شادي الخيمي*
نشرت إحدى الصحف المحلية السورية، قبل نحو أسبوع، مقالاً لأحد الكتَّاب متناولاً بشكل سلبي التصريحات التي وردت على لسان كبار المسؤولين الإيرانيين بشأن سوريا بشكل مجتزأ، بطريقة سطحية لا تستند إلى الواقع، ودون النظر إلى الدماء التي انتشر عبقها من دمشق إلى طهران والضاحية الجنوبية للبنان.
وكما بدت الكلمات وكأنها نابعة من موقف شخصي للكاتب، وهي كذلك، على ما أعرف وأنا القابع هنا في دمشق، لا تزال كلمات زملائي ورفاقي من شباب سوريا ترن في أذني حين تجمعنا بشكل عفوي لعشرات المرات في قلب العاصمة دمشق لنقول “شكراً إيران”.
ولا تزال اللقاءات المتكررة للسيد الرئيس بشار الأسد بساسة إيران، في كل تلك اللقاءات، تؤكد على أن القرار أولاً وأخيراً لسوريا وقيادتها. هنا، نذكر بالمعلومات التالية والتي وردت في لقاء للسيد الرئيس، بشار الأسد، مع مستشار الإمام على الخامنئي، السيد علي أكبر ولايتي، التي أعرب خلالها عن شكره لـ “ثبات الموقف الإيراني الداعم لصمود الشعب السوري”، قائلاً إنه “محط تقدير من قبل جميع السوريين”، متابعاً أن “مواقف إيران خلال الحرب التي تتعرض لها سوريا تعزز العلاقة الوطيدة القائمة بين البلدين منذ أكثر من ثلاثة عقود.”
في المقابل، أذكّر بثناء السيد ولايتي على ما وصفه بـ “الصمود البطولي” للشعب السوري، قائلاً إن “الدفاع المستبسل الذي يبديه الشعب والحكومة السورية بقيادة الأسد لا مثيل لها في التاريخ، وبالطبع كان متذبذباً، ولكنه متصاعد، وإن شاء الله سيتم تحقيق النصر بقيادته.” حسبما نقلت وكالات الأنباء الإيرانية على لسانه.
كما أنه ومن المعروف أن بداية عمل المقاومة اللبنانية، إلى جانب الجيش العربي السوري، لم يبدأ في القلمون والقصير ولم ولن ينتهي بتحرير أهالي الفوعة ووكفريا.
إنه ومن الصعب أن يتحول الكاتب الصحافي إلى محلل عسكري، خصوصاً عندما نتذكر خجلاً دماء سقطت ومزجت مع الشرفاء في بلدي بالتراب السوري دماء المستشارين والعسكريين والمجاهدين والمقاتلين من القادة الشهداء في الحرس الثوري الإيراني، المستشارون اللذين تطرق لهم الكاتب في مقالته ومر على بطولاتهم وتضحياتهم ودماء شهدائهم مرور العابثين، خاصة وأن منهم كثيرون عادوا إلى عائلاتهم في إيران شهداء مكرمون، فهم آمنوا كما آمن العالم كله، من صديق وعدو، أن الجيش السوري قادر على أن يدافع عن بلاده وعن المحور الذي تنتمي إليه سوريا، فجاؤوا ليدعموا هذا الصمود ويقدموا خبراتهم وقدراتهم ويكونوا شركاء في المعركة، ويدفوا ثمناً غالياً من دمائهم الذكية.
يطيب لي هنا ذكر العميد الشهيد هادي كجباف، “أبو السجاد”، الذي أصيب مراراً في الميدان السوري مدافعاً مع رفاقه إلى جانب الجيش السوري عن مناطق دمشق وريفها، ودرعا، وسواها من المحافظات والمناطق السورية التي امتلأت بالإرهابيين و”الدواعش” الى أن استشهد في بصرى الحرير بدرعا مع ثلة من المجاهدين والمقاتلين السوريين والمستشارين الإيرانيين، في أبريل/نيسان العام 2015، لنقول إن الدماء تتفوق على كل ما يثار من كلام “ملغوم” لا يقصد فيه الخير لا لسوريا ولا لشعبها. فالسوريون دوماً يحملون الجميل ويحفظون المعروف، ويعلمون أننا جميعاً في مركب الحق سائرون حتى النصر.
ولا ختام لكلامي أحسن مما ختم به سيد الوطن الرئيس بشار الأسد بالقول “نشكر الشقيقة إيران على ما قدمته من دعم.. وشكراً من القلب للمقاومة اللبنانية التي بادلتنا الوفاء بالوفاء والدم بالدم.”
*كاتب سوري
مصدر الصورة: إرم نيوز.