إعداد: يارا انبيعة
تحت رعاية أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وباستضافة وتنظيم القوات المسلحة القطرية اختتمت النسخة السادسة من معرض ومؤتمر الدوحة الدولي للدفاع البحري “ديمدكس” الذي أصبح حدثاً رائداً على أجندة قطاع الأمن والدفاع البحري العالمي.
أقيم هذا المعرض على مدار ثلاثة أيام، من 12 إلى 14 مارس/آذار2018، في مركز قطر الوطني للمؤتمرات، حيث شكل منصة رئيسية لعرض الرؤى والحلول التقنية للقادة والمختصين في مجال الدفاع والأمن البحري ووفر فرصاً تجارية مهمة للشركات حيث شارك في المعرض أكثر من 180 عارضاً عالمياً وما يقارب من 90 وفداً رسمياً من 60 دولة في قطاعات الدفاع والبحر والأمن. كما ضم المعرض فعاليات مهمة توفر للمختصين والخبراء في مجال الأمن والدفاع البحري فرصة الاطلاع على أحدث التكنولوجيا وبناء وتعزيز العلاقات مع المعنيين الرئيسيين في هذا القطاع.
فبالرغم من الحالة الاقتصادية الصعبة التي تمر بها دولة قطر إلا أنها تواصل عقد الصفقات العسكرية وشراء أحدث الأسلحة المتطورة حيث شهدت نسخة هذا العام توقيع عدد قياسي من الاتفاقيات التي تضمنت ما يزيد على 35 اتفاقية شراكة ومذكرة تفاهم تم الإعلان شملت مختلف أنواع الأسلحة والمعدات التقنية من دون الكشف عن قيمة هذه الاتفاقيات.
أفضل النسخ
قال العميد الركن البحري عبد الباقي صالح الأنصاري، رئيس اللجنة المنظمة لمعرض ومؤتمر الدوحة الدولي للدفاع البحري “ديمدكس 2018″، أن نسخة هذا العام تعد من أفضل النسخ التي أقيمت حتى الآن، وأنه على الرغم من الظروف التي تمر بها المنطقة إلا أن المعرض شهد حضوراً كبيراً من وفود رسمية ومشاركات متميزة سواء من ناحية العدد أو نوعية الشركات العارضة، مشيراً إلى تواجد كبرى شركات الدفاع في العالم بالحدث، كما دخلت إليه قطاعات جديدة كالقوات البرية، والدفاع الجوي، والقوات الجوية.
كما أوضح العميد الأنصاري أن مؤتمر قادة البحريات في الشرق الأوسط الذي عقد هذا العام (2018) تحت عنوان “بناء القدرات في بيئة من التحديات من خلال نظرة مستقبلية للتعاون والاتصال الدولي العسكري” ساهم في تعزيز التعاون والتبادل العسكري بهدف تحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، حيث جمع خبراء دوليين في مجال الدفاع لمناقشة مواضيع إستراتيجية مهمة تؤثر على الأمن في المنطقة والعالم. أضاف العميدالانصاري بأن قائمة المتحدثين في المؤتمر تضمنت رؤساء بحْريات ومسؤولين رفيعي المستوى من ضمنهم قادة الأساطيل وخبراء عسكريون وأكاديميون حيث ناقشوا قضايا إقليمية ودولية وعرضوا تجارب بلدانهم واقترحوا الحلول المتعلقة بالتعاون والاتصال الدولي العسكري وبحثوا الأفكار والآليات الحديثة للتعامل مع هذه القضايا، وأشار إلى أن المشاركين أشادوا بالنسخة الحالية سواء من ناحية التنظيم أو الإعداد، حيث جدد الكثير منهم رغبته في المشاركة بالنسخ المقبلة، وأبدى البعض رغبة في التواجد وبحضور أقوى من الحالي.
وأفاد رئيس اللجنة بأنه من المتوقع أن تشهد النسخ المقبلة من المعرض تواجد بعض المعدات المصنعة في قطر عن طريق شركة “برزان القابضة” التي لديها شراكات مع شركاء التصنيع من مختلف دول العالم.
إيطاليا: “حصة الأسد”
أكدت روبيرتا بينوتي، وزيرة الدولة للدفاع بجمهورية إيطاليا، على دور قطر المحوري والمهم جداً في مكافحة الإرهاب والتطرف بالمنطقة والعالم، وأعربت عن إعجابها الشديد بالجهود القطرية في هذا الإطار، مشيرة إلى أن دولة قطر وجمهورية إيطاليا وقعتا اتفاقية حول مكافحة الإرهاب والتطرف. وثمنت بينوتي الجهود القطرية في مكافحة العنف من خلال نشر العلوم والثقافة ومواجهة الفكر المتطرف الذي لا ينتمي إلى أي دين وليس من الناحية العسكرية فحسب.
وفي تعليقها على الاتفاقيات، أوضحت الوزيرة الإيطالية أنها تسهم في تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين وتعزز الأمن الدفاعي الثنائي والإقليمي، وهي بشمل شركات مهمة مثل “ليوناردو” و”بيريتا” و”فيكانتريو”، وأنه من المهم جداً تعزيز التعاون بين الجانبين وخاصة في مجال التدريبات المشتركة.
من هنا، وقعت قطر على صفقة لشراء 28 طائرة هليكوبتر، 16 طائرة هليكوبتر NH90 نسخة النقل التكتكي (TTH) و12 طائرة NH90 نسخة المهام البحرية (NFH)، مع شركة ليوناردو الإيطالية بقيمة بلغت حوالي 3 مليارات يورو من أجل تنفيذ خطط قطر الهادفة الى دعم أسطول طائرات الهليكوبتر في قواتها المسلحة.
جرى توقيع الاتفاق بحضور نائب رئيس الوزراء، وزير الدفاع القطري، خالد بن محمد العطية، ووزيرة الدفاع الإيطالية، روبيرتا بينوتي، والرئيس التنفيذي لشركة “ليوناردو”، إليساندرو بروفومو، إذ قالت الشركة إن 12 طائرة من هذه الطائرات سيتم تجميعها وتسليمها من مصانعها في “فينيسيا” و”تيسيرا”، شمال إيطاليا، فيما يشمل البرنامج ثماني سنوات من الدعم والتدريب والصيانة لأطقم من الطيارين ومسؤولي الصيانة، بينما ستتولى شركة “إيرباص” التجميع النهائي للطائرات الـ 16 الأخرى. وتوقعت الشركة أن يتم التسليم قبل شهر يونيو/ حزيران من العام 2022 ويستمر حتى العام 2025.
إلى ذلك، وقعت شركة “برزان القابضة”، التابعة لوزارة الدفاع القطرية، اتفاقية مع شركة “بيريتا” لإنشاء مشروع صناعي مشترك، يهدف لتزويد القوات القطرية بأسلحة دفاعية خفيفة وفق أحدث التقنيات، ولم تكشف الشركة الإيطالية عن قيمة حصتها في المشروع المشترك، الذي سيستفيد من تكنولوجيا مجموعة “بيريتا”، لبناء موقع إنتاج في الدوحة لإنتاج أسلحة خفيفة محمولة، مثل المسدسات والبنادق، وتطوير أسلحة جديدة في المستقبل.
وعن هذه الاتفاقيات، قالت وزيرة الدفاع الإيطالية إنها تعزز علاقات الصداقة القوية أصلاً بين دولتي قطر وإيطاليا، وخاصة في مجال الدفاع والأمن، وأضافت أنه بالنسبة لشركة بيريتا، فإن الاتفاق سيؤدي إلى إنشاء شركة مشتركة في قطر ستكون هي المسؤولة عن إنتاج الأسلحة الثقيلة. وعن صفقة الطائرات، أشارت الوزيرة بينوتي إلى أن الاتفاق “يعتبر أمراً مهماً وسيؤدي إلى القيام بتدريب مشترك، الأمر الذي سيعزز العلاقات بين البلدين”، موضحة أن هذه الطائرات تستخدم من قبل القوات المسلحة الإيطالية.
عقود مع ألمانيا
أبرمت الشركة القطرية اتفاقيات بين شركة الدفاع الألمانية للبدء في بناء قاعدة لتصنيع الذخيرة في قطر وإنتاج أنواع مختلفة منها، ووقعت مع شركة “ربتا” مذكرة تفاهم لتوفير تدريب رسمي للمتخصصين في هذا النوع من الأسلحة. إضافة إلى ذلك، وقعت “برزان القابضة” أيضاً على عدة اتفاقيات تتعلق بالتدريب لضمان إعداد طلاب الخدمة الوطنية القطريين بأفضل الأساليب، وتوفير حماية للبنية التحتية الحيوية للمنشآت المختلفة والدفاع عن المواقع العسكرية والاقتصادية في قطر، إلى جانب تطوير الأبحاث المتعلقة بالدفاع والأمن بدعم من مرافق واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا.
صفقات مع الحلفاء
أعلنت قطر أنها وقعت مذكرة تفاهم مع شركة “رايثيون” الأميركية تغطى مجال الحماية الالكترونية والسيبيرية. يأتي ذلك بعد ساعات من توقيع القوات المسلحة القطرية، مع شركة “بيكار” التركية لصناعة الطائرات اتفاقية لشراء معدات عسكرية جديدة، والتي تشمل شراء 6 طائرات بدون طيار من طراز “بيرقدار TB2″، حيث ستكون المرة الأولى التي تصدر فيها شركة “بيكار” منتجاتها إلى الخارج.
كما وقعت القوات الخاصة القطرية المشتركة 4 اتفاقيات للتسليح وإنشاء قاعدة عسكرية بحرية ومركز تدريب في المنطقة الشمالية الأولى مع شركة “أناضول” التركية للحصول على 556 آلية مدرعة.
تجدر الإشارة إلى أن قطر، ومنذ بدء الأزمة السياسية، أنفقت بحدود 30 مليار دولار على التسلح، ومن بين الصفقات التي أبرمت شراء مقاتلات “أف 15″، من الولايات المتحدة، و”رافال”، من فرنسا، و”تايفون”، من بريطانيا.
إيران “تستعرض” القوة
أتاحت قطر لإيران استعراض قوتها العسكرية من خلال المشاركة الواسعة للحرس الثوري، حيث قال نائب قائد القوة البحرية للحرس الثوري الإيراني، علي رضا تنكسيري، إن “مشاركة إيران في الدورات الثلاث للمعرض جاءت في إطار الدعم الإيراني للدوحة.” وفي ظل تنامي التحذيرات الأمريكية والأوروبية من التدخل الإيراني في شؤون دول عربية عدة، أكد تنكسيري على “التعاون الثنائي بين إيران وقطر في مجال الدفاع الساحلي وخفر السواحل والمشاركة في المناورات العسكرية”، مضيفاً ان “الظروف مهيأة لتنمية التعاون مع قطر.. ونسعى إلى مزيد من تعزيز العلاقات مع هذا البلد” حيث تسعى بلاده إلى استعراض “الإنجازات الإيرانية في مجال إنتاج الأجهزة والمعدات البحرية” في المعارض القادمة التي تقيمها قطر معرباً عن دعم طهران لقطر حكومة وشعباً.
200 سلاح روسي
أعلنت شركة “روس أوبورون إكسبورت” أنها تعرض أكثر من 200 نوع من منتجاتها العسكرية خلال معرض ومؤتمر الدوحة الدولي للدفاع البحري، حيث قال نائب المدير العام للشركة، سيرغي ليديغين، إن “سوق المعدات البحرية والأسلحة البحرية في الشرق الأوسط ينمو بصورة كبيرة”، مضيفاً “نعرض أكثر من 200 نموذج حديث من المنتجات العسكرية الروسية، التي تتصدى بشكل ملائم للتحديات والتهديدات الحديثة، مع ضمان حماية المصالح الوطنية لدول المنطقة” وأشار ليديغين ايضاً إلى أنه من بين الأسلحة المعروضة سفينة دورية صغيرة بإسم “تايغر”، وسفينة دورية بإسم “غيبارد 3.9”.
“إيرباص العسكرية”
شاركت “إيرباص” بمجموعة واسعة من منتجاتها وحلولها من خلال مجسمات لطائرات الهليكوبتر، طراز Naval NH90 NFH وطراز VSR700 وهي طائرة هليكوبتر استطلاعية بدون طيار، والتي قامت بأول رحلة لها في مايو/أيار عام 2017. كما تم عرض عدد من نماذج منتجات “إيرباص” للدفاع والفضاء، بما في ذلك طائرة الـ A330 MRTT الناقلة العسكرية متعددة المهام التي توفر قدرات لا مثيل لها، بالإضافة إلى طائرة C295، ذات الاستخدامات العسكرية المتعددة، والتي تمثل خياراً لا مثيل له للتنقلات العسكرية الإقليمية أو الدوريات البحرية متوسطة المدى.
إلى ذلك، عرضت الشركة مجسم “إيرباص بليادس”، للأقمار الصناعية المتخصصة برصد كوكب الأرض والتي تدعم العمليات العسكرية والخدمات الاستخباراتية بقدرات وتقنيات لا مثيل لها، إضافة إلى عرض حلول في العديد من المجالات مثل الحماية الإلكترونية The Cyber: SOC-in the box، و(Zephyr)، و(HAPS)، و(VCB).
مشاركة بحرية ملكية
شاركت المملكة المتحدة بفريق من البحرية الملكية، حيث أعلنت السفارة البريطانية إرسال بلادها لفريق من البحرية وقطاع الصناعة لافتة إلى أن التعاون في مجال التقنيات المستقبلية هو الرسالة الرئيسية التي توجهها المملكة المتحدة من خلال مشاركتها. ترأس وفد المملكة المتحدة السيدة فلور توماس، المدير الإقليمي في منظمة الدفاع والأمن التابعة لوزارة التجارة الدولية بالإضافة إلى سفينتين تابعتين للبحرية الملكية، حيث قال توماس “يسرني أن تتاح لي الفرصة لزيارة معرض ومؤتمر الدوحة الدولي للدفاع البحري 2018 لتسليط الضوء على العلاقات الهامة التي تربط المملكة المتحدة بقطر في مجال الدفاع والأمن.” وأضافت أن المعرض هو “منتدى بحري إقليمي مهم يقدم فرصاً حقيقية لقطاعات المجتمع البحري والملاحي الدولي للعمل معاً والتعلم من بعضها البعض. إن وجودي في المعرض يهدف إلى التشجيع على تحقيق مزيد من التعاون الاقتصادي والمضي قدماً في تحديد مجالات جديدة للتعاون. إن لدى المملكة المتحدة مجموعة كبيرة من أفضل التقنيات على مستوى العالم في قطاعات الجو، والبر، والبحر، والأمن والفضاء الإلكتروني والمعرض يمثل فرصة ممتازة لنا لعرض أفضل ما يمكن أن تقدمه بريطانيا، وإيجاد أرضية مشتركة يمكن أن نبني عليها شراكات جديدة.”
مصدر الأخبار: وكالات
مصدر الصور: العرب القطرية – الخليج الجديد – جريدة الشرق.