سمر رضوان

يرى مراقبون أن لقاء الذي جمع كل من رئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتنياهو، برئيس المجلس السيادي في السودان، عبد الفتاح البرهان، في أوغندا خطوة إيجابية لنتنياهو، الذي يواجه عدداً من قضايا الفساد أمام القضاء وبالإضافة إلى مسألة إعادة إجراء إنتخابات مبكرة للمرة الثالثة قريباً. فلقد نقلت وسائل إعلام عن مسؤول سوداني أن البرهان وافق على لقاء نتنياهو لأن المسؤولين السودانيين يرون أن ذلك سيساهم في الإسراع برفع إسم السودان عن القائمة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب.

حول هذا اللقاء وتداعياته على الداخل السوداني وتأثيره على العلاقات مع الدول العربية، سأل مركز “سيتا” الأستاذ طلال إسماعيل، الباحث في الشؤون السياسية – الخرطوم، عن هذا الموضوع

“إنجاز” إسرائيلي

إن لقاء البرهان – نتنياهو هو إنجاز لرئيس الوزراء الإسرائيلي الذي استطاع أن يدخل لإحدى دول الممانعة والمقاومة؛ فلقد ظل السودان يمثل رمز الـ “لاءات ثلاث” بعدم الاعتراف بإسرائيل أو التطبيع معها لعشرات السنين. وبالتالي، هذا الأمر سيكسب نتنياهو زخماً سياسياً داخل إسرائيل وسيكون لها تأثير في داخل تل أبيب بالطبع.

بالنسبة إلى خطوة التطبيع، أتوقع بأنها لن تقدم شيئاً كثيراً للسودان على الرغم من تعويل البرهان على أنها ستسهم في رفع اسمه من قائمة الدول الراعية للإرهاب، كما أنه يعول عليها في أن تقوم بتخفف الضغط الاقتصادي الذي تمر به البلاد خلال فترة الحكم الإنتقالية، إضافة إلى إسهامها في تعزيز علاقات السودان مع المجتمع الدولي.

أزمات مستمرة

على الرغم من كل ما سبق، سيظل السودان ضمن دائرة الأزمات ما لم يتبع المسؤولين السودانيين “وصفة علاجية” أخرى لأنتكاسات الإقتصاد. إلى ذلك، يمكن لهذه الخطوة أن تسهم في تعقيد المشهد السياسي الداخلي لأن هنالك درجة حساسية عالية من مسألة التطبيع مع إسرائيل، ناهيك عن إلى انقسام مكونات قوى “إعلان الحرية والتغيير”، كحزب حاكم في السودان، من خطوة البرهان المنفردة من دون الرجوع إلى السلطة التنفيذية.

وعلى الرغم من أن رئيس الوزراء السوداني، عبدالله حمدوك، مدرك لخطوة البرهان إلا أن الخلافات بدأت تظهر على السطح من داخل الحكومة نفسها.

غضب شعبي

على المقلب الشعبي، يرفض الشعبي السوداني هذه الخطوة لا بل أن بعض المكونات السودانية دعت البرهان إلى تقديم استقالته، وناشدت بالعمل على إسقاط النظام الحالي القائم. في المقابل، هناك أصوات خجولة تقف مع خطوة التطبيع وضرورة مراعاة مصالح السودان العليا من خلال الدعم الذي يمكن أن تقدمه إسرائيل بعلاقتها مع الولايات المتحدة.

عموماً، يبدو أن هذه الخطوة لها ما بعدها في الإستقرار السياسي بالسودان وقد تكون ضمن عوامل أخرى واحدة من أدوات تغيير قادم في البلاد.

مصدر الصورة: المدن.

موضوع ذو صلةالسودان وتعدد المبادرات الإقليمية