إعداد: يارا انبيعة
أجرت فنزويلا انتخاباتها المبكرة في 20مايو/ أيار2018، لاختيار رئيسها الجديد. هذا القرار الذي جاء مفاجئاً، أدانته كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي واللتان هددتا بفرض المزيد من العقوبات على الرئيس الحالي، نيكولاس مادورو، إذا انه يسعى الى “تقويض الديمقراطية” في بلاده.
هذا وفتحت مراكز الاقتراع، البالغ عددها 14 ألفا و638 مركزاً، أبوابها عند الساعة السادسة (10.00 بتوقيت جرينيتش) لاستقبال 20.5 مليون ناخب مسجل في هذه الانتخابات المبكرة التي تجرى على دورة واحدة، في الوقت الذي تم فيه نشر نحو 300 ألف عسكري وشرطي لضمان أمن الاقتراع.
ولقد ترشح الى الانتخابات الرئاسية 4 اشخاص هم: الرئيس الحالي نيكولاس مادورو، ومنافسه الرئيسي هنري فالكون الذي ترشح رغم دعوة المعارضة لمقاطعة الانتخابات، والمهندس رينالدو كيهادا، والقس السابق خافيير بيرتوتشي.
68 بالمئة من الأصوات
اعلنت لجنة الانتخابات في فنزويلا، إن الرئيس نيكولاس مادورو فاز في الانتخابات الرئاسية برغم أن منافسيه أعلنوا أن الانتخابات غير شرعية بسبب مخالفات واسعة، وأضافت اللجنة، أن نسبة الإقبال على التصويت بلغت 46.1 في المئة وهو ما يقل كثيرا عن إقبال بلغت نسبته 80 في المئة في آخر انتخابات رئاسية ويرجع ذلك إلى مقاطعة المعارضة.
وقالت رئيسة المجلس تيبيساي لوسينا إنه استنادا إلى نتائج فرز 90% من الأصوات فقد حصل مادورو على 67.7% من الأصوات، متقدما بفارق شاسع على منافسه الرئيسي هنري فالكون الذي حصل على 21.2% من الأصوات، اذ ستمتد ولاية مادورو الرئاسية الثانية من 2019 حتى 2025.
وشكلت النتائج ضربة قاسية للمعارضة التي كانت تعتبر الانتخابات بمثابة استفتاء حول مادورو، بعد أشهر من المظاهرات الدامية لم تمكن المعارضة من إسقاطه، اذ يرى بعض المحللين أن هناك عوامل كثيرة ساعدت التيار “الشافيزي” والرئيس مادورو لتحقيق فوز ساحق ابرزها عزوف المعارضة عن المشاركة بكثافة في الانتخابات مما أسهم في فقدان نحو 3 ملايين صوت في هذه الدورة.
“لن نعترف”
اعلن مرشح المعارضة الفنزويلية في الانتخابات الرئاسية، هنري فالكون، إنه لن يعترف بالنتائج، وأضاف، أن الانتخابات كان يشوبها العديد من المخالفات.
فالكون، في مؤتمر صحفي عقد، قال: نحن لا نعترف بهذه العملية الانتخابية ونعتبرها غير شرعية، داعياً إلى انتخابات جديدة. وكان فالكون قد قال في وقت سابق إنه تلقى مئات الشكاوى بقيام موظفي الحزب الاشتراكي بتصوير وثائق هوية الناخبين بالماسحات الضوئية بالقرب من مراكز الاقتراع حيث يتم تقديم الوعود لهم بالحصول على جوائز إذا ما صوتوا لصالح مادورو.
وصرح فالكون، في بلدة باركويسيميتو بشمال غربى البلاد حيث أدلى بصوته هناك، إن بعض مراقبيه في الانتخابات تم منعهم من دخول لجان الاقتراع، كما تعرض أحدهم للضرب على يد عدد من الجنود.
روسيا تبارك
أكّدت وزارة الخارجية الروسية أنّ الانتخابات الرئاسية خطوة مهمة في حياة الشعب الفنزويلي، لافتة إلى أنها تمت بنجاح.
وقال مدير قسم شؤون أمريكا اللاتينية في وزارة الخارجية الروسية ألكسندر شتينين: لدى موسكو معلومات مبنية على معطيات رسمية للمجلس الوطني للانتخابات الفنزويلية تفيد بأن نيكولاس مادورو فاز بثلثي أصوات الناخبين، مؤكدا أنّ نتائج الانتخابات هي معيار لا يمكن التراجع عنه.
وأشار شتينين إلى أنّ الانتخابات تمثل خطوة مهمة في حياة الشعب الفنزويلي وتمهد الظروف الضرورية لحل المسائل المعقدة التي تواجهها البلاد وخاصة في المجالين الاقتصادي والاجتماعي.
واتهمت وزارة الخارجية الروسية الولايات المتحدة الأمريكية بالتدخل فى الانتخابات الرئاسية، وقالت إن واشنطن حاولت وضع عقبات من خلال دعوات لمقاطعة النتائج وعدم الاعتراف بها بعد فوز الرئيس مادورو بفترة رئاسية آخرى.
طهران ترحب
رحب المتحدث الرسمي بإسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي باجراء الانتخابات الفنزويلية، داعياً الأطراف الأجنبية إلى احترام نتيجة التصويت وإرادة الشعب.
وفي بيان له قدم تهانيه لانتخاب الرئيس مادورو، وقمشيراً الى ان الانتخابات ونتائجها، على الرغم من الضغوط الداخلية والتهديدات الخارجية وفرض العقوبات، هي نجاح ومكسب عظيم للديمقراطية في فنزويلا والحكومة والشعب.
وأضاف قاسمي أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تأمل في أن تحترم الأطراف الأجنبية صوت الشعب الفنزويلي على ضوء نتائج الانتخابات ودعم إقامة الاستقرار السياسي والتنمية الاقتصادية في هذا البلد.
كما اضاف قاسمي: إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تؤكد من جديد تضامنها العميق مع حكومة وشعب فنزويلا وتعرب عن استعدادها الكامل لمواصلة تعزيز العلاقات الثنائية.
غير شرعية
اعتبرت الولايات المتحدة الانتخابات الرئاسية التي جرت غير شرعية، ودعت إلى تمكين الفنزويليين من انتخاب ممثليهم في أجواء من الحرية والنزاهة. وقال وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، عبر موقع “تويتر”، إن هذه الانتخابات الزائفة لا تغير شيئاً، نريد أن يحكم الشعب الفنزويلي البلاد، التي تملك الكثير لتقدمه للعالم.
كما صرحت المتحدثة بإسم الخارجية الأمريكية، هيذر نويرت، بأن المسماة انتخابات، التي جرت في فنزويلا، ليست شرعية، وأضافت في تغريدة على موقع “تويتر” أن الولايات المتحدة تقف إلى جانب الدول الديمقراطية عبر العالم التي تدعم الفنزويليين وتدعم حقهم بإنتخاب ممثليهم عبر انتخابات حرة ونزيهة.
وعلى صعيد متصل، قال نائب وزير الخارجية الأمريكي، جون سوليفان، إن الولايات المتحدة لن تعترف بنتائج انتخابات الرئاسة التي جرت في فنزويلا، وان بلاده تدرس بقوة فرض عقوبات على قطاع النفط الفنزويلي، واضاف سوليفان إنه ستتم مناقشة الرد على انتخابات فنزويلا خلال اجتماع مجموعة “العشرين” في بوينس آيرس الارجنتينية.
مصدر الأخبار: وكالات
مصدر الصور: اليوم السابع