حوار: سمر رضوان
بعد المواقف الدولية المتعددة، من روسيا إلى سوريا فتركيا، من تطورات للأحداث في مناطق ريفي حماة وإدلب واللاذقية، والتأخير التركي في تنفيذ بنود التفاهمات التي سبق وألزمت أنقرة فيها نفسها يشكل عامل قلق، خصوصاً وأن المجموعات المسلحة الموجودة في المنطقة قد شنت العديد من الهجمات على قوات الجيش السوري ما استدعى رداً عسكرياً من موسكو ودمشق.
عن المعارك الأخيرة في تلك الأرياف، والموقف التركي، والمواقف الإقليمية والدولية، سأل مركز “سيتا” الأستاذ مهند الحاج علي، عضو مجلس الشعب السوري، عن تفاصيل هذا الموضوع.
المحطة الأخيرة
رغم ميل الدولة السورية، في البداية، للحلول السياسية وتوالي دورات “أستانا” التي حققت تقدما كبيرة لجهة وقف التصعيد، وتحرير ثلاث مناطق كانت تحتلها الجماعات الإرهابية المسلحة، يبدو أن آخر تلك المناطق، أي إدلب، قد تم تمديد الإتفاق فيها أكثر من المدة المتفق عليها بين الدول الضامنة، كما أنها آخر محطة للإرهابيين في سوريا، ونحن كنا على علم بأن تركيا لن تستطيع تنفيذ وعودها في فيها، بل وهي عاجزة عن تحقيق أي منها.
فبعد الإتفاق على انسحاب الجماعات المسلحة لمسافة 10 كلم، بدأ الأتراك بالممطالة في التنفيذ بشكل كبير إذ أن لديهم رغبة بإبقاء قواتهم المحتلة لبعض الأجزاء من الشمال السوري، والإبقاء على نفوذها هناك، حيث أنها حاولت في الجولة الأخيرة من محادثات “أستانا” أن تقايض نفوذها في إدلب مقابل إطلاق يدها ضد الجماعات الانفصالية في الجزيرة السورية، وهو ما رفضته سوريا بإعتباره شأن داخلي بحت.
خروقات واضحة
في تفصيل لما سبق، دفعت تركيا مجاميع “جبهة النصرة”، ومن يلوذ بها فصائل، لشن اعتداءات على محافظتي حلب وحماة وتبعتهما اللاذقية، في خرق فاضح لوقف إطلاق النار، حيث انطلقت صرخات الإستغاثة من قبل المواطنين السوريين في إدلب بسبب ممارساتها، زد على ذلك أن هناك عدم رغبة من أوروبا والولايات المتحدة بإستعادة الإرهابيين الأجانب الموجودين في إدلب، لذلك لا يعنيهما الغلبة لمن، طالما لا عودة لهم.
هذا المشهد، دفع الجيش العربي السوري لفتح عملية واسعة لتحرير المحافظة، والتي كانت تعول تركيا فيها على قوة “جبهة النصرة”. لكن انهيارها السريع أمام الجيش وحلفاؤه روسيا وإيران، دفعها للتدخل الأخير في كفر نبودة، حيث شارك الكثير من الضباط الأتراك في قيادة العملية وقتل العديد منهم بنيران الجيش السوري، غير أنها ما تزال تتكتم على نشر تلك معلومات.
بإعتقادي، سيستمر الأتراك في دعم الجماعات المسلحة حتى تتعرض قواتهم لخسائر كبيرة، وهذا السبب سوف يجبرهم على الإنسحاب.
إستغلال تركي
يبدو للعيان أن تركيا لم تعد تستجيب للضغوط الروسية، وتستغل انشغال إيران في معركتها الإقتصادية وربما العسكرية مع واشنطن. لذلك، تحاول أن تصعد من مواقفها في سوريا لكيلا يرتد المسلحون نحو اراضيها، وبالتالي تنتقل المعركة من الأراضي السورية إلى التركية.
من هنا، إن ما سيكبح جماح تركيا في تلك المنطقة هو هزيمة أدواتها في إدلب، كـ “جبهة النصرة” وأعوانها، وسيكون للدور الروسي والإيراني أثر كبير في الأيام المقبلة من معركة إدلب. ولكن هنا، يجب الإشارة إلى مسألة مهمة وهي حال تعرض إيران لهجوم من قبل الولايات المتحدة، إذ ستتأثر المعركة في إدلب بالتأكيد كون طهران لن تستطيع القتال في ساحتين بنفس الوقت.
مصدر الصور: صحيفة الوطن.