خاص – سيتا
جان فان زيبروك*
منذ 15 تشرين الثاني/نوفمبر 2017، يتولى زملاء الرئيس موغابي السيطرة على السلطة، حيث يتنشر الجيش في العاصمة هراري ويسيطر على التلفزيون والهيئات الرسمية، كما وضع الرئيس روبرت موغابي واقاربه ومستشاريه تحت الاقامة الجبرية، حيث اعلن الجيش انها مهمة تطهير داخل الحزب الحاكم.
وفي الموقف الافريقي، يدين الاتحاد الافريقي هذا الانقلاب، اذ ان الاتحاد لا يعترف بأي شرعية تطيح بالقوة رئيساً منتخباً ومعترفاً به، بل ان التغيير يكون ضمن إنتخابات ديمقراطية.
تكمن المشكلة الكبرى عند الزعماء الافريقيين في اعمارهم المتقدمة، اضافة الى عدمهم لخلفاء من بعدهم. وحده رئيس غينيا الاستوائية تيودورو أوبيانغ نغيما مباسوغو، البالغ من العمر 75 عاماً، عين عدداً من كبار القادة الشباب لخلافته، امثال وزير الشؤون الخارجية أغابيتو موكوي، حيث وضع اعضاء الحزب الديمقراطي لغينيا الجديدة يدهم بيد بعضم من اجل تجنب المشاكل.
في المقابل، لم يقم الرئيس روبرت موجابي بالخطوة ذاتها، اذ انقسم حزبه إلى جيلين؛ الأول، عسكري من رفقائه السابقين، بما فيهم نائب الرئيس إمرسون منانغاجوا، وهو رجل النظام القوي والمدعوم من الجيش واجهزة الدولة، والجنرال قسطنطين شيوينغا، احد قياديي الجيش الذين يديرون العملية في البلاد.
اما زوجة موغابي، غريس موغابي، فهي ترأس القسم الثاني من الحزب والذي تتراوح اعمار اعضائه ما بين الـ 40 الى 50 عاماً، وهو الذي يريد الاستيلاء على السلطة في اسرع وقت ممكن. هذا الفرع من الحزب يضم في صفوفه كبار رجال الاعمال، او كما يصفهم البعض بـ “المحتالين الحقيقي”، ويتهمونهم بأنهم منغمسون كلياً في الفساد. ولقد تورطت غريس موغابي في العديد من الفضائح، من بينها سرقة الماسة بقيمة مليون دولار من جنوب افريقيا، ومحاولتها اغتيال نائب الرئيس إمرسون منانغاجوا عن طريق السم.
لقد تركت مسألة الفراغ في السلط، بعد موغابي، الباب مشرعاً بين زوجته التي تحمل الكثير من الطموحات السياسية المفرطة، وبين الجيل الأكبر سنا الموالي للرئيس، حيث وصلت المشكلة الى اوجها يوم 15 نوفمبر/تشرين الثاني 2017.
والسؤال المطروح اليوم، ماذا سيفعل “المتمردون”؟ حتى اللحظة، يبقى شعارهم ي الوقت الراهن شعارهم هو الحفاظ على حياة الرئيس موغابي، مع تداول انباء عن استعداد الحزب الحاكم لعزله في القريب العاجل، وصد الاشخاص الذين يسخضون للاعتقال وهو ما لم يتضح الى حد الآن ما اذا كان تنظيفاً للحزب ام انقلاب على الحكم يقف خلفه مصدر ثالث.
هناك ملاحظة مهمة يجب التوقف عندها. في نشرته الصادرة بتاريخ 8 نوفمبر/تشرين الثاني 2017، وصف مركز ستراتفورد، احد ابرز مراكز الدراسات الاميركية والناتو، ما سيحدث بالتفصيل قبل حدوثه مشيراً الى ضرورة “عدم الاستعجال، بل الانتظار”.
*خبير في الشؤون الافريقية
مصدر الصور: الكاتب