حوار سمر رضوان

 

شكلت إدلب خلال السنوات الأخيرة وجهة لآلاف الإرهابيين جلّهم من الأجانب، فما هي السيناريوهات المقبلة التي تواجهها المدينة وريفها، في ضوء طلب أنقرة تأجيل المعركة لبعض الوقت، وما هي أدوار كل من موسكو وأنقرة وواشنطن؟

فزيارة وزير الخارجية السوري وليد المعلم إلى موسكو تؤكد الالتزام بتقدم العملية السياسية في ضوء الوضع الميداني في سوريا.

حول هذه الملفات وغيرها، سأل مركز “سيتا”، الأستاذ آلان بكر، عضو مجلس الشعب السوري.

إدلب والسيناريوهات المحتملة

تركيا تواجه اليوم وضعاً معقداً و بخاصة على وقع التحضيرات التي تقوم بها الدولة السورية استعداداً لمعركة تحرير إدلب، وهو ما يعني أنها ستضطر في مرحلة من المراحل لمواجهة الجيش السوري وهو ما لا يمكن أن تتورط به، بالإضافة إلى توتر العلاقات الذي بلغ قمة جبل الجليد مع الامريكي مما أصبح يهدد بقاؤها في الشمال السوري  بعد أن فقدت الدعم الامريكي والذي كانت تعول عليه، وفي هذه المرحلة بالذات أصبحت تركيا أمام أمر واقع حيث أن مشروعها بتغيير ديموغرافي بالشمال أوشك على السقوط بمجرد إطلاق معركة تحرير إدلب و بالتالي لجأت إلى طلب المهلة لإقناع تنظيم هيئة تحرير الشام الإرهابي وهو النصرة سابقاً بحل نفسه والاندماج مع الفصائل الأخرى ولاسيما أنه  تنظيم متفق دولياً على تصنيفه كتنظيم إرهابي فتحاول من خلال اللعب على عامل الوقت الوصول إلى إعادة ترتيب أوراق التنظيمات المتواجدة في إدلب و تصوير الحال على أن الفصائل الموجودة تدخل تحت عنوان ما يسمى “المعارضة المعتدلة المسلحة” وتتخلص من الاتهامات الموجهة إليها بأنها تقوم بدعم الإرهاب وتقف موقف معادي من الحرب التي أعلنتها الدولة السورية بالتعاون مع حلفائها لمكافحة الإرهاب.

وسعي تركيا بهذا التوقيت يبرز وضع سيهدد الداخل التركي ويتمثل بالإرهاب المرتد وهو ما يقلق الاتحاد الأوروبي الذي يدرك بأن الأراضي التركية ستكون معبراً للإرهابيين باتجاه أوروبا.

وما أطلقه أردوغان من تصريحات حول انتصارات جديدة ما هو إلا محاولةً منه لتعزيز الجبهة الداخلية التركية وبخاصة وأنه يواجه تحديات اقتصادية وسياسية وعسكرية، فتصريحاته أشبه ما تكون بجرعات التخدير للشارع التركي في ظل المستنقع الذي بدأ يجد نفسه داخله.

تحذيرات واشنطن

لنكن واضحين في استخدام المصطلحات، إن إرسال الولايات المتحدة تحذيرا لدمشق عبر موسكو، هي تهديدات وتلويح بالعدوان وليست تحذيرات، وهي ليست الأولى بالتأكيد فالجميع يدرك تورط الأمريكي في ملف دعم الإرهاب في سوريا وسيناريو الكيماوي الذي اعتمدته الإدارة الامريكية في أكثر من منطقة تبعاً لمصالحها يتجدد في إدلب في حين لم تثر هذا السيناريو في معركة الجنوب على سبيل المثال، وإذا نظرنا إلى تصريحات الإدارة الامريكية فهي تنطوي على رسائل مبطنة لموسكو كونها الحليف الأول للدولة السورية وهي تدرك بأن معركة إدلب جزء من حرب تقودها سوريا مع الحلفاء للقضاء على الإرهاب، إلا أن موسكو أيضاً قد سبقت التصريحات الأمريكية بكشف النقاب عن خطة واستفزازات يحضر لها تنظيم هيئة تحرير الشام الإرهابي باستهداف مناطق بالأسلحة الحرارية والكيماوية وتصوير مقاطع سيتم بثها على نمط ما فعلته ما تسمى ب ” الخوذ البيضاء” في الغوطة و ذلك لإعطاء مبرر لعدوان جديد على سوريا هذه الضربة الاستباقية التي قامت بها موسكو جعلت رسائل التحذير تصدر من الجانب الروسي بمواجهة ما يسمى بـ ” التحالف الدولي” واعتقد بأن القادم من الأيام سيثبت تهور الإدارة الأمريكية وحلفائها في معركة الشمال وهو ما سيكون ثمنه باهظا.

البناء السياسي وإعادة الهيكلة

فيما يتعلق بالحل السياسي نؤكد على أنه السبيل الوحيد في المرحلة المقبلة لإعادة البناء على مستوى مؤسسات الدولة والأفراد

أما التشكيك به والمنطقة مقبلة على معركة حاسمة وأقصد هنا بالتحديد معركة إدلب فهنا لابد من توضيح نقطة هامة بعد إنجاز مكافحة الارهاب ستنتقل الدولة السورية للخطوة الثانية وهي العملية السياسية فقد نحتاج لبعض التعديلات على المستوى القانوني أو التنفيذي وإعادة هيكلة المؤسسات السياسية والإدارية وهو أمر طبيعي وحتمي لدولة خرجت من الحرب وبدأت تستعد لمرحلة التعافي.

ومن جانب آخر ليس هناك ما يدعو للقلق لأن التنظيمات المتواجدة في إدلب تنظيمات إرهابية وليس هناك من باب للحوار السياسي معها وهي بكل الأحوال ليست شريك في المرحلة المقبلة.

مستقبل العلاقات الدولية

وبالنهاية الكرة اليوم بملعب الدول الداعمة للإرهاب وأمامها الفرصة الأخيرة لإعادة النظر في مواقفها ودورها في معركة الشمال لأن نتائج هذه المعركة ستحدد مستقبل العلاقات بين هذه الدول والدولة السورية وستحدد فيما إذا كانت أحد شركاء إعادة الإعمار.

وهو ما يتوجب على هذه الدول إدراكه لأن تفاصيل المعركة قد رُسمت ومخرجاتها مماثلة لما حدث في حلب ودير الزور والغوطة والجنوب.

لقد كنا منذ البداية واضحين كدولة وحربنا لمكافحة الارهاب مستمرة ومعركة إدلب تحددت منذ إنجاز انتصارات الجيش في معركة الجنوب وهو ما أكده فخامة السيد رئيس الجمهورية بشار الأسد حينما أعلن بأن إدلب هي الوجهة القادمة بعد تحرير الجنوب.

 

مصدر الصورة: وطني برس.