بدعوة من “مركز سيتا” و“منتدى تحولات”، حاضر السفير الروسي في لبنان الدكتور ألكسندر زاسيبكن حول “السياسة الخارجية الروسية بعد خطاب الرئيس بوتين في الأول من مارس/آذار 2018″، حضره عدد من الباحثين والمحللين والإعلاميين تناول فيه أبرز معالمالسياسة الروسية من خلال قراءة خطاب الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لا سيما وأنه يعتبر انعطافة استراتيجية في الأحداث الدولية.
الدكتور علوان أمين الدين
بمناسبة أيار نهنّئ الدولة الروسية بعيد الانتصار على الفاشية بـ 9 مايو/ أيار، وهذا له الكثير من القيمة المعنوية في روسيا.هذه الندوة ستكون مفتوحة، وسنناقش مع السفير بعض الملفات، لإغناء الحوار عبر المناقشة وتبادل الآراء. ومن أبزر الملفات المقترحة للحوار:
الأزمة الأوكرانية: هناك وضع جديد وخصوصاً في ضوء المعلومات التي تتحدث عن إمكانية استعادة إقليم الدونباس بالقوة من قبل أوكرانيا.
العلاقات الروسية – التركية، تحديداً في الملف السوري.
الوجود الأمريكي في الشمال السوري ومستقبله، خصوصا وأن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، يعلن دائماًأن بلاده متمسكة بوحدة سوريا وأراضيها، في ظل تخوف من تقسيم الشمال السوري، إذ نريد معرفة وجهة النظر الروسية في هذا الأمر.
الحديث عن الملف النووي الإيراني: إيران لا تريد تعديل ما اتفق عليه، وأمريكا تضغط في عكس ذلك، فيما أوروبا يبدو أنها ذاهبة في القارب الأمريكي، وحتى الأمم المتحدة وتصريح أمينها العام، انطونيوغوتيريش.
كوريا الشمالية والوضع في بحر الصين، والكيفية التي تم فيها تبريد هذا الملف.
ملف العلاقات الروسية – الأمريكية وخصوصاً بعد أزمة سكريبال مع بريطانيا، وتغير المزاج الأوروبي وأسباب ذلك.
سعادة السفير الكسندر زاسبكين
أرحب بالجميع. اعتبر أننا في لحظة حساسة جداً في العلاقات الدولية والإقليمية، والصورة غير واضحة. إن المطلوب اليوم، أكثر من أي وقت مضى، تبادل الآراء للمرحلة الانتقالية، وأعتقد أنه لا يوجد أحد في العالم يعرف تماماً ماذا سيجري، وأي سيناريو سوف يتحقق، في إطار عملية كبيرة وهي إقامة نظام عالمي جديد للعلاقات الدولية.
نحن نعيش هذه المرحلة وقد تكون انطلاقتها تفكك الاتحاد السوفياتي وصولاً الى الأحداث في الشرق الأوسط منذ 7 سنوات. المهم أننا الآن في وضع حرج، وهناك اقتراب من احتمالات خطيرة جداً للعالم، بالدرجة الأولى، وبصورة مختصرة أوجز الموضوع ضمن عدة نقاط لنعتمد عليها للحديث لاحقاً. إن الغرب، وخلال كل الفترةالأخيرةوفي مقدمته الولايات المتحدة، يتخذ موقفاً هجومياً “عدوانياً” في كافة المجالات، لا سيما موقفها مما يحدث في المنطقة لجهة دورها في منع إسقاط بعض الأنظمة وتفكيك الدول، وما يترافق مع هذا الموقف من سياسة التزوير وفبركة الأكاذيب وغير ذلك، الأمر الذي يجعلنا نقف أمام وضع مجهول.
فمن خلال تغطية وسائله الإعلامية، يبدو أن الغرب غير راضٍ عن الأوضاع في العالم، ويريد تحسين الأوضاع لمصلحته أكثر.فأمريكا التي تعتبر نفسها قطب واحد، تريد تعزيز مواقفها أكثر، ولكن نتيجة هذه الجهود تبدو عكسية من خلال تزايد زيادة الفوضى في الدول، أو وجود أفق غير مستقر، أو تزايد “الراديكالية” تحت شعارات دينية أو قومية، أو انتشار الإرهاب، وغير ذلك.
إن العالم اليوم في حالة تردد وتقلبات، والمناطق غير المستقرة تتوسع فيه. فعندما توشك مرحلة معينة على الانتهاء، كالحديث عن قرب التخلص من مثلا الفصائل الإرهابية، تأتي مرحلة أخرى ليست أقل خطورة من تلك التي سبقتها وكأنه من الصعب جداً إيجاد أي أساس للقواسم المشتركة.
إن الموقف الروسي لن يقبل الإملاءات الأمريكية ولا سياسة قطب واحد، وآحادية اتخاذ القرارات، فنحن نريد إيجاد الحلول للنزاعات، وإيجاد طرق نحو إعادة الاستقرار في المناطق الساخنة، بما في ذلك في الشرق الأوسط، وفي أوكرانيا، والعمل على عدم امتداد النزاعات.
بشكل مختصر، إن الغرب خلق مشاكل كبيرة، في العشر سنوات الأخيرة، والآن ليس واضحاً كيف ستتم معالجتها، فيما وقفت روسيا في وجه الظواهر العدوانية الهجومية والمدمِّرة للبشرية والحضارة، تحت شعارات إيجاد التسوية السياسية في البلاد، والحلول السلمية وإيجاد القواسم المشتركة على أساس العيش المشترك في المجتمعات….إلخ.
نحن في روسيا نرى أن موضوع الضغوطات الغربية الأمريكية سوف يستمر، وإلى المستقبل المنظور، وهم يعتبرون روسيا طرفا أساسياً دولياً وقف ضدهم، وضد مخططاتهم. لذلك، هناك هجوم متنوع، وهذا الهجوم يشمل كل أنواع الضغوطات. ولكن بالرغم من كل ذلك، إن دينامية الأوضاع في الشرق الأوسط، على سبيل المثال، ليست لمصلحة الغرب، فهناك تطور ديناميكي لا يصب في مصلحتهم. في المقابل، إن هذا الغرب يمتلك الكثير من الاحتياطات والإمكانيات، لذلك نجدهم يقومون بتصعيد مستمر. وبالعودة الى بداية حديثي، يبقى السؤال الأساسي إلى أين تتوجه هذه المنطقة، فهل ستحدث الحرب أم لا، وهل ستحدث أزمة كبيرة أم لا؟ من أجل ذلك يجب أن نحاول حتى نستطيع أن نجاوب على هذا السؤال.
يقوم البعض بإعطاء تصنيف لهذه المرحلة كـ “الحرب الباردة” أو حتى “الحرب الجليدية”، لكنني لا أعرف ما المصطلح الذي يمكن استخدامه وقد يكون مغايراً كمصطلح “التسخين”. علينا العمل من أجل إمكانية إيجاد القواسم المشتركة أو مصالح مشتركة حتى لا تتدهور الأمور أكثر. في هذا الخصوص، سمعت مراراً وجهة نظر بعض الخبراء، بمن فيهم الروس، أن الأوضاع تتطور الى ما يسمى “نقطة الحقيقة” التي يجب أن يعترف الجميع بها، وإذا ما تجاوزناها فسنصل حكماً الى مأزق يتسبب في”الانفجار الكامل”، فالكل لا يعرف وتيرة السرعة التي نسير فيها تجاه تلك النقطة. بالنسبة لي، لا أعرف إذا ما كانت هذه النظرية صحيحة أم لا، ولكن يتم الحديث عنها. فحتى الخبراء في الولايات المتحدة يعتبرون أنه من الضروري إعادة التوازنات على الصعيد الدولي، بين الحين والآخر، لكن عدد من يستمع لهذه الأصوات قليل جداً، فهل علينا أن ننتظر حتى ترتفع هذه الأصوات؟
على كل حال، إن النهج الروسي واضح تماماً، فنحن سمعنا خطاب الرئيس فلاديمير بوتين الأخير، وسنسمع خطابه عندما سيبدأ الولاية الجديدة، الذي سيركز على ضرورة إضفاء الشرعية الدولية، والمساواة في العلاقات الدولية، وإقامة الحوارات الوطنية، بحيث ستواصل روسيا سياستها الخارجية القوية المبنية على التفوق العسكري الروسي لمواجهة محاولات التفوق العسكري الأمريكي بعد الخروج من اتفاقيات الصواريخ، حيث استطاعت روسيا الرد على هذا الموقف من خلال صناعة أنواع جديدة من السلاح. بالتالي، إن التوازن العسكري أصبح موجوداً بالتوازي مع العمل الدبلوماسي.
الأمر الأخير، تبقى مسألة تضليل الرأي العام والهجمة المتنوعة المستمرة ضد روسيا. السؤال يبقى الى متى سيستمر هذا الوضع؟ بالحقيقة ليس لدي إجابة لأن ذلك يتعلق بموقف الطرف الآخر وكيف يقرأ هذا الطرف الأحداث في العالم وتأثيرها على مصالحهم.
الدكتور علوان أمين الدين
شكراً سعادة السفير على هذه المقدمة الموجزة والآن نفتح باب الأسئلة والنقاش.
الباحث الإستراتيجي العميد الياس فرحات
فيما يتعلق بالوضع السوري، باتت القوات السورية تسيطر على الداخل السوري بكامله، محيط دمشق وشمالاً حتى حماة ومنطقة الساحل، يبقى هناك مشكلة في الشمال بين مسلحي تنظيم القاعدة في إدلب، وبين مسلحي درع الفرات في المثلث ما بين إعزاز وجرابلس والباب، والمنطقة التي تسيطر عليها الولايات الأمريكية ووحدات حماية الشعب الكردية، وهذا الوجود الثلاثي أكبر من طاقة الحكومة السورية وحلفائها وهذا بحاجة إلى توجه روسي معين كون هناك دولة كبرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية مسيطرة على قسم، وأيضاً هناك تركيا تسيطر على قسم من خلال العلاقة بينها وبين بعض التنظيمات الإرهابية، وفي الجنوب هناك مشكلة أيضاً على الحدود السورية – الإسرائيلية وتمركز عناصر مسلحة فيها، وكذلك على الحدود مع الأردن. هل هناك رؤية روسية حول كيفية التعامل مع هذه المشاكل والتي هي فعلا أكبر من قدرة الحكومة السورية وحلفائها، وأقصد هنا إيران، للدخول على خط هذه المواجهة؟
سعادة السفير ألكسندر زاسبكين
أظن أن العميد أشار إلى نقاط أساسية حول ما تتميز به الأوضاع في سوريا، وهذا صحيح. شيء آخر، هناك نهج روسي متكامل ميداني وسياسي وإنساني وهو معروف، لا أريد أن التحدث عنه كثيراً. إن العمل العسكري مستمر إلى جانب مسار “أستانا”، وهناك محاولات تشجيع لمسار “جنيف”، وهناك عامل مساعد وهو مؤتمر “سوتشي”. إن التقييم الرسمي الروسي يرى أن الأمور تسير نحو وضع أفضل بشكل عام في مناطق واسعة من سوريا لا سيما مع إعادة الحياة الطبيعية إليها، هذا من جهة. ومن جهة أخرى، زادت المخاطر خلال الفترة الأخيرة بسبب وجود القوات الأمريكية وحلفاءها في مناطق شمال سوريا، فهل هناك رؤية خاصة للمرحلة القادمة؟ أظن أن الاستراتيجية الروسية لن تتغير بل ستستمر.
إن استعادة السيادة السورية على كافة الأراضي هي الهدف الاستراتيجي، خصوصاً وأن هناك موازين القوى تصب في مصلحة محور المقاومة وروسيا إجمالاً. الأمر الآخر، وجود تصعيد خطير سبق وأن أشرت إليه. هنا يراودنا السؤال التالي: هل سيحدث تصادم ما بين الأطراف الأساسية الموجودة في هذه المنطقة؟ إذا وقع هذا الأمر فسيكون هناك كارثة كبيرة جداً ستنسحب تبعاتها على المنطقة ككل. برأيي الشخصي، أعتقد أن هذا الأمر لن يحدث عملياً فالأوضاع لن تتطور لتصل الى نقطة الصدام كون ذلك سيتسبب في دمار كبير. في المقابل، إن الطرف الثاني يمارس سياسة المماطلة من خلال عرقلة جهود الحل. علينا اليوم مناقشة المواضيع واقتناص الفرص من أجل إيجاد المخارج المناسبة لهذه التناقضات.
الكاتب الأستاذ حسن شقير
سؤالي الأول حول الموضوع العام بما يعني وصولنا إلى “حافة الهاوية” إذ يجب الإعتراف أننا وصلنا إلى هذه النقطة. إن روسيا وحلفاءها في المنطقة والعالم يدركون أنهم وصلوا إلى هذه النقطة، فالإستراتيجية الأمريكية هي “إدامة الاستنزاف” وهي استراتيجية متواصلة من قبل “الدولة العميقة” أو حتى للرئيس دونالد ترامب، التي تتميز سياسيته، بالرغم من المدة القليلة التي أمضاها في البيت الأبيض، بـ “الإستفراد” إذ حاول في البداية “دغدغة” روسيا لكنه فشل في فصلها عن الصين وإيران ثم توجه إلى الصين وبعدها فشل، فتوجه إلى كوريا الشمالية وتركيا وغيرها من الدول. إذاً، هذه سياسة أمريكية ثابتة هدفها إطالة عمر الأزمات في العالم، وأبرزها “سيف العقوبات” المسلط سواء على روسيا أو إيران أو على حلفاء روسيا. هم يعتقدون، لا أقول أنهم سينجحون، إن العقوبات مع سياسة إدامة عمر الأزمات سواء الاقتصادية أو السياسية حتى يبقى العالم قابعاً ضمن الأحادية القطبية دون أي تجديد في النظام العالمي؛ هذه النقطة الأولى.فهل لروسيا استراتيجية مع حلفائها للخروج من هذه الأزمة التي تخطط لها أمريكا كي تبقى بها روسيا وحلفاءها؟
النقطة والإشكالية الثانية تطرح بالنسبة لعلاقة إسرائيل مع روسيا في سوريا. نحن نعرف أن كثير من الخطوط الحمراء الإسرائيلية كسرت في سوريا خصوصاً موضوع الدولة الواحدة وتغيير الوجه السياسي للنظام السوري وغيرها من الخطط الأمريكية– الإسرائيلية. فهل تحسب نقطة إيجابية لروسيا وحلفاءها وإيران وغيرها؟
النقطة الثالثة والأخيرة تكمن في وجود خط أحمر رئيسي وهو وجود إيران وحزب الله في سوريا، لا سيما وأن هناك تنسيق روسي – إسرائيلي كي لا يحدث صدام بخصوص الضربات الإسرائيلية على تلك المواقع. فهل يمكن أن تصل روسيا إلى مرحلة أن تطلب من إيران أو حزب الله الخروج من سوريا تلبية لرغبات اسرائيلية؟
سعادة السفير ألكسندر زاسبكين
إن استراتيجية العقوبات والضغوطات مصدرها الولايات المتحدة، فهناك لائحة طويلة عريضة تشمل الكثير من الأمور كموضوع القرم، وقائمة “ماغينسكي”، والتدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية وقضية الجاسوس سكريبال، وسوريا، وانني أرى بأنها ستتوسع أكثر. أذكر أننا، في أيام الاتحاد السوفياتي تحديداً، كنا نعيش في ظل هذه العقوبات واستمر الأمر بعد تفكك الاتحاد، إذ فرضت علينا عقوبات جديدة مباشرة بعد انحلاله. في روسيا، يوجد لدينا انطباع أن هذه الاستراتيجية الأمريكية الغربية غير مرتبطة بالنظام في روسيا بل هي أسلوب للتعامل معنا. المطلوب منا الاستسلام الكامل وليس تنفيذ الشروط المطروحة، فحتى لو تم تنفيذها فإننا نعلم حتماً بأن هناك مطالب أخرى ستفرض علينا من جديد تهدف الى السيطرة الكاملة على الإدارة الخارجية لروسيا من قبلهم.
نحن نعتبر أنفسنا الطرف الوحيد، في العالم، القادر على مواجهة أمريكا والغرب عموماً، وتنفيذ مطالب الغرب غير وارد من جانبنا، وهذا ليس موضوع محل نقاش في المجتمع أو القيادة الروسية كوننا سنبقى على هذا الموقف. لذلك، فإن أي تغيير في موضوع العقوبات ممكن أن يحدث فقط انطلاقاً من الصراعات في داخل مراكز القرار الغربية ما بين فئات مهتمة بالتعاون مع روسيا أو أخرى غير مهتمة. إن موضوع العقوبات يقدم خدمة إعلامية كبيرة لهم بحيث تعتبر عامل ضغط مستمر على روسيا. في موسكو، نرفض أي نقاش حولها، خصوصاً وأن الشعب الروسي لم ينسَ تأثيراتها، لا سيما وأنه من المتوقع أننا سنعيش هذه الحالة على المدى البعيد، إذ يجب علينا إكمال مخططات التطور الاقتصادي بالرغم من تلك العقوبات.
أما بالنسبة لمسألة التعاون على الصعيد السوري بين روسيا ومحور المقاومة ومع دخولنا على خط الأزمة مباشرة في العام 2015، كانت الصورة واضحة تقريبا ًلجهة مكافحة الإرهاب والحفاظ على وحدة سوريا كدولة. وعلى هذا الأساس، تم بناء التفاهمات مع الأطراف الأخرى المشاركة، ليس فقط مع إسرائيل بل مع الجميع، بمن فيهم الأمريكيين والأتراك وغيرهم. بعد ذلك، نجحت في بعض الأحيان الجهود الإيجابية، كالتأسيس لمسار “أستانا”، وفي بعض الأحيان قامت أمريكا بتثبيت مواقع لها في مناطق سورية، إضافة الى تصعيد إسرائيلي تحت حجة النفوذ الإيراني، والموقف الإسرائيلي معروف أنهم ليسوا ضد النظام السوري بل هم ضد هذا النفوذ. وحول الموقف الدولي من الحرب ضد الإرهاب وفصائله المسلحة، يجب الإشارة الى أن الحرب عليهم لا يخوضها الجيش السوري وحده،وإنما إلى جانبه الحلفاء، وبالتالي فإن أي ضربة لأحدهم تعني ضربة للكل.
إن الوضع اليوم مختلف عنه في العام 2015، وبالتالي ليس لدي جواب على هذا الموضوع لا سيما فيما يخص الجانب العسكري. أما سياسياً، فموقفنا ثابت لجهة عدم جواز المس بالسيادة السورية وهو موقف سياسي روسي قائم وثابت. أما كيف ستكون عليه الأحداث خلال المرحلة القادمة، فأنا لا أستطيع التكهن بها، ولكن من خلال المتابعة نرى أن هناك، وبشكل جزئي، قدرات سورية ذكية إلى جانب القدرات الإيرانية والروسية وغيرها تقابلها قدرات أمريكية وإسرائيلية. وعن كيفية إيجاد الطريق الصحيح لمعالجة كل هذه الأمور، أذكّر بما قلته أننا نمر بمرحلة دقيقة جداً، وفي كل خطوة يمكن أن تخلف تداعيات سلبية. من جهة، يجب علينا أن نستكمل المهمات التي أتت روسيا لأجلها لمعالجة الأوضاع في سوريا، ومن جهة أخرى، عدم التصادم مع بقية الأطراف وإشعال حرب كبرى في المنطقة.
الباحث الأستاذ كمال مساعد
كيف قرأت روسيا الضربة العسكرية الأخيرة على سوريا، وما هي الرسائل التي تريد السعودية إيصالها خاصة أن معلومات دبلوماسية تقول إن السعودية هي وراء الضربة الأخيرة؟
سعادة السفير ألكسندر زاسبكين
لا أستطيع إضافة الكثير حول هذا الموضوع لأن ما يحدث ميدانياً، كيف وأين، يضر ولا يفيد، خصوصاً أني لست خبيراً عسكرياً أو صانع القرار في هذا الشأن.
الأستاذ خالد القعسماني
إلى متى سيبقى الموقف الروسي منتظراً أمام المبادرات الأمريكية؟ وهل ستبقى وتيرته على ما هي عليه أم ستتسارع كما شهدنا في جورجيا حيث كانت الخطوات الروسية سريعة، وأيضا في القرم لاقترابه من الأمن الحيوي لها؟ أليس من الضروري أن تكون ذات السياسة متبعة من روسيا على كافة المحاور؟ الأمر الآخر، أليس من المفترض أن يكون سياسة استراتيجية روسية للتعامل مع وكلاء الولايات المتحدة على المستوى الإقليمي لوضع حد لهذه “العربدة” الأمريكية لا سيما وأن الوقت ليس في صالح روسيا أو محور المقاومة؟
سعادة السفير ألكسندر زاسبكين
إن الجوهر الأساسي للتطورات خلال العشر سنوات الأخيرة تنحو باتجاه إقامة علاقات شراكة، وهو ما أوضحه الرئيس بوتين، لكنهم أصبحوا يتصرفون كـ “منتصرين”، وكل ما حدث في المناطق كان بمبادرة هذا القطب الغربي وبقيادة أمريكية.
في تسعينيات القرن الماضي، كنا نمر بوضع داخلي مأساوي ولكن مع مرور الزمن زادت القدرات الروسية السياسية والعسكرية، وبالتالي أصبحنا قادرين على الوقوف أكثر في وجه انتهاكات الشرعية الدولية، إذ كانت نقطة الانعطاف في ليبيا، عندما تم اتخاذ القرار 1973، ليتم تشويهه بحيث قام الناتو بعملية عسكرية شاملة، وهو ما واجهناه لجهة عدم السماح بتكرار السيناريو نفسه في سوريا. ومنذ ذلك الوقت ونحن نقف في وجه كل هذه المحاولات المماثلة، إلى ما وصلنا إليه هذا اليوم، من خلال التوازن العسكري القائم الآن، وبالتالي يجب على أمريكا والغرب الاعتراف بهذه الحقيقة. صحيح أنه خلال فترة زمنية طويلة نسبياً كانت هناك مساعٍ عديدة هدفها خلق المشاكل وتفجير الأوضاع من قبل أمريكا وحلفائهم، غير أننا كنا دائماً متمسكين بالاستقرار، وبقدر الإمكان كنا نعرقل هذه المؤامرات الأمريكية – الغربية.
لقد تطورت الأحداث بشكل غير مسبوق، وانتشر الإرهاب بصورة فظيعة لكننا استطعنا أن نغير الوضع في سوريا.على هذا الأساس نحن نعمل، أما كيف سيكون شكل المرحلة القادمة وهل ستتطور الأمور لجهة التفاوض أم استمرار المماطلة والاستنزاف وتصعيد الأوضاع حتى الانفجار، فلا جواب لدي.
الأستاذ محمد قاسم
حول الواقع التقسيمي في سوريا، إلى أي مدى ستذهب الأوضاع على صعيد الصراع الإيراني– الأمريكي– الإسرائيلي؟ هل ستصل المنطقة إلى مرحلة الانفجار بفعل التوتر العالي في ملفات كثيرة متداخلة كنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، أو الرد الإيراني على مقتل 7 من عناصره في سوريا، أو الانتخابات النيابية اللبنانية؟
سعادة السفير ألكسندر زاسبكين
ما تفضلت به يعتبر أساسياً. فعندما طرحنا رؤيتنا لجهة معالجة الأوضاع في سوريا، حددنا الأهداف والأطراف التي تعرقل، وبمرحلة معينة تعاملنا مع الأمريكيين حول الموضوع غير أن ردة الفعل كانت غير ذلك. أيضاً، أصبح لدينا شكوك في الأهداف الأمريكية بالنسبة لسوريا خصوصاً بعدما تراجعت المواقف لجهة إسقاط النظام السوري، فهل يعتبر ذلك اعتراف منهم أو تراجع مؤقت لتنفيذ محاولة جديدة عندما تحين الظروف المناسبة للعودة إليه مرة أخرى؟ في البداية، كانت مسألة القضاء على “داعش”و”النصرة”، والمتعاونين معهم، هدفاً معترفاً به دولياً بالتالي اُعتبر الأمر الأساس للعمل المشترك ليتضح بعد ذلك أن الأمريكيين يبحثون عن قوى جديدة لتشغيلها بغية استمرار المواجهة في الأراضي السورية وهذا هو ما يحدث الآن.
إن ما يحدث اليوم هو مرحلة جديدة تحمل نفس الأهداف ومنها زعزعة الأوضاع لكنهم، في بعض الأحيان، لا يتوقعون الآثار السلبية التي ستحدث نتيجة لذلك، على غرار موجة هجرة اللاجئين الى أوروبا. إن الأمور مع الأمريكيين أصعب من أن تحلّل، فبعد تصريح الرئيس ترامب عن نيته سحب القوات الامريكية، وهذا منطق صحيح، نرى أنهم لا يتصرفون وفق هذا المنطق. أمر آخر مهم يتمثل في الاتفاق على صفقات سلاح هائلة تصب كلها في مصلحة أمريكا، بالدرجة الأولى، وهو ما يعتبر كمؤشر خطير ومن السابق لأوانه أن نرى مؤشرات إيجابية.
الأستاذة إليسار علو
هل تعتبر أن التهويل الأمريكي هدفه أخذ استثمارات الغاز في سوريا؟
سعادة السفير ألكسندر زاسبكين
أظن أن العامل الاقتصادي موجود دائماً في كل الحروب وهذا نظرياً وعملياً صحيح، إذ أان أحد الأسباب الأساسية للحروب تكمن في السيطرة على الموارد، وبالتالي فهم يسعون إلى السيطرة على الموارد السورية مما يجعل تقسيم سوريا “مغرٍ” بالنسبة لهم من أجل الإستيلاء على مواقع الغاز، وهوأمر واضح بالنسبة لنا، إذ إننا نركز دائماً، في الآونة الأخيرة تحديداً، على وجود محاولات للتقسيم من قبل هذه الأطراف، وبالدرجة الأولى الأمريكيين.
إن الوضع الخطير وكل الاحتمالات مفتوحة لكن هناك خطوط حمراء وكل الأطراف الدولية تعيها، ونحن نبذل كل الجهود من أجل عدم الوصول الى تصادم عالمي.
الأستاذة سمية تكجي
من بعد خطاب الرئيس بوتين بأول مارس/آذار، وحديثه عن سلاح نوعي لا يمكن للغرب مواجهته أو اعتراضه، الأمر الذي أحدث نقاشاً وبلبلة في مراكز الدراسات والقرار الأمريكية. هل نجحت أميركا من خلال ضعف المبادرة الروسية أم عبر استفزاز الصبر الروسي؟ إن هناك فجوة لدى الرأي العام لجهة فهم حقيقة الموقف الروسي ونقاط تقاطعه مع المقاومة. فما هي حقيقة هذا الموقف؟
سعادة السفير ألكسندر زاسبكين
إن المقصود من خطاب الرئيس بوتين التفاوض مع الغرب حول كل القضايا السياسية بالدرجة الأولى ومعالجة النزاعات وإيجاد الحلول لها، وغيرها من الأمور. لكن الغرب لا يريد التحدث مع روسيا أو التفاوض معها، على اعتبار أن الدور الروسي غير مهم. وهنا أريد أن أشير إلى أمر هام يكمن في شرحه لأربع أنواع جديدة من الأسلحة، إذ أن الهدف من ذلك القول بأنه أصبح هناك توازن قوى ولم يقل أننا متفوقون عليهم، وأننا سنقوم بفرض إملاءات عليكم، إذ لا توجد ضرورة للركض وراء سباق تسلح أو فرض الإملاءات على بعضنا، لكن من الضرورة أن نتفاوض، وهذا هو أساس الخطاب.
الإعلامية مي الصايغ
التقدم الميداني هو لصالح الجميع لكن لماذا لا تتم ترجمته سياسياً؟ والبعض متشائم حتى نهاية ولاية الرئيس السوري بشار الأسد ليصبح هناك انطلاقة جديدة في المفاوضات؟ فهل الحل السوري متأخر لهذه الدرجة؟
سعادة السفير ألكسندر زاسبكين
إن التناسب ما بين الأوضاع الميدانية والتسوية السياسية هو دائماً قابل للتعديل. ففي بعض الأحيان، نرى ربطاً مباشراً، وأحياناً أخرى نرى تقدماً هنا وتأخيراً هناك. وخلال الفترة الأخيرة، تقدم مسار “أستانا” بكشل أسرع من مسار “جنيف”، وتجربة مناطق خفض التوتر أيضاً أثبتت أنها أفضل من التفاهمات السياسية إضافة الى المصالحات، وهذا يعني أننا نسير بوتيرة نلمس من خلالها نتائج جيدة. أما التسوية السياسية، فهي بطيئة ولقد كان لنا عدد من الملاحظات الدائمة لا سيما بالنسبة لوفد المعارضة وتمثيلها، وغير ذلك. كنا نحاول دائماً التأثير إيجابياً على مسار “جنيف” وتشجيعه، والأمر نفسه بالنسبة لـ “سوتشي”. لكن الإعتراض الأمريكي وحلفاءه كان واضحاً على “سوتشي” بالتحديد، وهم يعتبرون أن “جنيف”، وبحسب وجهة نظرهم، يرمي إلى تسليم السلطة إلى المعارضة ونحن نعتبر أن هذا الأمر غير واقعي وغير صحيح وسليم. فاليوم مسار “جنيف” مطروح كما هو، ونحن نريد الإسراع في هذا المجال، كمسألة تشكيل اللجنة الدستورية، ومسار “أستانا”الذي يحاول المساعدة في هذا المجال.
بكل الأحوال، سنتابع لنرى ما سيحدث، فإذا حصل هناك تطور ايجابي للأوضاع فهذا سيساعد حتماً مسار “جنيف”، لأننا نرى أن “جنيف” يحمل شروطاً تعجيزية لازالوا مستمرين فيها، وهذا ما يسبب تعطيلاً للعميلة السياسية، وبالتالي نحن لسنا مسؤولون عن ذلك.
الإعلامي حيدر مصطفى
ما هي حدود الشراكة الروسية – التركية اليوم لا سيما فيما يخص مسألة تجميع الإرهابيين في إدلب والتي تشكل “قنبلة مستقبلية” سواءعلى الداخل السوري أم القواعد الروسية؟ فهل يصب ذلك في مصلحة المعركة على المدى البعيد؟ وإلى أي مدى ستكون روسيا قادرة على ضبط المغامرات التركية في الشمال السوري؟
سعادة السفير ألكسندر زاسبكين
أود الإشارة باختصار إلى مسار “أستانا” والتعامل الروسي – التركي في هذا الإطار.إن الأتراك يتواصلون مع الفصائل المقربة منهم، ونحن نتواصل مع السلطات السورية، وإيران موجودة. هذا المسار ناجح نسبياً وهذا يتطلب من جانبنا مرونة وإيجاد القواسم المشتركة بين الأطراف التي لديها في بعض الأحيان أهداف مختلفة. نحن نجد القواسم المشتركة في الأمور الأساسية لكل طرف ونلتقي، وانطلاقاً من ذلك من الممكن أن نتقدم إلى الأمام ونحن نعلم أن هناك مصالح أخرى رغم ذلك. ونستنتج أنه يجب علينا قدر الإمكان أن نستفيد من هذا التعامل آخذين بعين الاعتبار أن السلطات السورية لديها خصوصية في تقييم الدور التركي وتصرفاته في الشمال، ويجب أن نحترم ذلك من دولة ذات سيادة. الأمر الآخر لديدنا الأهداف القصيرة المدى ومتوسطة وطويلة المدى. نحن من خلال تجربة وفكرة الهدنة والمصالحات الميدانية، استفدنا كثيراً في أماكن عديدة، وإذا رفضنا هذه التجارب فبؤر التوتر ستكون كثيرة، ومن هذه الأمور “طريق إدلب” الناتج عن اختراعات هذه الحرب، حيث نعتمد الى توسيع المناطق الآمنة.
الإعلامي حيدر مصطفى
لكن تركيا تعتبر أن إدلب تابعة للداخل التركي والإعلام التركي يسوق لهذا الموضوع أيضاً وعفرين؟
سعادة السفير ألكسندر زاسبكين
نحن خلال هذه المرحلة نشير إلى أن هناك مخاطر حول وحدة سوريا ولا تزال هذه المخاطر قائمة، فروسيا لا تزال متمسكة بوحدة سوريا وستبذل كل الجهود وفي كل مكان للحفاظ على هذه الوحدة.
الأستاذة هيام رومية
هل تعتقدون بأن هناك خلايا نائمة ما زالت موجودة في المنطقة العربية تنتظر فرصتها، وكيف ممكن للمخابرات العمل على كشف تلك الخلايا؟ وهل للمخابرات الروسية دور جدي وفعال في التعاون مع مخابرات المنطقة العربية؟ وكيف تنظرون إلى صداقة أمريكا هل هي ثابتة أم متأرجحة؟
سعادة السفير ألكسندر زاسبكين
الأشياء المخابراتية كما العسكرية صعب جداً أن أتحدث عنها، لكن لدي انطباع أن تفجير للأوضاع وإشعال الفتنة سيؤدي إلى انتشار الإرهاب وهذا الأمر واضح تماماً من خلال ما حصل في السنوات الماضية. الآن وعلى ما يبدو استطعنا أن نتغلب بشكل أساسي على الموجة الإرهابية في سوريا وقد يكون في المنطقة ككل، فتم تحويل الوضع من استيعاب مبادرة إرهابيين إلى قوى تحارب الإرهاب، لذلك نحن عندما نتحدث عن الوضع الحالي نقول إنه قد يكون هناك بديل للحرب عبر الإرهابيين وإمكانية حدوث تصادم مباشر وهذا ما نريد استبعاده. نحن لا نزال نكافح الإرهاب ولا نريد بديلاً له، كما أننا لا نريد أي تصادم بين الأطراف الأساسية في هذه المنطقة. فهل سيكون هناك موجة إرهابية جديدة في الشرق الأوسط؟ أشك في ذلك، وأما الخلايا النائمة فطبعاً هي موجودة فالإرهاب ممكن أن يكون في أي مكان.
أما العلاقات الروسية – الأمريكية، فإن طبيعة السلطة في أمريكا ونظرتها إلى المكانة العالمية التي تحتلها في العالم لا يشجع على وجود علاقات جيدة مع روسيا، فالأفضل أن يكون هناك منافسة طبيعية في الأمور الاقتصادية وحتى السياسية، لكن هذا “التوحش” الذي نراه اليوم، وتضليل الرأي العام العالمي وتزوير الأوضاع يومياً و”شيطنة” روسيا والهجمة عليها لا يخدم هذه العلاقات.
أحد المشاركين
ما هو حجم تأثر العقوبات على الشعب الروسي؟
سعادة السفير ألكسندر زاسبكين
إن وضعنا الآن يختلف عن وضع الاتحاد السوفياتي، فروسيا أصبحت جزءاً لا يتجزأ من الاقتصاد العالمي، لكن العقوبات، في المجال المالي تحديداً، تؤثر علينا كشعب خاصة وأن الأمريكيين هم المسيطرون في هذا المجال. وأكثر من ذلك وخلال السنوات الأخيرة، تخلت الولايات المتحدة عن القوانين وباتوا يستخدمون الضغوطات اليومية غير الاقتصادية لتمرير مصالحهم، فالمعارك قادمة، في مجال الغاز مثلاً. إن الأسلوب الوحيد للمواجهة هو تعزيز قدرتنا الذاتية والبحث عن البدائل الخارجية تعويضاًعن الخسائر التي تلقيناها نتيجة العقوبات. وفي المجال المالي وخلال السنوات الأخيرة، استطعنا تطوير شبكة مصارف روسية ذات أوضاع جيدة ومتينة بشكل أفضل مما كانت عليه، لكن مطلوب إجراءات إضافية في هذا المجال. أما بخصوص التكنولوجيا، فهذا موضوع صعب لأن أمريكا ستخلق صعوبات جديدة في المستقبل، غير أنه بالإمكان إيجاد سبل للتعاون مع بعض الأطراف غير المشمولة بالعقوبات الأمريكية، وتوسع الرؤية الاقتصادية الروسية، إضافة إلى ثروات الموارد الطبيعية الغنية جداً الموجودة في روسيا، وهذا سيساعد كثيراً.
أحد المشاركين
هل كانت عفرين “ضحية” من أجل نجاح “أستانا” و”سوتشي”؟ ألم يكن التدخل التركي في سوريا انتهاكاً للسيادة السورية؟
سعادة السفير ألكسندر زاسبكين
جزئياً، تحدثنا حول هذا الموضوع ضمن مسار “أستانا” أي العلاقة بين روسيا وتركيا وإيران والسلطات السورية. بالنسبة للأكراد،إن موقف روسيا واضح من ذلك ولم تكن لدينا علاقة وثيقة مع الأكراد كما علاقتهم مع الأمريكيين لا سيما مع وجود تعاون وثيق في المجال العسكري، مدى انزعاج الطرف التركي منه خصوصاً وإن لهذا الطرف تقييمه الخاص للأوضاع الكردية والعلاقة الكردية – الأمريكية وهل هذه العلاقة تؤدي إلى تقسيم سوريا أو اكتمال الانفصال الكردي؟ نحن ضد ذلك. في مطلق الأحوال، إننا نعتبر الكرد جزءاً لا يتجزأ من الشعب السوري، سياسياً وشعبياً وما إلى ذلك، لكنوللأسف الشديد لعبت أمريكادوراً سيئاً خلال عدة سنوات في كل تلك المناطق. بالنسبة لعملية تركيا في عفرين، نحن من الناحية الإنسانية صرحنا أننا ضد أية انتهاكات لحقوق الإنسان، إضافة الى أن الموقف السوري معروف حول هذا الموضوع. أما بالنسبة لروسيا، فنحن لم نتعاون مع الأكراد أو الأمريكيين عسكرياً، لكن لدى الأتراك مشكلة مع الأمريكيين، وبالتالي لا يجب تحميل روسيا مسؤولية ما يحدث.
الإعلامي نبيل المقدم
ما هي خطوات روسيا المقبلة؟ وهل تعتقد أن الأمريكان يريدون منع روسيا وسوريا من استثمار انتصارهم في المنطقة أم هناك شيء أبعد؟
سعادة السفير الكسندر زاسبكين
وفقا للعلاقات الروسية – الأمريكية في المنطقة، لا يمكن أن نعتبر أن الأوضاع في سوريا منفصلة عن الأجواء الدولية العامة فهي تحتل جزءاً كبيراً وربما من الأساسيات. دولياً، لا أرى أفقاً جيدة لأي تفاهم روسي أمريكي في سوريا، وأمر طبيعي أن الأمريكي سيماطل ويعرقل ويعطل، هذا هو الواقع.فبعد الاتفاق مع الأمريكيين حول حلب، قاموا بإفشال الاتفاق في اليوم الثاني، بينما نحن انطلقنا إلى مسار “أستانا”ساعين إلى تطوير الأوضاع في سوريا ايجابياً، وإيجاد تسوية سياسية قدرالإمكان معهم أو بدونهم، وعلى الأرجح بدونهم.
الدكتور طلال حيدر
في ظل تصعيد عسكري أمريكي -إسرائيلي على سوريا وإيران وحزب الله، إلى أي مدى روسيا وضعت خطوطاً حمراء في حال تدهور الأوضاع؟ وهل روسيا مستعدة للدخول في حرب من أجلشركائها؟
سعادة السفير ألكسندر زاسبكين
إذا كان وزير الخارجية، سيرغي لافروف، مكاني لأجاب بكل تأكيد. نحن دبلوماسيون نعمل مع الوقائع وليس مع الاحتمالات، فلا نريد أن نبحث في فرضيات وسيناريوهات، والخطوط الحمراء الروسية. هذا الأمر يتعلق بالقائد العام لروسيا الاتحادية وليس لأي شخص آخر أقل منه.
الأستاذ شوقي العريضي
لماذا منطقة الشرق الأوسط تحديداً دائماً بركان متفجر؟ فهل نحن على خطأ أم على صواب؟ ما هي النصائح أو التلخيص الذي يمكن أن تقدمه لنا؟
سعادة السفير ألكسندر زاسبكين
أنتم في وضع متميز مقارنة بما حدث في القرن العشرين الذي شهد الحربين العالميتين الأولى والثانية. لقد فقدنا في روسيا الملايين، وكذلك الصينوأوروبا التي كانت مسرحاً للحروب بالكامل، إضافة إلى المعاناة من أوضاع ديموغرافية سيئة جداً.
فيما يخص الإرهاب، لا أحد يعرف إلى أين سيتوجه خصوصاً وأن هناك أزمة في “الأخلاق”، وبالتالي يجب على المجتمع أن يكون قوياً ومتلاحماً أمام التحديات المستقبلية.
الدكتور علوان أمين الدين
هناك مقالة شهيرة للوزير لافروف “نحن على الجانب الصحيح من التاريخ” أتمنى قراءتها. شكراً لسعادة السفير وللمشاركين.