حوار: سمر رضوان
على وقع الانتصارات المتلاحقة على كامل الجغرافيا السورية، بات لزاماً التحرّك لإنعاش الحالة السياسية، المتعلقة بالأزمة السورية، والبدء بالمفاوضات في جولة جديدة من محادثات “أستانا 9″، على أن تخرج بقرارات توظّف لصالح إيجاد حل للحرب الدائرة في سوريا، مع إكمال العملية العسكرية للجيش العربي السوري، الذي يملك من أوراق القوة الكثير، ما يجعل الدولة السورية المفاوض الأقوى في هذه المحادثات.
حول آخر التطورات السياسية والعسكرية، وغير ذلك، يوضّح، اللواء السوري رضا شريقي، الخبير العسكري والاستراتيجي، لـ “سيتا”:
أهداف مفاوضات أستانا 9
اعتقد ان اجتماع استانا 9 يعتبر قائم لمجرد موافقة جميع الأطراف على الحضور بما فيها الوفد المعارض عن التنظيمات المسلّحة، والأردن والولايات المتحدة الأمريكية بصفة مراقب لأن الاجتماع بحد ذاته يهدف إلى أكثر من هدف:
الأول التأكيد على انتصارات الجيش العربي السوري وتنبيه هؤلاء الإرهابيين بأن الطريق أمامهم بات مسدودا خاصة بعد أن ارتاحت العاصمة دمشق أو كادت أن ترتاح من إجرامهم.
الثاني لجم تحركات تركيا المشبوهة منذ البداية ووضعها أمام معطيات الميدان الأخيرة وتذكيرها بوعودها وتعهداتها أمام الشركاء الآخرين في أستانا والتي كانت حول السيطرة على منطقة إدلب وإعادة الهدوء إليها بعد طرد التكفيريين منها ثم إجراء ما يلزم لإعادتها إلى حضن الوطن بالتعاون مع الروسي والإيراني، إلا أن الأمور اليوم تدحرج خارج هذا الإطار واعتقد انها تؤكد المطامع العثمانية.
الثالث مناقشة عابرة لمواضيع شتى منها الدستور والانتخابات وغيرها.
إحياء المعابر مع الأردن
ما يتعلق بفتح المعابر مع الأردن لا اعتقد أن الأمر بهذه السهولة لأن الوضع في منطقة خفض التوتر الجنوبية الغربية معقد للغاية بسبب تواجد كل أطياف العصابات المسلحة هناك، وكل منها مدعوم من دولة، والمنطقة تتكئ على العدو الإسرائيلي من جهة، ومن جهة ثانية على الأردن الذي لا يملك قراره بكل أسف خاصة وأن امريكا والعدو الصهيوني يريدان إطالة أمد الحرب لإنهاك سوريا أكثر، فإذا ما فتحت المعابر بهذه الظروف سيكتمل مشهد الفوضى أكثر، لذلك أعتقد أن فتح المعابر مؤجل حتى توفر الظروف المؤاتية.
إدلب إلى الواجهة
منذ البداية قلنا إن تجميع العصابات الإرهابية في إدلب سيشكل برميل بارود خطير خاصة وأن التركي مستعد لتوظيفه وفق مطامعه المعروفة في الشمال السوري، لذلك لابد من الانتباه إلى أن أعداء الوطن يمكن أن يفعلوا دور هؤلاء الإرهابيين بإزعاج الريف الشمالي للاذقية أو تدويرهم كقوة بيد الأمريكي في الشمال الشرقي، أو أن تتضخم قوتهم في مكانها لتسيطر على منطقة إدلب ويصبح شأنها شأن قسد تطالب بالفدرلة.
وهي في كل الأحوال تحارب الجيش العربي السوري وتضعف الوطن وتطيل أمد الحرب القذرة على سوريا وهذا ما يريده جميع أعداء سوريا من أعراب وأغراب.
مصدر الصور: موقع الرأي السوري.