ذكاء اصطناعياً، فأول ما يمكننا تحقيقه هو منع الفساد، فيصبح بلدنا متطور للغاية.. أود أن أهنئكم بالفعل على ما تقومون به من عمل، فأنتم تشعروننا بالفخر بما تقومون به كلبنانيين على الرغم من كل المصاعب والتحديات التي نواجهها والمشاكل المحيطة بنا في المنطقة، وأحياناً نحن كسياسيين نخذل شعبنا بسبب خلافاتنا، لكن يجب علينا أن نكون متحدين ومتوافقين على أجندة تخدم الشباب والشابات في هذا البلد. فأنتم فعلاً منارة لبنان، وأنتم هم من يستطيع أن ينتشل لبنان من هذه الضائقة التي نعيشها”، لافتاً إلى أنه “حين أتى رفيق الحريري وفكر في تطوير البلد كان شاباً أيضاً، وكان يفكر في الشباب الذين مثله، لذلك تمكن من بناء البلد.”
من جهته، اكد الوزير جمال الجراح على أن اقتصاد القرن الحالي هو رقمي بإمتياز حيث يتمتع بإمكانيات واسعة للنمو وخلق قيم مضافة، كما أنه يساهم في رفع الناتج القومي للدولة، وايجاد فرص عمل لجيل من الشباب المتعلم والمثقف، بعد ان تسلح بالعلم والمعرفة في مجال جديد من مجالات العمل الاقتصادي المبني في جله على عقول بشرية تتطور بإستمرار، مشيراً إلى أن خدمات وزارة الاتصالات، وخصوصاً الانترنت، هي قلب هذا الاقتصاد الرقمي الذي له تأثير مباشر على الأنشطة الاقتصادية، كما كشف تحليل الاقتصاد الكلي (macro economy) ان الانترنت اصبح بالفعل عنصراً رئيسياً في اي دولة، حيث ان استخدام الانترنت و”رقمنة” الاقتصاد التقليدي يحفزان النمو الاقتصادي في اي دولة.
كما لفت الوزير الجراح إلى أن وزارة الاتصالات تقوم بعدة مشاريع من شأنها تأمين نقلة نوعية لقطاع الاتصالات ليكون قاطرة لـ “اقتصاد المعرفة”، خصوصاً للجيل الشاب والشركات الناشئة، مشيراً الى مبادرة الوزارة في إطلاق صندوق دعم للشركات الناشئة من السراي الحكومي قبل أيام، مضيفاً “إن خطة الوزارة تشمل الشبكة الثابتة والخلوية وتعزيز التغطية على الاراضي اللبنانية كافة، حيث قسم هذا المشروع الى مرحلتين: مرحلة إصلاح وتطوير وتحديث ما هو قائم من شبكات الهاتف الأرضي الى تغطية ممتازة بقطاع الخليوي، لذلك قمنا بوصل جميع سنترالات لبنان على شبكة (الالياف الضوئية) وكذلك أطلقنا مشروع شبكة (الالياف الضوئية على كل الاراضي اللبنانية) حيث سيبدأ العمل بها الشهر المقبل (مارس/آذار 2018).”
كما اشار الوزير الجراح ان الوزارة قامت بتأمين المعدات والاجهزة اللازمة لتطوير الشبكة الارضية لتكون قادرة على إستيعاب وتحمل كل ما هو جديد ويمكن ان يضاف في قطاع الاتصالات، اضافة الى تحديث السنترالات بأحدث التقنيات “لنكون قادرين على خدمة كل المواطنين وتزويدهم بالارقام الهاتفية التي يريدون الحصول عليها دون اي عائق.” أما على صعيد الهاتف الخليوي، فقال الجراح “ان الوزارة بالتعاون مع شركتي (Touch) و(Alfa) ستقوم بوضع 942 برجاً إضافياً على كل الاراضي اللبنانية للحصول على تغطية ممتازة وتغطية 95% من الاراضي اللبنانية بحلول نهاية 2018″، مشيراً إلى “اننا قمنا بتخفيض الأسعار، بعضها بنسبة 300% ولا يمكننا التخفيض اكثر من ذلك، حيث ان الوزارة ملتزمة للحكومة اللبنانية بمبلغ حوالي مليار ونصف المليار (دولار)، يجب عليها ان تدفعه سنوياً الى وزارة المالية، كما قمنا بتوجيهات من الرئيس سعد الحريري بإطلاق مشروع يرعى المؤسسات الناشئة ودعمها وتدريبها في مراكز في الخارج. وسنساعدهم على تطوير أعمالهم وتسويقها، وبالتالي ضمان بقائهم في البلد.”
“الثورة الصناعية الرابعة”
تحدث حاكم مصرف لبنان، رياض سلامة، عن ما سماه الثورة الصناعية الرابعة، معتبراً أن “التطورات العلمية والتكنولوجية تفرض على عالمنا إعادة النظر في طبيعة ودور وعلاقات الحكومات والمجتمع والأسواق والأفراد والدولة الحديثة التي صاحبت الثورة الصناعية الأولى مهددة بالزوال، إن لم تتدارك الحكومات الأمر وتسرع في مواكبة التطورات. انطلاقاً من هذا الواقع، وإيماناً منه بضرورة مواكبة هذه التطورات والإفادة منها، أصدر مصرف لبنان سنة 2013 التعميم 331 الذي أمن لاقتصاد المعرفة استثمارات بأكثر من 400 مليون دولار أميركي، وخلق في لبنان بيئة أعمال رقمية واعدة تعتبر من الأكثر نشاطاً وتكاملاً في المنطقة، وذلك بفضل توافر الاستثمارات اللازمة لتطوير هذا القطاع، كالتمويل الأولي والمبكر للشركات الناشئة اللبنانية، ووجود صناديق استثمار مخاطر تغطي مختلف مستويات التمويل، بالإضافة إلى مسرعات أعمال جديدة ومساحات عمل مشتركة.”
كما اشار الحاكم سلامة الى أنه وبرغم كل الجهود المبذولة والنجاح المحرز “هناك صعوبات وتحديات أمامنا، وهنا بالتحديد، أظهرت دراسة حديثة أجرتها “عرب نت” وشملت شركات ناشئة في لبنان، أن نحو 65% من هذه الشركات يعتقد أن النظام التعليمي لا يزود الطلاب المهارات المطلوبة، في حين يعتبر 40% منها أن المواهب المحلية تفتقر إلى المهارات التقنية. إن معالجة هذا الموضوع يتطلب جهداً من قبل الحكومة ووزارة التربية. من جهة أخرى، يعتبر 87% من الشركات المشمولة في الدراسة أن المساعدة التسويقية والميزانيات المخصصة للتسويق تأتي على رأس الخدمات اللازمة لجذب الأعمال التجارية وزيادة الثقة بالسوق اللبنانية”، كاشفاً أن “مصرف لبنان يستعد لإطلاق العملة الرقمية التي ستؤدي إلى تطوير مهم في مجال الإقتصاد الرقمي. لكن ذلك لا يكفي إذ إننا بحاجة إلى قوانين تقرها الحكومة ومجلس النواب. نحن ندرك أن القطاع المالي يضطلع بدور رائد في تنمية وتطوير وتحديث الاقتصاد اللبناني. غير أن النمو مرتبط إلى حد كبير بتحسين القدرة التنافسية للبنان، حيث يلعب اقتصاد المعرفة دوراً إيجابياً كبيراً. فالابتكار والقدرة البشرية هما من ثوابت الثورة الصناعية الرابعة أي أنهما عنصران أساسيان يساهمان في تحسين القدرة التنافسية. اليوم، يمثل اقتصاد المعرفة 1.5% من الناتج المحلي الاجمالي اللبناني.”
فعاليات المؤتمر
شهد اليوم الأول من المؤتمر إطلاق “تقرير الاقتصاد الابتكاري في لبنان” الذي يبرز نقاط القوة الشاملة والاحتياجات الإنمائية لنظام ريادية الأعمال، كما تضمنت الجلسة الافتتاحية بعنوان “الاتجاهات العالمية المهمة للمستثمرين في قطاع التكنولوجيا” بمشاركة أيمن جمعة، رئيس مجموعة Numbase، وجوناثان نيلسون، العضو المنتدب لشركة Hack VC، والعديد من الشخصيات الاخرى. كما استضاف المؤتمر النسخة الثانية من “يوم الابتكار المصرفي”، حيث شارك فيه أكثر من 100 من كبار المسؤولين التنفيذيين المصرفيين من 15 مصرفاً في جميع أنحاء لبنان.
في اليوم الثاني وضمن “منتدى الإعلام الرقمي” و”منتدى التحول الرقمي”، عقد المؤتمر ما مجموعه 9 جلسات نقاش في المنتديين شملت مقابلات فردية مع محمد الحوت، رئيس مجلس الإدارة – المدير العام لشركة “طيران الشرق الأوسط”، وكريستين أسود، الرئيس التنفيذي لشركتي “دانكن دونتس – لبنان”، كما شاركت “Snap Inc” في منتدى الإعلام الرقمي حيث تحدث حسين فريجه، المدير الإداري في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، للمرة الأولى في مؤتمر يقام بلبنان.
الى ذلك، تم الإعلان عن الفائزين الثلاثة في تحدي الشركات الناشئة، برعاية شركة الاتصالات Touch، في الحفل الختامي واختيار الثلاث شركات المتأهلة للتصفيات النهائية لبطولة “عرب نت”، وجاءت النتائج كالتالي: في المركز الأول “Cherpa” – ابراهيم عز الدين ، في المركز الثاني حلت شركة “DOX” – مايكل الجمال، أما المركز الثالث فكان من نصيب “Lexyom” – رامي العلمي. وستحصل الشركات الناشئة الثلاثة على فرصة المشاركة في بطولة “عرب نت” للشركات الناشئة التي تقام في دبي في قمة “عرب نت” الرقمية 2018 (30 ابريل/نيسان – 1 مايو/ايار).
ايضاً، تم الإعلان عن الفائز في مسابقة “ماراثون الأفكار”، والتي أقيمت برعاية “مصرف Creditbank”، حيث حل آرثور بيزديكيان بالمركز الأول “Lemonade Fashion”، والمركز الثاني كان من نصيب وائل خطار “The Advisory Company”، أما المركز الثالث حصل عليه ماريو الأزي “Ilham”.
أما في مسابقة “صراع المسوقين” التي أقيمت، برعاية شركة الاتصالات Alfa، فقد فاز فريق “Dicers” بالمركز الأول.
مصدر الاخبار: وكالات
مصدر الصور: مونتي كارلو – النهار – التيار الوطني الحر.