حوار: سمر رضوان

إنّ العدوان الإسرائيلي على سوريا، ورد دمشق القوي، والذي شكّل ضربة قاضية للمخططات والمؤامرات التي حيكت على مدار سبع سنوات من عمر الحرب على سوريا، إذ يعتبر دخول الأصيل مباشرةً على خط المعركة بعد أن كان معتمداً على أدواته، إشارة خطيرة لانجرار المنطقة إلى تبدلات تنبّئ باشتداد وسخونة المرحلة القادمة، خصوصا لجهة التغييرات في موازين القوى.

حول تداعيات الاعتداء الإسرائيلي والمواقف الدولية، إضافة إلى تل أبيب، تقول الأستاذة جمانة أبو شعر، عضو مجلس الشعب السوري، لـ “سيتا”:

اعتاد الكيان الإسرائيلي على انتهاك الأجواء السورية مرارا، مستغّلاً انهماك الدولة السورية في حربها على الإرهاب، ضارباً بعرض الحائط الأعراف الدولية الرافضة لانتهاك سيادة الدول، تحت حجج وذرائع واهية، تارةً نقل أسلحة إلى حزب الله اللبناني، وتارةً أخرى ضد النفوذ الإيراني الموجود في سوريا، وإلى ما هنالك.

السلوك العدواني الإسرائيلي

إنّ هذا الاعتداء التي اعتمده الكيان الإسرائيلي لن يفلح، فكما تغيّر الوضع من بعد تحرير حلب الشرقية، وبدأت بعده تطورات جعلت من الإرهاب يتهاوى تباعا على معظم الأراضي السورية، ليأتي تحرير غوطة دمشق وإفراغ محيط المدينة من المظاهر المسلحة، الضربة القاصية لإسرائيل، فاعتمدت الدخول مباشرةً ظنّاً منها أنّها الطفل المدلل لدى الولايات المتحدة، وستتعدى على سوريا دون المحاسبة، ولكن ما حدث أنّها لم تتوقع هذا الرد الذي أثلج قلوب السوريين والعرب وقلب موازين القوى إن جاز التعبير لصالح الدولة السورية، فلم ينفع هذا السلوك الذي انتهجته إسرائيل في ظل هذا الرد.

 

الرد وقواعد الاشتباك

إن الرد السوري على هذا الاعتداء، أرى أنه يحمل عددا من الرسائل، أولها للكيان الإسرائيلي الذي يظن أنه الأقوى، إضافة إلى المطبّعين مع إسرائيل من بعض دول الخليج وغيرهم، في تجاهل تام للقضية الفلسطينية، واعتبار إيران العدو، رغم تواجدها الشرعي وبطلب من الحكومة السورية، كما هو الحال بالنسبة إلى روسيا الاتحادية ولهدف واحد هو مكافحة الإرهاب، واتهام إيران بأنها المنفذ هذا أمر عارٍ عن الصحة، فالاعتداء وقع على أراضي الجمهورية السورية، والمعني بضرورة الرد هو الدولة السورية، فالجيش السوري أثبت أنه قادر على تغيير قواعد الاشتباك ومواجهة مباشرة لأي عدوان، كما حدث حين الاعتداء الأمريكي الثلاثي على سوريا في وقتٍ سابق.

عدوان بطعم الهزيمة

إن قوة الرد السوري جاء صاعقا على الكيان الإسرائيلي، وبات لزاما عليه أن يحسب ألف حساب لحماقاته وتغيير الصورة النمطية التي اعتاد عليها، فهذه المرحلة قد طويت، وهذا ما أكدته قوة الرد السوري يوم أمس لجهة الأهداف الكبيرة التي حققها في استهدافه للكيان الإسرائيلي في عمق أراضيه.

وهذا ما وعدنا به الرئيس بشار الأسد، بأن يحافظ على سوريا واحدة موحدة وتشديده على مقاومة المحتل، وثبت ذلك بالتجربة الفعلية في مواجهة هذه القوى الاستعمارية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية.