إعداد: يارا انبيعة

على وقع أحداث عالمية (جدل بين واشنطن وبيونغ يانغ حول البرنامج النووي، وإحباط كوري جنوبي من عدم عقد محادثات مباشرة مع الشمال، وتصريحات أميركية بإعادة تفعيل العقوبات الإقتصادية على الإيراني)، اختتمت قمة المنتدى السنوي لرابطة دول جنوب شرقي آسيا “آسيان” أعمالها، في 4 أغسطس/آب 2018، في سنغافورة.

إستياء كوري شمالي

على صعيد العلاقات الأميركية – الكورية الشمالية التي شهدت نقلة نوعية عقب قمة الرئيس الأميركي دونالد ترمب والزعيم الكوري كيم جونغ اون في يونيو/حزيران 2018، احتدم الجدل حول برنامج الدولة الآسيوية النووي، إذ ما تزال بيونغ يانغ “منزعجة” من دعوة واشنطن لمواصلة العقوبات والضغط عليها.

حيث أعلن وزير الخارجية، ري يونغ هو، عقب مغادرة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو المنتدى، أن “جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية ثابتة في عزمها والتزامها بتطبيق البيان المشترك مع الولايات المتحدة بأسلوب مسؤول وحسن النية”، وأضاف “غير أن المقلق هو التحركات المستمرة الواضحة داخل الولايات المتحدة للعودة إلى الوضع القديم، بعيداً عن عزم رئيسها.”

وقال ري في بيانه “بدأنا بإجراءات تنم عن حسن النية، من بينها تعليق الاختبارات النووية واختبارات إطلاق الصواريخ وتفكيك موقع اختبارات نووية”، وتابع “لكن الولايات المتحدة بدلاً من الاستجابة لهذه الإجراءات، رفعت صوتها بالمطالبة بإبقاء العقوبات على جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية وإظهار موقف التراجع حتى عن إعلان انتهاء الحرب، وهي خطوة أساسية جدا ورئيسية لتحقيق السلام في شبه الجزيرة الكورية.”

إنتهاك محتمل

وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو من جهته قال “إن مواصلة كوريا الشمالية العمل في برامج الأسلحة لا يتسق مع تعهدات كيم بنزع السلاح النووي”، لكنه عبّر عن تفاؤله بإمكانية نزع سلاحها على الرغم من أن ذلك سيستغرق بعض الوقت، وأضاف “أن واشنطن تأخذ بكل جدية أي تراخٍ في تطبيق العقوبات الدولية”، مشيراً إلى وجود انتهاك روسي محتمل لقرار الأمم المتحدة بإصدارها تصاريح عمل لعمال من كوريا الشمالية.

في هذا الإطار، قال بومبيو “أود أن أذكّر كل دولة دعمت هذه القرارات بأن هذه قضية خطيرة وهو أمر سنناقشه مع موسكو، نتوقع من الروس وجميع الدول الالتزام بقرارات مجلس الأمن الدولي وتطبيق العقوبات على كوريا الشمالية.”

من جهتها، نقت روسيا تقريراً نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال” وورد فيه أنها تسمح بدخول الآلاف من العمال الكوريين الشماليين وتمنحهم تصاريح عمل، كما نفى السفير الروسي لدى بيونغ يانغ تحايل موسكو على القيود التي فرضتها الأمم المتحدة على إمدادات النفط لكوريا الشمالية.

“العقوبات ستطبق”

وفي سياق آخر، تعهد الوزير بومبيو بأن بلاده سوف تطبق العقوبات التي أعادت فرضها على إيران بعد انسحاب الرئيس دونالد ترمب من الإتفاق النووي مع الجمهورية الإسلامية، ابتداءً من الساعة 04:01 بتوقيت غرينتش من يوم الثلاثاء 7 أغسطس/آب 2018، حيث لن يكون بإمكان حكومة إيران شراء الأوراق النقدية الأميركية، كما إن عقوبات واسعة سيتم فرضها على الصناعات الإيرانية، بما في ذلك صادراتها من السجاد.

وعندما سُئِل بومبيو عما إذا كان بإمكان طهران الإلتفاف على الإجراءات، أجاب “الولايات المتحدة سوف تطبق العقوبات.”

“أحترم قراره”

على صعيد العلاقات بين الكوريتين، أعربت وزيرة الخارجية الكورية الجنوبية، كانغ كيونغ – هوا، عن أسفها لعدم تمكنها من إجراء محادثات ثنائية مع نظيرها الكوري الشمالي، لكنها أضافت أنها تحترم قراره، إذ اقترحت كانغ عقد محادثات فردية.

وفي مؤتمر صحافي عن مشاركتها في القمة، قالت كانغ “لقد أجرينا محادثة قصيرة، لكنها صريحة، كان هناك تبادل للآراء حول الأوضاع الأمنية لشبه الجزيرة الكورية والعلاقات بين الجنوب والشمال”، وتابعت “للأسف، لم يتم ترتيب المحادثات، لكني أعتقد أنه سيكون علينا أن نحترم تماماً موقف الطرف الآخر.”

الحرب “السيبرانية”

لم تتوصل رابطة “آسيان” إلى اتفاق بشأن الأمن الإلكتروني مع روسيا، ورداً على سؤال عن الاتفاق المقترح، قال وزير الخارجية السينغافوري، فيفيان بالاكريشنان “لم نتوصل إلى اتفاق”، وأضاف أن الأمن الإلكتروني كان أحد القضايا الرئيسية التي نوقشت في الاجتماعات داخل آسيان ومع الشركاء الآخرين أيضاً، كما كانت الصين والولايات المتحدة ضمن القوى التي شاركت في الاجتماعات.

هذا ويذكر أن سنغافورة تعرضت لأسوأ هجوم إلكتروني عندما سرق متسللون البيانات الشخصية لنحو 1.5 مليون شخص من بينهم رئيس الوزراء، لي هسيين لونج، من قاعدة بيانات للحكومة.

البيان الختامي

حث وزراء الخارجية في الرابطة كوريا الشمالية على الوفاء بالتزاماتها بشأن إنهاء عملية نزع سلاحها النووي خلال مباحثاتهم في سنغافورة. وجاء في البيان الختامي أن الوزراء حثوا جميع الأطراف المعنية على مواصلة العمل من أجل تحقيق سلام واستقرار دائمين فى شبه الجزيرة الكورية الخالية من الأسلحة النووية.

كما حث البيان أيضا كوريا الشمالية على الوفاء بالتزامها المعلن بنزع السلاح النووي التام وتعهدها بالامتناع عن إجراء مزيد من التجارب النووية والصاروخية، ورحب البيان بالقمم التى عقدتها الكوريتان في قرية الهدنة الحدودية، في بانمونجوم، وقمة سنغافورة التاريخية بين الرئيسين الأمريكي والكوري الشمالي.

كما أصدر المنتدى بياناً لخص فيه نتائج اجتماع وزراء الخارجية، ويعد هذا هو المنتدى الإقليمي الوحيد الذي يشارك فيه وزير الخارجية الكوري الشمالي.

مصدر الأخبار: وكالات.

مصدر الصورة: الميادين.